«بوديجارد» تطبيق افتراضي لحماية حامل الهاتف الذكي

مثلما يفعل “الصندوق الأسود” عند وقوع الحوادث للطائرات التجارية، والذي يشرح بكل تفصيل الأحاديث التي دارت بين كابين القيادة وبرج المراقبة قبل سقوطها وتحطمها، فإن أجهزة الهاتف الذكي مثل “آي فون” و”بلاك بيري” و”أندرويد” أصبحت قادرة على القيام بمهمة أكثر تطوراً عندما يتعرّض حامل الجهاز إلى اعتداء أو يقصد مكاناً خطيراً. يعود الفضل في هذا التطوّر المثير والمفيد لتطبيق جديد ومجاني يدعى “بوديجارد” BuddyGuard تم إطلاقه مؤخراً في لندن، ويمكن تحميله على الهواتف الذكية من المخازن الافتراضية للشركات الصانعة لها، ووصف بأنه يمثل استخداماً ذكياً للمجسّات والكاميرات التي تحملها هذه الهواتف. ولهذا التطبيق فوائد عظيمة تتعلق بالأمن الشخصي لحامل الجهاز. وعلى سبيل المثال، لو كنت ذاهباً إلى اجتماع مهم في مكان معزول أو معرّض للأخطار، فإن في وسعك تفعيل التطبيق على الهاتف الذكي بالضغط مرتين على الأيقونة التي تحمل اسمه على شاشة الجهاز؛ وعندئذ يبدأ بتسجيل كل ما تقوله أو يقوله لك الآخرون خلال فترة الاجتماع كما يسجل تحركاتك المكانية لحظة بلحظة عن طريق نظام تحديد المواقع “جي بي إس”. ويقوم النظام بتخزين كل هذه المعلومات والبيانات المهمة في “سيرفر” بعيد من أجل استعادتها عند الضرورة. ويضاف إلى ذلك أن تفعيل النظام يفعّل الكاميرا التي تبدأ بالتقاط الصور المتتابعة بطريقة متقطعة وبواقع صورة واحدة كل 10 ثوان. ومعنى ذلك أن على صاحب الجهاز أن يضعه في جيبه بحيث تتصوب الكاميرا إلى الأمام بعد تشغيل التطبيق. ويقوم التطبيق أيضاً بنقل المعلومات والبيانات والصور كل 30 ثانية ويتولى توجيهها إلى عنوان البريد الإلكتروني الذي يختاره صاحب الجهاز وأيضاً إلى “الخوادم الرقمية” البعيدة ليتم تسجيلها هناك. ولو حدث أن تعرّض حامل الجهاز بعد تفعيل التطبيق “بوديجارد”، إلى ضربة في الرأس من قبل معتدٍ أو إرهابي، فإنه يستشعر هذا الفعل من خلال مجسّ قياس التسارع accelerometer الموجود في الهاتف الذكي لأن جسم الضحية سوف يترنح بسرعة كبيرة أو ينهار. ويمكن للجهاز أن يستشعر هذا الخطر بشرط أن تتجاوز مدة حركة الجسم بعد الضربة ثانية واحدة على الأقل. وفي هذه الحالة، يقوم الهاتف بإرسال نداء استغاثة إلى عنوان البريد الإلكتروني. وهذا يعني أيضاً أن التطبيق يمكن أن يخدم السائقين وبقية ركاب السيارات عندما يتعرّضون لحوادث تصادم لأن مقياس التسارع في “الموبايل” سيعمل بكل فعالية في هذه الحالة ويقوم بإرسال نداء الاستغاثة إلى العنوان المطلوب. وقال كولن أناواتي مبتدع نظام “بوديجارد” إن التطبيق موجّه للطلاب والموظفين الذين يعملون في مناطق معزولة أو أي إنسان يقوم باستلام مبالغ مالية ضخمة من البنوك أو آلات الصرف في الأماكن غير الآمنة.