الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإعلام الأميركي: تميم واجه «ظروفاً عصيبــة» خلال لقائه ترامب

الإعلام الأميركي: تميم واجه «ظروفاً عصيبــة» خلال لقائه ترامب
11 ابريل 2018 03:55
دينا محمود (لندن) أكد محللون سياسيون أميركيون أن التغييرات الأخيرة في إدارة الرئيس دونالد ترامب، والتي شملت الإطاحة بوزير الخارجية السابق المعروف بانحيازه لقطر ريكس تيلرسون من منصبه، قادت إلى أن يجري اللقاء الذي عُقِدَ أمس (الثلاثاء) في البيت الأبيض بين ترامب وتميم بن حمد في «ظروفٍ عصيبةٍ» بالنسبة للدوحة، وذلك في الوقت الذي شدد فيه مسؤولون سابقون في واشنطن على أنه بات على الدويلة المعزولة الاختيار ما بين إصلاح علاقاتها مع الولايات المتحدة، أو مواصلة المضي على درب تعزيز روابطها الوثيقة مع نظام الملالي المُهيمن على الحكم في إيران. ونقل موقع «واشنطن فري بيكون» الإخباري الأميركي المرموق عن المحلل رون هالبر قوله، إن اختيار مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي آيه) مايك بومبيو وزيراً للخارجية خلفاً لـ«تيلرسون» وانضمام الدبلوماسي المخضرم جون بولتون إلى الإدارة مستشاراً للأمن القومي يعني أن لقاء ترامب - تميم عُقِد «في ظل وضعٍ صعب بالنسبة لقطر، على أقل التقديرات». ونسب الموقع في تقريرٍ أعده آدم كريدو إلى هالبر - وهو كذلك مديرٌ تنفيذي لمركز العلاقات مع الجالية اليهودية والذي يتخذ من العاصمة الأميركية مقراً له - تأكيده أنه «سيتعين على أمير قطر اتخاذ قرارٍ حول ما إذا كان يرغب في أن يصبح حليفاً حقيقياً للولايات المتحدة» أم أنه سيواصل دعم منظمات متشددة، في ضوء أنه «لن يمكنه القيام بالأمرين في الوقت نفسه». وشدد هالبر على أنه من الضروري «إجبار قطر على إثبات ولائها للتحالف مع أميركا، بشكلٍ يفوق مجرد التفوه بكلماتٍ» معسولة في هذا الصدد. ومن جهته، قال ريتشارد جولدبرج - وهو مسؤول رفيع سابق في الكونجرس الأميركي - في تصريحاتٍ نقلها عنه «واشنطن فري بيكون»، إنه من الضروري أن تتم مطالبة أمير قطر خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة بـ«إحراز مزيدٍ من التقدم على صعيد الحد من عمليات تمويل الإرهاب، وكذلك فيما يتعلق بكبح جماح التحريض الذي تبثه قناة (‏‏‏الجزيرة) القطرية الممولة من حكومة الدوحة». وشدد جولدبرج - المستشار حالياً لـ«مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» للدراسات في الولايات المتحدة - على ضرورة أن يصدر الرئيس الأميركي «توجيهاتٍ واضحة (لقطر) بشأن إيران.. فإذا كان ترامب بصدد الخروج من الاتفاق الدولي المُبرم بشأن البرنامج النوي الإيراني وإعادة فرض العقوبات الأميركية الصارمة (على طهران)، فستكون قطر بحاجة إلى اختيار جانبٍ تصطف فيه، ومن الأفضل ألا يكون الجانب الإيراني». في السياق ذاته، نقل «واشنطن فري بيكون» عما وصفها بـ«مصادر مطلعة» على كواليس اجتماعات رأس النظام القطري في أميركا، تأكيدها على أن «تحالف قطر المتنامي مع إيران يهدد الاستقرار الإقليمي، في وقتٍ تعمل فيه إدارة ترامب على مواجهة التدخل العسكري.. (لطهران) في سوريا واليمن ومجموعةٍ من الدول الأخرى». وعَرّفَ الموقع أحد هذه المصادر بأنه «مستشارٌ مخضرم سابق متخصص في قضايا الأمن القومي وله صلات مع البيت الأبيض»، ونقل عنه تأكيده أن «قطر عَمّقت على مدار العام الماضي تحالفها مع إيران.. وواصلت دعمها لحماس وجماعة الإخوان». ووصف المستشار الأميركي هذه السياسات بأنها لا تشكل «تصرفات شريكٍ وحليفٍ مسؤول»، مُتهماً النظام القطري «بغض الطرف عن الإرهاب». كما نسب الموقع نفسه إلى مستشارٍ آخر وصفه بـ«المخضرم في شؤون السياسة الخارجية الأميركية» قوله إن النظام القطري «يدعم إيران على الرغم من أن الإيرانيين يشنون الحروب في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط.. وليست هذه هي الشاكلة التي يتصرف بها الأصدقاء». وقال كريدو في تقريره، إن حلفاء لترامب ومصادر أميركية مطلعة على ملف الأمن القومي في الولايات المتحدة، كانوا قد أعربوا عن مخاوفهم حيال لقاء الثلاثاء، الذين اعتبروا أنه جمع الرئيس الأميركي بـ «كبير ممولي الإرهاب في المنطقة»، في إشارة إلى أمير قطر. وبحسب «واشنطن فري بيكون»، فإن «أجواء من الجدل» خيمت على الاجتماع، لا سيما بعد «الكشف عن أن (قطر) موّلت عملية تجسس على مواطنين أميركيين، واخترقت البريد الإلكتروني