السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتيون يتجنبون غلاء الغرب لصالح دول آسيوية وعربية لقضاء الإجازة

إماراتيون يتجنبون غلاء الغرب لصالح دول آسيوية وعربية لقضاء الإجازة
23 يونيو 2008 01:41
أدت هيمنة العملات الرئيسية خلال الفترة الماضية على الدولار الأميركي الضعيف إلى تحول الوجهات السياحية المرغوبة بالنسبة للسياحة الصادرة بالدولة نحو دول عربية وآسيوية بدلاً من الدول الغربية وأستراليا، بحسب عاملين في القطاع· وانخفض سعر صرف الدولار، المرتبط بالدرهم، بنسبة تزيد على 18% مقابل اليورو و20% مقابل الدولار الأسترالي منذ مطلع العام ،2008 إذ يصل سعر العملة الأوروبية حالياً إلى 1,56 دولار، فيما تبلغ قيمة الدولار الأسترالي 0,953 دولار· وأكد عدد من المقبلين على السفر خلال فترة الإجازة الحالية أن انخفاض الدولار الأميركي ألقى بظلاله على خططهم السياحية، بعد أن ارتفعت تكاليف السفر نتيجة انخفاض القيمة الشرائية للدرهم، خصوصاً أمام اليورو الأوروبي والإسترليني والدولار الاسترالي، وهي وجهات كانت تستقطب حصة مهمة من السياح الإماراتيين خلال السنوات الأخيرة· وأشاروا إلى أن تراجع صرف العملة تزامن مع زيادة أسعار تذاكر السفر نتيجة ارتفاع أسعار النفط العالمية، ما دفع الإقبال باتجاه الوجهات الآسيوية التي شهدت أيضاً زيادة في تكاليفها· بيد أن الوجهات البديلة في آسيا بقيت كلفها أقل مقارنة بكلف السفر إلى الدول الغربية· وعلى الرغم من ذلك، أكد عاملون في شركات سياحية أن ''موسم السفر والسياحة لن يشهد تراجعاً في أعداد المسافرين، غير أنه سيشهد تركيزاً على وجهات معينة دون وجهات أخرى معتادة''· وقال احمد راشد الموظف في أحد مكاتب السياحة والسفر أن ارتفاع سعر صرف اليورو دفع كثيراً من السياح الإماراتيين والمقيمين بالدولة إلى دول جنوب شرق آسيا وخصوصا تايلاند وماليزيا، التي زارها نحو 90 ألف سائح إماراتي العام الماضي· ولفت إلى انخفاض الطلب على الوجهات الأوروبية، فاليورو ارتفع إلى ما يقترب من ستة دراهم حالياً، وهو ما جعل السياح يهجرون أوروبا إلى مناطق أخرى أقل تكلفة· وزاد : ''هذه الظاهرة عالمية ولا تقتصر على الدولة''· وأوضح راشد أن هناك طلباً على وجهات عربية مثل مصر ولبنان وسورية، مؤكدا أن مصر تبقى ''الوجهة العربية الأفضل والأكثر إقبالاً من قبل السياح الإماراتيين''، بعد أن كانت ماليزيا على رأس قائمة الدول المرغوبة العام الماضي· وقال أنور محمود من شركة السفر والسياحة إن ''بعض السياح بدأوا يتجهون منذ العام الماضي إلى بلدان جديدة مثل سيرلانكا ومناطق من إيران مثل شيراز وأصفهان''· وأضاف أن سيرلانكا تتطور كوجهة سياحية يقبل عليها بعض الشباب، مؤكداً أنها تضم عوامل تجعلها وجهة بديلة لمن يبحثون عن التكلفة الأقل في ظل ارتفاع تكاليف السفر وانخفاض الدولار الأميركي· وقال احمد عبد العزيز ''فوجئت عندما ذهبت لاستبدال دراهم بالدولار الاسترالي لأجل السفر، فقد وصل سعره إلى 4 دراهم (···) هذا يضاعف كلفة رحلتي وعائلتي لقضاء الإجازة''· وأوضح أن الدولار الأسترالي كان يساوي درهمين فقط قبل عام تقريباً، مؤكداً أن زيارته لأستراليا في السنوات الماضية لم تكن تكلفه نصف المبلغ الذي قد يدفعه هذا الصيف· وقال ''أفكر في تغيبر وجهتي هذا الصيف لمواقع أقل كلفة''· والحال لا يختلف بالنسبة لفلاح محمد سالم، فرحلة بانكوك برفقة الأصدقاء كانت ''صدمة'' بالنسبة له من ناحية التكاليف· فقد ارتفعت قيمة البات التايلاندي مقابل الدرهم مقارنة بالرحلة السابقة قبل عامين بنحو 30%، وفقاً لسالم· وبحسب إحصائيات منظمة السياحة العالمية، تعتبر السعودية أكبر أسواق السياحة الخارجية، حيث ينفق السعوديون نحو 7 مليارات دولار سنوياً على السياحة، في حين ينفق الإماراتيون نحو 5 مليارات دولار، بمتوسط 1700 دولار للرحلة الواحدة· ووفقاً للإحصائيات ذاتها، ينفق الخليجيون سنوياً على تنقلاتهم الخارجية ما لا يقل عن 12 مليار دولار، تشكل نصف إجمالي الإنفاق العربي على السياحة الخارجية، ويقدر إنفاق السائح الخليجي على الرحلة الواحدة بحوالي 1814 دولاراً، بمعدل إنفاق 135 دولاراً في الليلة الواحدة، متجاوزاً بذلك إنفاق نظيره الأوروبي البالغ 836 دولاراً للرحلة، بمعدل إنفاق 88 دولاراً في الليلة· ولم تقف الكلف المرتفعة عند الإقامة فقط، فتذاكر السفر زادت أثمانها جراء أسعار النفط المتزايدة، وكذلك الأمر بالنسبة للضرائب في المطارات، على حد قول سالم· وأشار سالم إلى أن ''الحسنة الوحيدة في قصة ارتباط الدرهم بالدولار أنه جعلنا نتعلم أشياء جديدة لم نكن نهتم بها سابقاً ونتعلم الفرق بين العملات والاهتمام بهذا الأمر ومتابعته''· ويتفق معه خليل سالم الذي يستعد لقضاء إجازته في ماليزيا· فقد وجد أن هناك ارتفاعاً في قيمة العملة الماليزية (الرينجت)، ما يعني أعباء إضافية وزيادة على تكاليف الرحلة· ويرى عزان محمد أن السفر إلى بريطانيا على سبيل المثال لا يزال مستمراً على الرغم من ارتفاع الجنيه الاسترليني المحدود مقابل الدولار أو الدرهم بشكل مباشر· ومنذ بداية العام، ارتفع سعر صرف الجنيه الأسترليني مقابل الدولار بأقل من 1%· غير أن بريطانيا من الدول التي تعد جاذبة للسياحة في كل الظروف وفقاً لمحمد· وقال سعيد العامر إن ''الغلاء وارتفاع اليورو هما ليس السببين الوحيدين اللذين دفعا السياح الإماراتيين والعرب بشكل عام إلى هجر الوجهات الأوروبية والتوجه إلى الوجهات الآسيوية، بل أيضاً بسبب المعاملة والنظرة المختلفة إلى العرب بشكل عام وخوف البعض من التعرض للمضايقات في المطارات''· وأضاف أن هناك بعض الصعوبات عند السفر لدول أوروبية مثل التشدد في الحصول على التأشيرة في بعض الأحيان·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©