نمت الأرباح الصافية للشركة القابضة العامة بنسبة 61% العام الماضي لترتفع إلى نحو 1.13 مليار درهم مقارنة بـ703 ملايين درهم خلال العام 2008، بحسب بيان صحفي صادر عن الشركة أمس.
وتتبنى الشركة خطة استثمارية تتضمن ضخ 36.7 مليار درهم جديدة في قطاع الصناعة في الإمارة خلال السنوات الخمس المقبلة، كما تخطط للاستحواذ على شركات خليجية في مجال صناعة الحديد والصلب، وأخرى في قطاع التصاميم الهندسية النفطية، والتوسع الجغرافي في عدة دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان سمو ولي عهد أبوظبي رئيس المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة العامة إن أصول الشركة زادت في إمارة أبوظبي لتصل إلى نحو 18.4 مليار درهم نهاية العام الماضي، لتتضاعف نحو خمس مرات مقارنة بعام 2004، حيث كانت القيمة الإجمالية لأصولها تبلغ 3.6 مليار درهم.
وأكد سموه أن الزيادة في الأصول البالغة قيمتها نحو 15 مليار درهم خلال السنوات الخمس الماضية في مختلف القطاعات الصناعية، حققتها الشركة بالاعتماد على مصادرها المالية الذاتية، من دون أي دعم مالي أو مادي مباشر من الحكومة.
وتملك الشركة القابضة العامة مجموعة من الشركات والمصانع هي شركة الإمارات لصناعات الحديد، شركة دوكاب للكابلات الخصوصية المحدودة (دوكاب)، مجمع مصانع أنابيب (أنابيب)، شركة أركان لمواد البناء (أركان)، مصنع الخزنة للجلود، شركة الإنشاءات البترولية الوطنية، مجموعة أغذية، شركة الفوعة لتطوير وتنمية قطاع النخيل وشركة أبوظبي للصناعات الأساسية (أدبيك).
وقال سموه إنه بفضل التوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فقد عززت الشركة مركزها وحققت معدلات نمو مرتفعة في حجم الأصول بالشكل الذي سيمكنها من الاستمرار بالقيام بدورها الريادي في تعزيز وتنمية القطاع الصناعي في الإمارة انسجاما مع الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي.
وأكد سموه أن الشركة القابضة العامة تسعى لتحقيق مركز الريادة في تنويع القاعدة الصناعية في إمارة أبوظبي من خلال إنشاء الشركات وتطويرها وإعادة الاستثمار في شركات جديدة.
وأظهرت البيانات المالية للشركة تطورا إيجابيا في مختلف المؤشرات المالية خلال السنوات الخمس الماضية عكست الأداء الجيد والإدارة الرشيدة لمختلف الأنشطة الاستثمارية للشركة. وارتفع إجمالي إيرادات الشركة من نحو ملياري درهم في نهاية العام 2004 إلى نحو 8.6 مليار درهم في نهاية العام 2009. يشار إلى أن صافي الأرباح للشركة القابضة العامة تضاعف خلال السنوات الخمس الماضية من 204 ملايين درهم في عام 2004 ليصل إلى 1.13 مليار درهم.
من جهته، قال حسين جاسم النويس نائب رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة العامة رئيس اللجنة التنفيذية في الشركة “إن الشركة تخطط لضخ نحو 36.7 مليار درهم في الاستثمار الصناعي في الإمارة على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وأوضح لـ”الاتحاد” أن الشركة بصدد الاستحواذ على مصنع للحديد والصلب في احدى دول مجلس التعاون الخليجي ضمن التوسعة الثالثة لمصانع شركة الإمارات لصناعة الحديد والتي تبلغ تكلفتها نحو 9 مليارات درهم.
واشار إلى أن مصنع شركة الإمارات لصناعة الحديد في المصفح يعمل حاليا بكامل طاقته الإنتاجية على مدى 24 ساعة يوميا، وأن حصته من السوق المحلية تبلغ نحو 60%، فيما يصدر جزءا من الإنتاج إلى أسواق عدة دول عربية.
ولفت الى أن شركة الإنشاءات البترولية الوطنية تدرس الاستحواذ على شركة متخصصة في التصاميم الهندسية، في ظل خطتها لتكامل أعمالها في قطاع النفط، مبينا أن الشركة التي كانت حتى الآن تركز نشاطها على المنصات والأعمال الهندسية في الحقول البحرية ستبدأ العمل في الحقول البرية أيضا.
