الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صرح زايد المؤسس يفتح أبوابه للجمهور 22 أبريل

صرح زايد المؤسس يفتح أبوابه للجمهور 22 أبريل
11 ابريل 2018 01:37
ناصر الجابري وعمر الأحمد (أبوظبي) أعلنت وزارة شؤون الرئاسة، استقبال «صرح زايد المؤسس» الزوار ابتداء من 22 أبريل الجاري مجاناً، فيما سيتم تقديم جولات إرشادية مع اختصاصي جولات ثقافية مواطنين باللغة العربية والإنجليزية، لتتيح لهم التعرف بشكل أكبر على شخصية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الوزارة أمس في «صرح زايد المؤسس»، والذي تضمن جولة تعريفية في رحاب الصرح الممتد على مساحة 3.3 هكتار من المساحات الخضراء المفتوحة، وشارك فيها عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية الذين تعرفوا إلى التصاميم الفنية المبتكرة، والكلمات الخالدة للشيخ زايد، والتجارب التفاعلية المتنوعة التي يحتويها. وقال الدكتور يوسف العبيدلي، مدير عام صرح زايد المؤسس، خلال المؤتمر: «إن الأمم الراقية هي التي تعتز برموزها، وتسترجع ذكراهم، وتتمسك بقيمهم، وتربي الأجيال على مبادئهم، فصرح زايد المؤسس يحمل عدداً من المضامين، أهمها أن الإمارات دولة تفخر بقادتها، ورموزها، ومبادئها، وأبنائها، وهي قادرة على تجسيد ذلك الاعتزاز إبداعاً، وابتكاراً، وتعميراً، وبناءً، في ظل تاريخ مجيد، وحاضر مزدهر، ومستقبل واعد». وأضاف العبيدلي: «إن ذلك الاعتزاز يتجسد أيضاً في توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ببناء هذا الصرح، تخليداً لذكرى القائد المؤسس واحتفاء بعام زايد، بعد مرور 100 عام على ميلاده». وذكر العبيدلي أن الصرح الذي نقف في رحابه يعد إضافة قوية لرصيد الإمارات الحضاري المتنوع الذي يجمع ما بين القيم، والثقافة، والتراث، وغيرها من المقومات، كما أنه يمثل وجهة وطنية جديدة تؤكد الارتباط الوثيق بالراحل الكبير، والوفاء له، والسير على هديه، وتتيح للأجيال، وللعالم، فرصة التعرف إلى شخصيته كرمز للوحدة، وصانع للتاريخ، والنهضة الحضارية، والاقتصادية التي تشهدها دولة الإمارات كنتاج لرؤيته، طيب الله ثراه. وأشار العبيدلي إلى أن «صرح زايد المؤسس» وجهة تتيح للزوار التعرف أكثر على شخصيته، وكلماته الخالدة، والقصص الملهمة عن حياته، عبر عمل فني وتقنيات فريدة تجسد بعمق إرثه، وقيمه النبيلة، وتشكل معلماً وطنياً، وثقافياً يقصده المواطنون، والمقيمون، والزوار، للاحتفاء بتاريخ الأمة، وتراثها. ولفت مدير عام صرح زايد إلى أن الصرح يتيح للأجيال التواصل العميق، والارتباط الأوثق بزايد الخير، واستلهام رؤيته التي لا تزال ترسم طريق التقدم، والازدهار لدولة الإمارات، ويأتي ليمثل نافذة على أفق واسع، وامتداداً لمعاني التسامح، والتعايش، والعدالة، مؤكداً أن رسالتنا اليوم للعالم هي أن زايد سيبقى على مر الزمن روحاً، وفكراً، وعملاً، وفلسفة، وعطاء، ومعيناً لا ينضب، وخيراً لا يتوقف. شخصية فريدة من جهته، قال رالف هيلمك، الفنان العالمي الذي ابتكر العمل الفني: «إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، شخصية عالمية فريدة من نوعها، لها تأثيرها الخاص على صعيد دولة الإمارات والعالم». وأضاف: «كان أمراً أساسياً أن نستلهم من إرثه الخالد لابتكار هذا التصميم الذي يحمل العديد من جوانب شخصيته الديناميكية، ابتداءً من قدرته على تحويل الموارد المحدودة إلى اقتصاد مزدهر، ودوره كراعٍ للتطور، والتقدم، إلى مكانته كرجل سياسي محنك، وشغفه بالبيئة، وتفانيه العميق لأسرته، وشعبيته الواسعة بين أبناء بلده». وتابع هيلمك: «كان هدفي الرئيس هو وضع ابتكار عمل فني يجمع هذه الصفات، ويقدم للزوار تواصلاً حقيقياً مع شخصية الشيخ زايد القائد، والإنسان، وخلال عملية ابتكار الثريا، برزت علاقة الشيخ زايد بالطبيعة كأحد العناصر الرئيسة للعمل الفني. وأشار إلى أن «الثريا» ليست عملاً مجرداً فقط، وإنما هي إعادة لتقديم شخصية الشيخ زايد للجمهور بطريقة مبتكرة، واستكشاف حدود الإدراك