الهاجري: مستوى «الفاصلة» مؤشر طيب لمستقبل اللعبة

أسدل الستار على دوري أقوياء اليد، وباحت المسابقة بأسرارها، بعد ماراثون شرس وصعب، ابتسم للوصل في نهايته، ومنحه اللقب على حساب فريق الجزيرة، بعد مباراة متقلبة، اختلف الحال في شوطها الأول عن الثاني، حيث استحوذ الجزراوية على البداية، وتركوا النهاية السعيدة للوصل. وكان الجزيرة قد تساهل في الشوط الثاني أمام فريق الوصل، وتنازل عن اللقب الذي كان أقرب إليه من حبل الوريد وترك البطولة ليحصدها الوصل الذي عرف كيف يستغل الوضع الذي كان عليه الجزراوية في شوط اللعب الثاني. كان الجزيرة الطرف الأفضل والأقوى بكل المقاييس وهو يفرض سيطرته على مجريات اللعب في الشوط الأول وينهيه لصالحه بفارق ثلاثة أهداف مع أفضلية نسبية في الأداء بعد المردود الرائع الذي قدمه التونسي وليد بن محمد وصلاح مبارك اللذان شكلا خطورة كبيرة عجز دفاع الوصل في إيقافها بعد أن طبق الوصلاوية خطة 5/1 التي لم تنجح في إبطال مفعول الهجمات المتتالية التي كان يشنها فريق الجزيرة بين الحين والآخر. ولكن عاد الجزيرة في الشوط الثاني بشكل مختلف تماماً عن سابقة حيث قل مجهود لاعبيه وتعددت الأخطاء التي استغلها الوصلاوية بذكاء في التسجيل حتى أدركوا التعادل 17/17 ثم أمسكوا بزمام الأمور وتقدموا بكل ثبات نحو النهاية السعيدة في الوقت الذي لم يستطع فيه لاعبو الجزيرة إيقاف السيل المنهمر من طرف الهجوم الوصلاوي ليرتكبوا عدة أخطاء رجح بها الوصل كفته ليحافظ على اللقب الذي ناله في الموسم الماضي. ويحسب لفريق الجزيرة أنه حصل على وصيف الدوري ليرافقه للمشاركة في البطولة الآسيوية المقبلة. ومن جانبه أشاد غانم مبارك الهاجري رئيس اتحاد كرة اليد بالمستوى الفني العالي الذي قدمه فريقا الوصل والجزيرة في مباراتهما “الفاصلة” التي شهدتها مساء أمس الأول صالة نادي العين وحقق الفهود لقب الأقوياء للمرة الثانية على التوالي. وقال: “المستوى المتميز دليل على قوة المنافسة بين الطرفين و”الفاصلة” تعبر عن تقارب المستوى وتعكس الجهد التراكمي لفريقي الوصل والجزيرة اللذين بذلاه طوال الموسم، وأعتقد بأن أجنبي الوصل سابينا آلين ومصطفى علي الكراد أحدثا الفارق. وبصفة عامة، الفريقان يضمان عناصر واعدة تبشر بمستقبل مشرق لكرة اليد، بجانب توفيق كل من الوصل والجزيرة في التعاقد مع لاعبين أجانب يتمتعون بمستوى فني متميز”. وأشار الهاجري إلى أن ما قدمه الجزيرة في “الفاصلة” يستحق الإشادة، ولا تقلل الخسارة التي تعرض لها من مستواه ومكانته بعد أن تسيد الشوط الأول لعباً ونتيجة ولكن الوصل استطاع أن يعود في الحصة الثانية ويقلب الموازين ويلحق بمنافسه ويحقق الفوز عليه، وذلك بفضل خبرة لاعبيه وحنكة جهازه الفني بقيادة الجزائري محمد معاشو. وأثنى على المستوى التحكيمي الذي قدمه الطاقم الكويتي الذي أدار اللقاء، وشكر لجنة المسابقات التي حرصت وخططت لإخراج المسابقة بهذا المستوى الرائع. وقال: “الشكر موصول أيضاً إلى نادي العين لاستضافته هذا اللقاء والذي أعتبر شهادتي فيه مجروحة وكذلك لجنة الحكام وكل من قام بجهد متميز، وبالفعل كان للجميع دور رائع ساهموا في هذا النجاح الذي شهده موسم 2009/2010”. من ناحية أخرى قال عوض هوشيل اليعقوبي إداري فريـــق الجزيرة: “الخسارة التي تعرض لها الجزيرة أمام الوصل سببها ضعف مستوى حراس المرمى مما منح المنافس فرصة التسجيل والفوز بنتيجة المباراة”، لافتاً إلى أنهم كانوا يتوقعون مستوى أفضل للحراس أحمد حسن وسعيد علي وأحمد الشين لمعرفتهم التامة بمستواهم الفني. وأشاد إداري الجزيرة بمستوى الطاقم التحكيمي الكويتي الذي أدار المباراة، لافتا إلى أهمية الاستفادة من هؤلاء الحكام في إدارة مباريات كرة اليد. من جانبه عزا أحمد صقر قائد فريق الوصل فوزهم بدوري أقوياء اليد إلى تضافر عناصر عدة، على رأسها دعم سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم رئيس النادي ونائبه سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد وأعضاء مجلس الإدارة والجهازان الفني والإداري وبالأخص نبيل عبد الكريم مشرف الألعاب الجماعية والفردية والجماهير الوصلاوية التي ساندت اللاعبين بقوة وشجعتهم على مدار الموسم. وعن المباراة “الفاصلة” قال صقر إنها اتسمت بالتكافؤ والندية ولعب كلاهما للفوز، وسيطر الوصل على الدقائق الأولى قبل أن يرتكب جملة من الأخطاء رجحت كفة الجزيرة. وأضاف: ولكن عاد اللاعبون وتداركوا أخطاءهم في الشوط الثاني لينجحوا في حصد الأهداف الواحد تلو الآخر إلى أن حققوا الفوز في نهاية المطاف. الوصل يقفز إلى مركز الوصيف العين (الاتحاد) ــ قفز فريق الوصل إلى مركز الوصيف في عدد مرات الفوز بدوري أقوياء اليد حيث وصل إلى البطولة السابعة بفارق ثلاث بطولات عن “الملك” الشرقاوي الذي يتربع على القمة بعد أن حصد اللقب عشر مرات. وفي الوقت ذاته يتراجع الأهلي إلى المركز الثالث وفي رصيده ست بطولات بعد أن كان حتى يوم أمس الأول متساوياً مع الوصل بينما يبقى الجزيرة في مكانه وفي جعبته بطولة واحدة فقط.