وقال “إن الشركة سلمت الشهر الماضي أكبر منصة نفطية بحرية في العالم والتي انتجت في مصانع الشركة في المصفح بخبرات وأيدي مواطنة، لصالح شركة مارسك أويل قطر وبقيمة بلغت مليار دولار”.
كما وقعت الشركة على عدة عقود لصالح شركات هندية بقيمة 260 مليون دولار، فيما تخطط لدخول أسواق نيجيريا وأنغولا في هذا المجال.
وأشار النويس إلى أن الشركة القابضة العامة تعتزم إنشاء شركة ضخمة لإنتاج البتروكيماويات في أبوظبي بالتعاون مع شركة شقيقة محلية سيعلن عنها لاحقا وعن جميع تفاصيل الاستثمار الجديد . وفيما يتعلق بالتمويل، أوضح النويس أن الشركات التابعة للقابضة العامة قامت جميعها بتمويل نشاطاتها واستثماراتها بالاعتماد على ذاتها، مبينا أن الشركة القابضة العامة لا تضمن الديون المستحقة على الشركات التابعة لها، إلا بقدر ملكيتها فيها وكذلك حسب الظروف لكل صفقة على حدة.
وقال: “القابضة العامة تلعب دورا حيويا ومهما في تنفيذ استراتيجية أبوظبي الصناعية الرامية إلى بناء قاعدة صناعية متطورة”.
وأكد النويس أن الشركة القابضة العامة تمكنت من تأسيس كيانات صناعية متميزة في مختلف القطاعات من خلال خلق شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص.
وقال “لدينا تجارب ناجحة في تعاون القطاعين العام والخاص من اجل تطوير القاعدة الصناعية في أبوظبي، وتأسيس كيانات ذات قيمة مضافة تسهم في تعزيز مساهمات القطاع الصناعي غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي”. وأكد أن الشركة التي استثمرت في قطاعات متنوعة مثل الصناعات الأساسية ومواد البناء والأغذية والخدمات النفطية وغيرها ستواصل تنويع استثماراتها قطاعيا وجغرافيا بهدف تعميم مكاسب التنمية في مختلف مناطق إمارة أبوظبي.
وقال إن الشركة القابضة العامة تحتل مركزا رائدا محليا وإقليميا في تطوير صناعة الحديد والصلب من خلال مصانع شركة الإمارات لصناعات الحديد فيما تفكر للدخول بقوة في قطاعات جديدة مثل البتر وكيماويات والمعادن الأخرى من خلال شركة أبوظبي للصناعات الأساسية (أدبيك) التابعة لها.
وأضاف النويس أن المستوى المتقدم الذي وصلت إليه شركة الإمارات لصناعات الحديد اليوم يعكس التجربة الناجحة للشركة القابضة العامة في تطوير بعض الكيانات الصناعية القائمة حيث قامت بضخ استثمارات بلغت نحو 6.5 مليار درهم لتحويل مصنع صغير للدرفلة إلى اكبر مصنع متكامل لإنتاج الحديد والصلب الأمر الذي رفع إنتاج المصنع السنوي من 650 ألف طن في عام 2006 إلى أكثر من ثلاثة ملايين طن نهاية العام الماضي، وتبلغ إجمالي قيمة مشروع التوسعة 9 مليارات درهم.
من جهته، أشار سهيل مبارك العامري الرئيس التنفيذي للشركة إلى عملية إعادة الهيكلة التي نفذتها الشركة القابضة العامة لعدد من المصانع التي استحوذت عليها بعد أن حلت محل المؤسسة العامة للصناعة في أبوظبي، حيث قامت بدمج مصنعي اسمنت الإمارات والإمارات للطابوق تحت اسم شركة أركان، كما قامت بدمج شركتي المطاحن الكبرى للدقيق والعلف” و”العين للمياه المعدنية” تحت اسم شركة أغذية، اللتين تم طرحهما في اكتتاب عام وإدراج أسهمهما في سوق أبوظبي للأوراق المالية، وذلك بهدف رفع كفاءة الشركات وتحسين فاعليتها وخلق ترابط بين الوحدات الصناعية في أبوظبي بما يخدم الاقتصاد الوطني.
عدد اليوم