من خلال التواصل البصري مع العمل الفني. وذكر مصمم «صرح زايد المؤسس» والذي عمل على المشروع طيلة 6 سنوات، أنه اعتمد في تصميم الثريا على «المجسمات الأفلاطونية»، وهي عبارة عن أشكال هندسية منسقة، تمتاز بأبعادها الثلاثية والفريدة على مستوى الحسابات الرياضية، مشيراً إلى أن الثريا ضمت خمسة مجسمات أفلاطونية تتكون جميعها من سلسلة وجوه وزوايا متطابقة. وأشار إلى أن سيرة زايد ومقولاته لطالما كانت محط إعجابه منذ أن كان على مقاعد الدراسة، ما جعله يستعين بالأرشيف الوطني ليقرأ ويتعرف أكثر على شخصية القائد الفذ الذي يعد أحد أبرز الشخصيات في الشرق الأوسط، والتي غيرت من معالمه وأثرت بشكل إيجابي في تاريخه، مؤكداً أنه زار أبوظبي 27 مرة، مشاهداً في كل مرة صور الوالد المؤسس في كل مكان، وأنه أراد ترسيخ إرثه بطريقة مبتكرة. تجربة تفاعلية ويقع «صرح زايد المؤسس» على تقاطع شارع الكورنيش مع شارع رقم 18، ويفتح مركز الزوار أبوابه يومياً من الساعة 9 صباحاً وحتى 10 مساءً على مدار أيام الأسبوع. ويتميز الصرح بتقديم تجربة الوسائط المتعددة التي تلقي الضوء على حياة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وإرثه، وقيمه، وذلك من خلال صور نادرة، ومشاهد فيلمية، إضافة إلى قصص شخصية يرويها أشخاص عرفوه عن كثب، وسيتيح فرصة التعرف بشكل أعمق على أفكار القائد المؤسس. ويتوسط «صرح زايد المؤسس» الحديقة التراثية التي توفر للزوار أجواء هادئة، وأماكن للجلوس، والتأمل في شخصية الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وفي معالم الصرح، كما تضم الحديقة التراثية تصميماً معاصراً لأنظمة الري بالأفلاج، وهو النظام الذي كان مستخدماً للري في منطقة شبه الجزيرة العربية. وتحتوي حديقة النباتات التراثية كذلك على العديد من النباتات المحلية التي استُخدمت على مر القرون لخصائصها الطبية، وأهميتها الثقافية. ويقدم الممشى إطلالات رائعة ساحرة على العمل الفني «الثريا»، وكذلك كورنيش أبوظبي، وأفق المدينة الغني بالمعالم البارزة، ويضم أقوالاً للمغفور له الشيخ زايد مليئة بالحكمة، وتلهم الأجيال القادمة. ويضم العمل الفني «الثريا» 1327 شكلاً هندسياً متناسقاً، معلّقة على أكثر من 1000 كابل، ويتميز هذا العمل ثلاثي الأبعاد بطابع ديناميكي يُظهر ملامح الشيخ زايد من زوايا عدة، حول الصرح، وخلال الليل تتلألأ الأشكال الهندسية بشكل يحاكي نجوم السماء التي لا تزال تشع نوراً من على بعد آلاف السنين الضوئية، وتُرشدنا إلى الطريق الصحيح، ويُعد أحد الأعمال الأكبر من نوعها، ويمتاز برؤية إبداعية فريدة. مزرعة زايد واحتفاء بحب الشيخ زايد، طيب الله ثراه، للطبيعة، والتزامه العميق بالمحافظة على البيئة المحلية، يضم الصرح التذكاري أنواعاً مختلفة من الأشجار، والشتلات، والنباتات الأخرى التي تشكل جزءاً من البيئة الطبيعية الغنية لشبه الجزيرة العربية، تم جلبها من مزرعة الوالد المؤسس، طيب الله ثراه، كما توفر أشجار الغاف والسدر أجواءً من الراحة والهدوء، تبعث على التأمل تحت ظلالها الوارفة، فيما تنتشر في أنحائه مجموعة مختلفة من الأشجار الأخرى، بما فيها أشجار النخيل والطلح والسَمر. مقولاته على طول الممشى يتعرف الزائر عند وصوله للممشى الذي يبلغ طوله من 300 إلى 400 متر في نهاية رحلته للصرح، على 7 أقوال للقائد المؤسس تمت كتابتها على ألواح معدنية باللغتين العربية والإنجليزية، ووزعت بشكل متساوٍ على طول الممشى، منها «ما عندي شيء أغلى من الوطن والمواطن وسوف أبذل كل ما أستطيع من جهد وعمل لإعلاء شأن هذا الوطن ولإسعاد المواطن». وعرض هيلمك أحد أسرار الثريا التي تتجلى في نقطة معينة، يقف عليها الزائر، وينظر باتجاه الصرح ليشاهد «نجم الشمال» في السماء، وهو النجم الذي كان يستعين به الأجداد ليتعرفوا على الطريق الصحيح في البر أو البحر، في إيحاء من المصمم أن «زايد» هو المرشد والمعلم والقدوة التي يحتذى بها في التحدي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©