الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فتافيت ركام».. الحرب بلغة سينمائية

«فتافيت ركام».. الحرب بلغة سينمائية
20 أغسطس 2009 00:49
قصص الحرب المفزعة وتفاصيلها المأساوية.. فقدان البيت والأحبة.. لحظات الخوف وانتظار الموت.. يرويها فيلم «فتافيت ركام» على لسان مجموعة من الأطفال الذين عايشوا الحرب على غزة بتفاصيلها المريرة. ويوثق شهاداتهم البريئة بعيداً عن التكلف، والكلام المنمق، والشعارات. راصداً بدقة تفاصيل حياتهم الجديدة بعد أن فقدوا المكان والأحبة. مسلطاً الضوء على قدرتهم العالية على التكيف مع مفردات الحياة الجديدة، وصناعة اللعب من بقايا الركام. واضعاً المشاهد داخل أجواء الحرب، من خلال سرد الأطفال لقصصهم المأساوية، بلهجتهم الطفولية، وتعابير وجوهم البريئة الصادقة. «فتافيت ركام» هو الفيلم الخامس لجمعية الثقافة والفكر الحر في غزة، في سلسلة الأفلام التي أنتجها المكتب الإعلامي للجمعية عن الحرب الأخيرة على غزة، كما أوضح منسق المكتب الإعلامي ومدير الإنتاج محمد بسام جودة. وهي تهدف إلى توثيق جريمة الحرب الإسرائيلية بلغة سينمائية، اللغة المفهومة عالمياً لمخاطبة الشعوب وكسب تعاطفها وتأييدها، وكشف وفضح جرائم المحتل ضد المدنيين العزل، بالإضافة إلى أن هذه الأفلام تعتبر وثيقة مهمة للأجيال المقبلة. وسيشارك في العديد من المهرجانات الدولية، حيث تمت ترجمته إلى اللغة الانجليزية، ونظراً لاختلاف اللهجات وصغر سن أبطال الفيلم تمت ترجمة الفيلم إلى العربية الفصحى. الفنان أكرم عبيد الذي قام بالأداء الصوتي بالفيلم قال إن الفيلم «غلب عليه طابع العشوائية البسيطة، إلى درجة أن من يشاهده قد يعتقد أنه يخلو من لغة السينما، لكن الحقيقة أن هذه اللغة السينمائية الواقعية هي أهم ما يميز أسلوب المخرج عبد الرحمن الحمران «السهل الممتنع»، وهي التي جعلت المشاهد يتوحد ويتفاعل تماماً مع روايات الأطفال في الفيلم ويشعر بأنه هو من قام بهذه الجولة. وعن دوره في الفيلم فقال عبيد: «إن فكرة الفيلم كانت جديدة لا سيما أنها تناقش وجهاً آخر لأحداث الحرب وتأثيراتها من وجهة نظر الفئة الأكثر تضرراً نفسياً ومعنوياً ومادياً من الحرب». مشيراً إلى أن «مشاهد الفيلم حقيقية وغير مصطنعة، وصورت مباشرة بعد انتهاء الحرب». مشيداً بمخرج العمل عبد الرحمن الحمران، وقدرته الفائقة على صناعة فيلم بمقاييس فنية رائعة، ولغة سينمائية بسيطة، وواقعية. أما مخرج العمل عبد الرحمن الحمران فقال: «أردنا صناعة فيلم يكون مادة إعلامية توثيقية بلغة سينمائية، ترصد للأجيال جريمة حرب غزة من وجهة نظر الأطفال، ومن خلال شهادات مجموعة منهم عايشوا الحرب وذاقوا مرارتها». وأشار إلى أن الفيلم لا يتعرض فقط للجانب التسجيلي للأحداث بل يرصد أيضاً الجانب الإنساني. مؤكداً أن الفيلم بمثابة صرخة ألم ممزوجة بالأمل وجهها أطفال غزة بعفوية إلى العالم المتحضر ولنظرائهم من أطفال العالم، هذه الرسالة مفادها «أنهم على الرغم من هول الجريمة وفقدان البيت والأحبة ما زلوا يلعبون ويصنعون من فتافيت الركام ألعاباً، وتلك هي إرادة الحياة». وعن فكرة الفيلم قال الحمران إن الفكرة كانت بسيطة جداً على الرغم من تعقيدات الحدث وهول المشهد، فقد نسجت قصة الفيلم من روايات الأطفال الذين التقيناهم بعد الحرب مباشرة. منوهاً أن مشاهد الفيلم كلها كانت عفوية وواقعية ووليدة اللحظة من دون ترتيب مسبق. ومثمناً دور مدير الإنتاج الإعلامي بمؤسسة الثقافة والفكر الحر، محمد بسام جودة والذي كان ملازماً لفريق العمل في كل مراحل صناعة الفيلم، ومسخراً كل الإمكانات المتاحة لإخراجه للنور. بقيت ضرورة الإشارة إلى أن من قاموا على هذا الفيلم يريدون أن يقولوا للعالم إنه من حيث يوجد الموت، توجد الحياة، وهناك في غزة من ماتوا ولكن الأكثر من يعيشون فوق الركام يحلمون ويخططون لمستقبل مقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©