قد تبدو هذه القصّة الحقيقية التي سجلت وقائعها على مرأى من الناس ولجان التحكيم أول أمس الأربعاء، مغامرة غير مأمونة العواقب، تعرّض خلالها طفل صغير في الثامنة من عمره لخطر الموت. إلا أنها لا تبدو كذلك بالنسبة لهواة المغامرات الذين يرون فيها وسيلة للتفوّق على الذات وقهر الخوف وتكوين الشخصية القيادية الناجحة. حدث ذلك عندما عمد جدّ يدعى فيك نورمان، خبير في شؤون الطيران الرياضي والحركات الجويّة البهلوانية، إلى ربط حفيده الذي يدعى تايجر بروير ذي الثماني سنوات بالحبال إلى الجناح العلوي من طائرته الرياضية، وبإشراف خبيرة في التحضير لمثل هذه المغامرة تدعى ساره تانير. وبعد التأكد من إحكام ربط الطفل بالطائرة، أقلع بها الجدّ من مطار ريندكومب للطيران الرياضي في مقاطعة جلاوسيتشاير البريطانية بسرعة 160 كيلومتراً في الساعة وعلى ارتفاع يبلغ 1000 قدم أو 304 أمتار. وكان مما أدهش جموع المشاهدين والمتابعين لهذا الإنجاز الكبير، أن تايجر بدا أثناء التحليق على هذا الارتفاع وهو رابط الجأش، ولم تظهر عليه أي أمارات للخوف على الإطلاق. ويعزى ذلك بحسب آراء المراقبين، إلى حسن التدريب والتحضير النفسي لهذه المجازفة الخطيرة. ولم يكن الهدف من هذه المغامرة، مجرّد لفت انتباه رجال الإعلام الذين تجمعوا بالمئات في مطار ريندكومب لتغطيتها، بل كان جدّ تايجر قد قرّر إدخال حفيده في موسوعة جينيس باعتباره أصغر طفل في العالم يحلق فوق جناح طائرة على مثل هذا الارتفاع؛ وهو اللقب الذي كان يحتفظ به منذ عام 2001 طفل يدعى جاي ماسون ويبلغ من العمر 11 عاماً. واعترف تايجر بعد نجاح المغامرة بتسلل الخوف إلى أوصاله عندما بدأت الطائرة بالانزلاق على مدرّج المطار، وبلغ خوفه ذروته عندما راحت تتسارع في الهواء من أجل بلوغ ارتفاع التحليق المطلوب، ولكن مؤشر الخوف سرعان ما هبط إلى أقصى حدوده عندما أصبح تحليق الطائرة ثابتاً عند السرعة المقررة. ويرى خبراء الطيران أن الصعوبة الكبرى التي ترافق مثل هذه المغامرة هي التي تكمن في قوّة مقاومة الهواء للجسم عند مثل هذه السرعة العالية. ويكون من الصعب في هذه الحالة التغلّب على هذه القوى لولا الاستعانة بحبال الربط إلى جسم الطائرة.
عن موقع timesonline.co.uk
عدد اليوم
