الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السياح يعودون إلى صحراء موريتانيا ومعهم الأمل

السياح يعودون إلى صحراء موريتانيا ومعهم الأمل
11 يناير 2018 23:08
(أ ف ب) عاد السياح مع أعياد نهاية السنة الماضية رويداً رويداً إلى صحراء موريتانيا لاكتشاف كثبانها سيراً أو على ظهر الجمال أو في سيارات رباعية الدفع، مع استئناف الزيارات السياحية التي علقت منذ 2011 لأسباب أمنية. وتقول الفرنسية إليزابيث غودين البالغة من العمر 71 عاماً، وهي تجلس بجانب الموقد: «اشتقت إلى الصحراء، والكثبان الملونة والرياح فوق الرمال، والسماء المرصعة بالنجوم». وجاءت إليزابيث، وهي من «روشيل» في غرب فرنسا، مع أولى المجموعات الفرنسية العائدة إلى هضاب ولاية الأدرار، المنطقة التي شكلت مستعمرة فرنسية سابقة، في شمال شرق موريتانيا. في منتصف العقد الأول من الألفية الثانية، وكانت الأدرار تستقبل قرابة 14 ألف زائر سنوياً معظمهم فرنسيون نظراً للعلاقات التاريخية بين البلدين، لكن السياحة الهادئة إلى المنطقة انهارت جراء الهجمات التي نفذتها تنظميات متطرفة، ولاسيما مقتل أربعة فرنسيين في عام 2007. واستمرت السياحة على دفعات متفرقة، خصوصاً «من الألمان والإيطاليين والهولنديين والإسبان واليابانيين»، حسبما يقول المدير العام للمكتب الوطني للسياحة محمد محمود. وفي مارس 2017، خففت وزارة الخارجية الفرنسية القيود على السفر إلى هذه المنطقة الصحراوية، رغم أنها أبقت على توصيتها بأنه «لا ينصح إلا لأسباب ضرورية» بالسفر إلى المنطقة عموماً، لكن هذا التعديل كان كافياً لاستئناف الزيارات المنظمة، حسبما تؤكد الوكالات الفرنسية المتخصصة في رحلات المغامرات والمعتادة على تنظيم رحلات إلى الوجهات الصحراوية. وأوضح «موريس فروند»، مدير وكالة «بوان-أفريك فوياج» أن موريتانيا بذلت جهوداً جبارة من أجل تأمين أراضيها. وبعد انقطاع ست سنوات، بدأت وكالته في إجازة عيد الميلاد بتنظيم رحلات طائرات مستأجرة من باريس إلى الأدرار تتيح الهبوط في قلب الصحراء. وأضاف: «كان الأمر مبعث سعادة عارمة لبعض السياح المأخوذين بسحر الصحراء». ويقول «غيوم جوردان»، البالغ 44 عاماً: «منذ صغري وأنا مفتون بأسطورة القوافل الكبرى». وقد جاء «جوردان» مع وكالة «لا بلاغير» للسفر للتجول في «عرق واران»، وهي منطقة كبيرة تغطيها الكثبان الرملية التي تعيد الرياح تشكيلها باستمرار. وأما صديقته «فرنسواز فيرني»، البالغة من العمر 47 عاماً، فجاءت تضامناً مع الموريتانيين. وعن ذلك تقول: «أردت دعم هذه المبادرة حتى يعود السياح إلى موريتانيا». ويقول قاضي مهدي مدير وكالة سفر «موريتانيد فوياج» في الأدرار: «إن موسم 2017-2018 تجريبي لاستقبال الفرنسيين»، ويضيف: «إن التحدي الأكبر بالنسبة لنا هو أن نبرهن أن موريتانيا بذلت الجهود الضرورية لضمان سلامتهم». ونوّه بأنه يعتمد على التدابير الأمنية التي اتخذتها السلطات، من خلال نشر عشرات من رجال الشرطة الذين ينظمون دوريات باستمرار على امتداد الطرق التي يقصدها السياح، قائلاً: «نحن لا نراهم، لكنهم موجودون». ورغم تردد ابنتها وتحذيرات أصدقائها، تقول إليزابيث «إنها تشعر بالأمان في الصحراء»، مضيفة: «عندما أنام تحت النجوم المتلألئة في المخيم، أشعر وكأنني داخل شرنقة» وهي تجلس فوق كيس النوم الذي وضعته فوق هضبة صخرية، بين شجيرات الأكاسيا. وفي بداية يناير، سجل أكثر من ألف شخص أسماءهم في رحلات سياحية إلى صحراء موريتانيا مع وكالات سفر فرنسية، وإن كان هذا يمثل عودة خجولة، غير أنها مهمة بالنسبة لاقتصاد الأدرار، الذي تضرر كثيراً بسبب انقطاع السياحة. ولدعم هذه العودة، تساهم الحكومة الموريتانية بمبلغ 350 ألف يورو لاستئجار طائرات من خلال وكالة «بوان أفريك»، وفق المكتب الوطني للسياحة. ويأمل العاملون في قطاع السياحة أن تسهم عودة الفرنسيين في تشجيع السياح من بلدان أخرى. وعلى بعد 80 كلم من أطار، عاصمة ولاية الأدرار، تنتظر شنقيط، مدينة القوافل الصحراوية القديمة المسجلة على قائمة التراث العالمي، بفارغ صبر عودة السياح. ويقول «الأمين بهان»، الذي يملك نزلاً في المدينة: «لقد بقينا بلا عمل قرابة عشر سنوات، والآن بدأت الحياة تدب في المدينة مع وصول أول طائرة مستأجرة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©