الخاص بأحد حلفاء الإدارة» الجمهورية. وكشف الموقع الإخباري البارز النقاب عن أن مصادر بداخل الإدارة الأميركية «مارست ضغوطاً على فريق ترامب من أجل دفعهم للتعامل مع ما وصفوه بالفيل القابع بداخل الغرفة، ألا وهو تمويل قطر المستمر للتنظيمات الإرهابية، وكذلك عملية التجسس الممولة من قبل الدوحة» التي وقعت مؤخراً في العاصمة واشنطن. ويشير الموقع هنا إلى قيام قناة «الجزيرة» بإعداد فيلمٍ وثائقي - لم يحدد بعد موعد عرضه - عن عددٍ من التنظيمات اليهودية التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، عبر زرع صحفي متخفٍ عَمِل في هذه المنظمات لعدة شهور، مما مَكَّنَهُ من تصوير بعض العاملين فيها، والاطلاع على ملفاتٍ خاصة بها. كما يتحدث عن عملية القرصنة الإلكترونية التي استهدفت رجل الأعمال البارز إليوت بريودي، الذي يشغل كذلك منصب نائب المدير المالي للجنة المالية للحزب الجمهوري الحاكم في الولايات المتحدة، والتي يتهم بريودي قطر بالوقوف وراءها انتقاماً من مواقفه المناوئة لها، وتنديده المستمر بتمويلها للجماعات الإرهابية. وأشار إلى أن أنشطة قطر و«الجزيرة» على الساحة الأميركية أثارت مطالباتٍ في الكونجرس بفتح تحقيق بشأن تلك الأنشطة، وكذلك بإجبار القناة التليفزيونية القطرية الموصومة بالترويج للأكاذيب وتشجيع الإرهاب، على تسجيل نفسها كـ«عميلٍ أجنبي» في الولايات المتحدة. الغضب الذي يعم الكونجرس حيال قطر كان كذلك أحد محاور تقريرٍ إخباريٍ نشرته صحيفة «واشنطن بوست» حول زيارة الشيخ تميم إلى الولايات المتحدة، وقالت فيه إن «الاتهامات الموجهة لقطر باستضافة ممثلين لحركتيْ طالبان وحماس في الدوحة.. وتقديم تمويلٍ كبير لحماس في قطاع غزة، كان لها بعض الصدى بين المشرعين» الأميركيين، في إشارة على ما يبدو إلى مشروع قانونٍ كان قد طُرِحَ على مجلسيْ النواب والشيوخ بشأن تمويل حماس، يرد فيه ذكر الدويلة المعزولة بالاسم. وفي التقرير الذي أعدته كارِن دي يونج، اتهمت الصحيفة وزير الخارجية المُقال تيلرسون بإحباط جهود تصنيف جماعة «الإخوان» - وهي الجماعة التي تنبثق منها حماس - على القائمة التي تعدها السلطات الأميركية للتنظيمات الإرهابية الأجنبية، وأشارت في هذا الصدد إلى أن الجهود الرامية لتحقيق هذا الهدف «توقفت - جزئياً - بسبب تيلرسون» الذي أُطيح به من منصبه على نحوٍ مفاجئ قبل أسابيع. لكن تقرير الـ«واشنطن بوست» حرص على الإشارة في الوقت نفسه إلى أن بولتون وبومبيو - وهما الوجهان الجديدان في إدارة ترامب - سبق أن طالبا باتخاذ قرارٍ بإدراج اسم «الإخوان» على هذه القائمة، وهو ما يوحي بأن موعد تفعيل هذه الخطوة ربما يكون قد اقترب. أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية المرموقة، فقد أبرزت الثمن الباهظ الذي دفعه النظام القطري لتأمين إجراء اللقاء الذي عقد بين الرئيس ترامب والشيخ تميم في البيت الأبيض، والذي أثار دهشة الكثيرين في ضوء الموقف الصارم الذي يتخذه ترامب من الدويلة المعزولة منذ فرض الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) تدابيرها الصارمة ضدها في مطلع شهر يونيو من العام الماضي. وقالت الصحيفة، إن أمير قطر «أنفق ملايين الدولارات من أجل التعاقد مع جماعات ضغط (في الولايات المتحدة) وترتيب رحلات قادت وسطاء أميركيين مؤثرين إلى الدوحة.. من أجل استمالة دعم إدارة ترامب»، وذلك في محاولة يائسة لمواجهة الاتهامات الموجهة لـ«نظام الحمدين»، من جانب «دول الرباعي» بتمويل الإرهاب وإيواء شخصيات هاربة ومطلوبة على الأراضي القطرية، فضلاً عن إقامة علاقات حميمة مع النظام الإيراني. وفي التقرير الذي أعده جاردنر هاريس ومارك لاندلر، شددت «نيويورك تايمز» على أن استمرار الأزمة القطرية أثار متاعب «بالنسبة للجيش الأميركي ولاستراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة، التي تسعى إلى بلورة جهد عربي موحد لمحاربة الإرهاب واحتواء إيران». وألقت الصحيفة الضوء على الموقف المتحيز الذي اتخذه وزير الخارجية الأميركي المُقال من الأزمة، قائلةً إن «تيلرسون - الذي قضى شهوراً يحاول التوسط في النزاع - اصطف في نهاية المطاف إلى جانب قطر»، في إشارة ضمنية من جانب «نيويورك تايمز» إلى أن هذا الانحياز، هو ما أدى إلى فشل محاولتين قام بهما الوزير المُطاح به خلال العام الماضي لرأب الصدع في الخليج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©