الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن راشد: الاستقرار حركة دائمة لصنع الحياة وبحث عن مستقبل أفضل

محمد بن راشد: الاستقرار حركة دائمة لصنع الحياة وبحث عن مستقبل أفضل
11 ابريل 2018 03:55
تحرير الأمير، وام (دبي) حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، انطلاق أعمال مؤتمر «فكر» السنوي الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي في دورته السادسة عشرة بدبي تحت عنوان «تداعيات الفوضى وتحديات صناعة الاستقرار». وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «سعدت اليوم برفقة الأخ والصديق الأمير خالد الفيصل، بحضور جانب من مؤتمر الفكر العربي في دورته الـ 16 بدبي»، مضيفاً أن «المؤتمر يناقش صناعة الاستقرار.. والاستقرار صناعة وجهد وعمل مستمر وتنمية دائمة وتطور لا يتوقف.. الاستقرار هو حركة دائمة لصنع الحياة.. وهو بحث مستمر عن مستقبل أفضل لمجتمعاتنا». وتابع سموه: «سعداء بهذا الجمع الكبير من المفكرين والقادة.. ورسالتنا لهم توظيف علمهم ومعارفهم وجهودهم في تنمية مجتمعاتنا واستئناف حضارتنا العربية». وأكد صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن «التغيير يحتاج منا توحيد كافة الجهود - كل في مجاله - بما يخدم مستقبل أمتنا، ويعمل على تحقيق استقرار وازدهار مستدامين». وتابع سموه الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي حضره سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وشارك فيه معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي. وشهد المؤتمر حضوراً رفيع المستوى من شخصيات قيادية وفكرية وأكاديمية ومسؤولين على مستوى الوطن العربي، من بينهم صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومعالي الدكتور عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل، ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومعالي أحمد بن عبد العزيز القطان وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية، ومعالي الدكتور نبيه شقم وزير الثقافة الأردني، ومعالي أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، والدكتور محمد علي الحكيم، وكيل الأمين العام والأمين التنفيذي لـ«الإسكوا». ويهدف «فكر16» إلى تقديم مقاربة تفصيلية ومعمقة للعناصر المؤثرة في حالة الفوضى التي نشأت نتيجة لتداخل الأزمات والأحداث المفاجئة وغير المتوقعة والتغيرات القائمة تحت وطأة التقدم المتسارع في الإنجازات العلمية والتكنولوجية، وتبلور اقتصاد المعرفة ومجتمعها، وما يسمى بـ«الثورة الصناعية الرابعة» التي تغير من نوعية الحياة على نحو جذري، والتدافع بين القوى المختلفة التي تسعى للمحافظة على الوضع العالمي القائم والقوى العاملة على تغييره، حيث تبحث جلسات المؤتمر تأثيرات هذه الحالة على الدول العربية، مع تقديم توصيات واقتراحات بشأن سبل التعامل معها وآليات صناعة الاستقرار. ويستضيف المؤتمر ثلاث جلسات عامة تتناول «دور القوى الدولية»، و«دور المنظمات الإقليمية والدولية في صناعة الاستقرار»، و«سبل صناعة الاستقرار». كما تعقد مجموعتان من الجلسات المتخصصة المتزامنة تتمحور الأولى حول «الفوضى: جذورها وأسبابها ومظاهرها ونتائجها»، والثانية حول «صناعة الاستقرار: مساهمات القطاعات المؤثرة». وفي اليوم الأخير.. تعقد ندوة حول أنشطة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والابتكار في الدول العربية، وإسهامها في التنمية الشاملة والمستدامة وصناعة الاستقرار.. ويختتم المؤتمر بجلسة تحت عنوان «نحو إنسان عربي جديد». يشار إلى أن المؤتمر يشهد مشاركة أكثر من 600 من كبار الشخصيات، ونخبة من صناع القرار والمسؤولين والمفكرين والمثقفين والباحثين والخبراء وممثلين عن الاتحادات والمنظمات الدولية والمجالس الوزارية ومراكز الدراسات والأبحاث والهيئات الإعلامية والشباب العربي. ويسعى المؤتمر إلى توفير فرصة استراتيجية للمشاركين من أجل التحاور والتبادل العميق للأفكار والخبرات، في محاولة للتصدي للتحديات الراهنة التي تواجه الوطن العربي، وكذلك لبحث السياسات البناءة اللازمة لإيجاد الحلول ورسم خطة عمل مستقبلية، تسهم في بناء الاستقرار في المجتمعات. وألقى معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمة أكد فيها أن هذا عصر تتلاحق تفاعلاته بسرعة فائقة، وتتحرك أحداثه بوتيرة تفوق القدرة على الاستيعاب، وتتراجع قيمة التفكير الهادئ واصفا إياه عصر التدفق المستمر واللحظي للمعلومات تتقلص القدرة على التأمل والتدبر واستخلاص العبر وقال: إن الفرد يستهلك معلومات أكثر، ويطالع بيانات أوفر ولكن يمارس التفكير بقدر أقل لذا فإن حكمنا على الظواهر والأحداث لحظي وانفعالي، وسريع وعابر مثل الأحداث ذاتها. وأوضح أن العصر الذي نعيش يحتاج إلى المفكر الباحث