براون: المحادثات مع جهاز أبوظبي بشأن الاستثمار في بريطانيا تمضي قدماً

تعهد رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أمس بفتح اسواق الطاقة في بريطانيا امام المستثمرين الاجانب في ''اتفاق جديد'' يهدف الى تشجيع الطاقة النظيفة ووضع نهاية لتضارب المصالح بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط· وخلال قمة نفطية طارئة في جدة كشف براون عن خطط للعمل مع السعودية فيما يتعلق بتكنولوجيا امتصاص انبعاثات الكربون من محطات الطاقة ومع الامارات فيما يتعلق بالتكنولوجيا النووية· وقال للصحفيين ان بريطانيا وقطر تدرسان تاسيس صندوق مشترك جديد للطاقة للاستثمار في صناعات الطاقة البريطانية وان المحادثات مع جهاز أبوظبي للاستثمار بشأن فرص الاستثمار في بريطانيا تمضي قدما· وقال براون ''نريدهم ان يستثمروا في مصادر للطاقة البديلة في اقتصاداتنا مثلما نريدهم ان يسمحوا لشركاتنا النفطية التي تعمل بفعالية وكفاءة ان تلعب دورا في انتاج النفط في الدول المنتجة للنفط·'' وفي وقت سابق هذا العام قال براون ان بريطانيا منفتحة امام استثمارات صناديق الثروات السيادية التي يديرها منتجو النفط الاثرياء· غير انه لم يعلن عن اجراءات ملموسة تذكر ولم يعط تفاصيل عن الخطط التي تم الاتفاق عليها مع دول الخليج العربية باستثناء توضيح ان الطاقة النووية والطاقة المتجددة هما محور تركيز بريطانيا· وقال براون ان ''الاتفاق الجديد هو ان للجميع مصلحة في سوق طاقة اكثر استقرارا وان للجميع مصلحة في توافر بدائل للنفط وان للجميع مصلحة في استخدام افضل واكثر كفاية للنفط·'' ومثل بعض زعماء الدول المتقدمة الاخرى تعرضت شعبية براون لضربة فيما يعاني الناخبون من تباطؤ الاقتصاد وتقييد الاقراض المصرفي وتراجع اسعار المنازل وتسارع معدل التضخم نتيجة ارتفاع اسعار الوقود والمواد الغذائية· وزادت اسعار النفط الى اكثر من مثليها خلال عام الى نحو 140 دولارا تقريبا للبرميل مما اثار احتجاجات في انحاء العالم من بروكسل الى بانكوك على تكاليف الوقود القياسية التي تهدد الاقتصاد العالمي· وتكافح بريطانيا ايضا للوفاء باهداف خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري· وتقدر انها تحتاج استثمارات تصل الى 100 مليار جنيه استرليني في مجال الطاقة المتجددة للوفاء بهذه الاهداف وترى الحكومة في صناديق الثروات السيادية موردا جيدا· ويوم السبت قال مالكوم ويكس وزير الطاقة البريطاني ان الحكومة ستكشف في الاسبوع القادم عن ''ثورة خضراء'' تهدف الى توليد 15 في المئة من احتياجات البلاد من الطاقة من المصادر المتجددة بحلول عام 2020 بزيادة تقل قليلا عن خمسة في المئة عن الوضع الراهن· ويدفع رئيس الوزراء البريطاني بانه اذا لم يكن هناك فهم افضل لمشاكل العرض والطلب العالمية فان فرصة التاثير على اسعار النفط اليوم ضئيلة· ويقول ان المستهلكين يجب ان يقللوا اعتمادهم على النفط باستخدام موارد اخرى للطاقة مثل الطاقة المتجددة والطاقة النووية ومن خلال ترشيد استخدام الطاقة· ويجب ايضا منح منتجي النفط فرصة للاستثمار في مصادر الطاقة البديلة لتنويع درجات المخاطرة التي يتعرضون لها مع تحول الدول المتقدمة تدريجيا الى اقتصادات اقل اعتمادا على الطاقة الكربونية· وفي كلمته امام اجتماع جدة قال براون ''وبهذه الطريقة نتحول من تضارب المصالح القديم بين المنتجين والمستهلكين الى بناء ما يحتاجه العالم وما يسمح لنا بالمضي قدما·'' وامام براون اقل من عامين قبل ان يتعين عليه اجراء انتخابات عامة ومع تراجع شعبية حزبه حزب العمال بشدة في استطلاعات الراي فانه يحتاج الى تحقيق تحول اقتصادي لتعزيز فرصه في الانتخابات· لكن ما دامت اسعار النفط مرتفعة فهناك خطر من بقاء معدل التضخم فوق مستوى اثنين في المئة الذي يستهدفه بنك انجلترا المركزي وهو ما يزيد صعوبة تبرير الخفض المبكر لاسعار الفائدة الذي يؤيده حزب العمال بهدف حفز النمو·