عن الحقيقة أكثر من أي وقت مضى واصفا إياه بعصر اضطراب بامتياز، حيث الأوراق تتداخل والقضايا تتعقد، واحتمالات الفوضى تتصاعد، والحقيقة ذاتها تختبئ وراء ركام من الأكاذيب والتضليل، وقال إن هذا العصر «عالم ما بعد الحقيقة» للتعبير عن هذه الحالة المُلتبسة من اختفاء الخط الفاصل بين الحقائق الثابتة والأكاذيب المُفبركة. منوها أن النظام العالمي يمر بحالة غير مسبوقة من السيولة والتنافس الذي يقترب من الصراع بين اللاعبين الرئيسيين، وهو تطور يلقي بظلال من انعدام اليقين على كافة التفاعلات والعلاقات الدولية، حيث نقترب من وضعٍ تتآكل فيه قواعد قديمة من دون أن تظهر أخرى جديدة تحل محلها وتهب فيه رياح الفوضى والاضطراب على الدول والمؤسسات الراسخة فتُزعزع أركانها، وتُزلزل قواعدها، وتُصيب بُنيانها بخلل شديد مستدركا أن بلادنا العربية ليست بعيدة عن هذه الرياح الخطرة، بل هي في عين العاصفة. وأشار إلى أن الدول، وعلى مدار عقود، واجهت تحدياً رئيسياً يتعلق بكيفية نقل المجتمعات العربية من أوضاع متخلفة خلفها الاستعمار إلى حالٍ جديدة من التحديث والتنمية. واليوم تواجهنا تحديات إضافية وطرح أبو الغيط عدة تساؤلات قائلا: كيف نحافظ على الاستقرار في زمن الفوضى؟ كيف نُصون الوحدة في عصر التفتت؟ كيف نبني المؤسسات في زمن تآكل المؤسسات؟ كيف نعصم مجتمعاتنا من تهديدات مفاجئة وتصدعات خطيرة صارت جزءاً لا يتجزأ من طبيعة العالم المُعاصر. واستعرض خمس نقاط تُمثل تحديات تفرض علينا كعرب التفكير فيها والتعامل معها تتمثل بوجود ردة فعل عنيفة إزاء ظاهرة العولمة مستشهداً بعدة أمثلة مثل الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي ووصول الرئيس ترامب إلى مقعد الرئاسة في الولايات المتحدة، باعتبارها رد فعل غاضب من جانب قطاعات واسعة من مواطني الغرب تشعر أن العولمة خذلتها وفاقمت من معاناتها وقال إن الرافضين ليسوا من الفقراء، ولكنهم يضمون شرائح من الطبقة الوسطى التي لم تتزايد دخولها الحقيقية لعقود حيث يشعرون بأن حرية التجارة وتعزيز الترابط العالمي لم يصب في مصلحتهم فيما محصلة ذلك هي صعود لتيارات الانكفاء على الداخل، وبناء الجدران العالية أمام التجارة والمهاجرين وكل ما هو قادم من الخارج. وأشار إلى تصاعد ملحوظ في السياسات القومية المتطرفة والنزعات الشعبوية الجارفة التي تعتمد على نهج مُغازلة غرائز الجمهور، وتحريك مخاوفه الأولية، عبر طرح شعارات مُبسطة وأهداف براقة وتعتمد أيضا على اختراع الأعداء وتضخيم المخاطر الداخلية والخارجية. ودعا أبو الغيط إلى العيش المشترك.. وتعزيز قدرة المجتمعات على قبول التنوع والاختلاف، وشدد على ضرورة تعلم العيش معاً في المنطقة العربية، الغنية بالملل والنحل والأعراق عوضا عن القضاء على الدولة وتشريد أبنائها وتبديد مُقدراتها. وتطرق أبو الغيط إلى المحور الثاني قائلا إننا نقف على أعتاب ثورة تكنولوجية ضخمة والذكاء الاصطناعي والبيانات العملاقة وتكنولوجيا المعلومات والأتمتة، أو ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة التي ستفرز رابحين وخاسرين وستخلف ضحاياها، وأولهم العمالة غير الماهرة وشبه الماهرة التي ستقوم الآلات بوظائفها بصورة أفضل، فتنتفي الحاجة إليها. وتساءل أين العرب من هذه الثورة الهائلة التي تطرق أبوابنا أم سوف تفوتنا مثلما فاتتنا الثورة الأولى زمناً طويلاً حتى صرنا أسرى للتخلف والاستعمار. وطالب أبو الغيط بإعداد الشباب العربي للتعامل مع معطيات ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، تعليماً وتدريباً وعدم تركهم فريسة لتقسيم جديد للعمل على المستوى العالمي لا يحصلون بمقتضاه سوى على الوظائف الدنيا والأعمال ذات القيمة المضافة المنخفضة. وعن المحور الثالث قال: إن أخطر ما يواجه العالم اليوم المؤسسات الدينية والاجتماعية والثقافية أيضاً منوها أن تكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي تدفع في هذا الاتجاه عبر ترويج الأخبار الكاذبة بما يُسهم في تشكيل مناخ مشحون من الإحباط والتشويش والتحريض والغضب واليأس . صناعة الاستقرار وبدوره أكد البروفسور هنري العَويط، المدير العامّ لمؤسّسة الفكر العربيّ، أن مؤتمرُ «فكر16» ينعقد في لحظةٍ تاريخيّةٍ عصيبةٍ ومصيريّة. وهو لا يكتسبُ أهميّتَه البالغة من موضوعِهِ فحسب، بل أيضاً من حراجةِ الأوضاعِ التي تمرّ بها مِنطقتُنا، والتي لم تعرف مثيلاً لها في الحدّةِ والخطورة، منذ أمدٍ بعيد. وخيرُ شاهدٍ على ذلك ما تتعرّضُ له دولٌ كالعراق وسوريا واليمن من حروبٍ ونزاعاتٍ وتفتيتٍ وانهيار، وما تكابده المِنطقة، ومعها العالَمُ بأسره، من جرّاءِ الإرهابِ الذي مارسته وتمارسه، في أبشعِ أشكالهِ وأفظعِ صوره، منظّمةٌ تكفيريّةٌ تدعو إلى إقامةِ دولةِ الخلافةِ المزعومة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©