الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«البيئة» ترصد المد الأحمر قبالة «الرمس» برأس الخيمة

«البيئة» ترصد المد الأحمر قبالة «الرمس» برأس الخيمة
18 مارس 2013 00:01
سامي عبد الرؤوف وصبحي بحيري وعماد عبدالباري (دبي، رأس الخيمة) -أعلنت وزارة البيئة والمياه عن رصدها لنشاط بيولوجي بظهور صبغات الكلورفيل، والتي تدل على وجود الهوائم النباتية، مما أدى إلى حدوث المد الأحمر على امتداد المناطق الساحلية قبالة مدينة الرمس برأس الخيمة بالمياه الإقليمية للدولة المطلة على الخليج العربي لفترات متقطعة خلال الأيام الماضية، وكذلك أظهرت صور الأقمار الصناعية تواجد نشاط بيولوجي في المياه المتداخلة مع بحر عمان. وذكرت الوزارة أنها تعمل على تنسيق عمليات المراقبة للبيئة البحرية بالدولة بواسطة الأقمار الصناعية بالتعاون مع المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، وذلك في إطار تنفيذ الخطة الوطنية للمد الأحمر لضمان الاستجابة الفورية في حالة حدوث ظاهرة المد الأحمر، أو ازدهار الهائمات النباتية، وحالات نفوق الأسماك والكائنات البحرية الأخرى. وانطلاقا من حرص وزارة البيئة والمياه على تحقيق أهداف الخطة الوطنية للمد الأحمر، فقد عمل فريق الفنيين والمختصين بوزارة البيئة والمياه على رصد وجمع عينات من مختلف المناطق في مياه الخليج العربي قبالة ساحل مدينة الرمس، وذلك لرصد ومراقبة ومعرفة أنواع الهائمات النباتية المسببة لظاهرة ازدهار الهائمات النباتية، وكذلك أخذ قراءات لخواص المياه البحرية من مختلف المناطق على امتداد الساحل بالمنطقة. وأشارت نتائج التحاليل إلى وجود ازدهار للهائمات النباتية “المد الأحمر” ذات اللونين البرتقالي والبني، والتي تتخذ شكل خيوط وبقع متقطعة وتشكل خليطا من الهائمات النباتية من ثنائية الاسواط الغير حلقية، والديوتومات والتي تعمل على التوازن البيئي في تلك المناطق، وتبعد عن ميناء صقر وشاطئ مدينة الرمس بحوالي 8 إلى 15 كيلومتراً. وقد طغت ثنائية الاسواط غير الحلقية في تلك المياه بنسبة تصل إلى 88% من متوسط عدد الخلايا. يذكر أنه لم يلاحظ وجود الهائمات النباتية الضارة وخاصة من النوع الذي يسبب موت الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، والذي كان سائداً خلال عامي 2008-2009 م. وحسب الوزارة فإن عملية حدوث ازدهار الهوائم النباتية والنشاط البيولوجي كان نتيجة للتغيرات المناخية والظواهر المصاحبة له مثل تغير في درجات الحرارة للمياه البحرية و حركة تيارات البحرية، وكذلك نشاط الرياح الموسمية خاصة في هذا الوقت من السنة، وإضافة إلى أن هذه الفترة تعتبر مرحلة انتقالية ما بين فصل الشتاء وفصل الصيف والتي تصاحبها تغيرات في خواص المياه مثل تغيرات المفاجئة للدراجات الحرارة وحركة التيارات البحرية واندفاع المغذيات الأساسية القاعية إلى طبقات المياه السطحية. وأكدت الوزارة أن سبب انتشار الروائح في بعض المناطق الساحلية كان ناتج عن نفوق تلك الهائمات النباتية المسببة للمد الأحمر وتحللها. ودعت الوزارة الصيادين ومرتادي البحر بعدم الاصطياد في مناطق ازدهار الهائمات النباتية أو أماكن تواجد المد الأحمر، وعدم جمع وأكل الأسماك النافقة من جراء المد الأحمر في حالة حدوثه، إضافة إلى عدم السباحة في أماكن تواجد المد الأحمر خاصة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية، وكذلك عدم جمع الصدفيات “المحار” خلال فترة حدوث الظاهرة. وستستخدم وزارة البيئة والمياه تقنية الاستشعار عن بعد، لرصد تحركات وانتشار وتوزيع المد الأحمر والتنبؤ بحدوثه، في الربع الرابع من العام الحالي، وتعكف على تطوير برتوكول التعاون مع المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية لاستخدام أحدث البرامج في مجال الاستشعار عن بعد، بحسب سلطان علوان، وكيل الوزارة المساعد للتدقيق الخارجي، وكيل الوزارة المساعد للموارد المائية والمحافظة على الطبيعة، بالوكالة. ولم يستبعد علوان، في تصريح لـ “ الاتحاد”، أن يمتد نشاط الهائمات النباتية المؤدية إلى ظاهرة المد الأحمر إلى بقية مناطق الساحل الشرقي للدولة، مشيراً إلى أن الوزارة تتابع وتراقب الظاهرة وامتدادها. وألمح إلى إمكانية استمرار ظاهرة المد الأحمر لأيام عدة أو تكرارها في الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن هناك مجموعة من العوامل متوافرة في الوقت الحالي، تسمح بنشاط بيولوجي، مثل التغيرات المناخية والظواهر المصاحبة له، مثل تغير في درجات الحرارة للمياه البحرية، وحركة تيارات البحرية، وكذلك نشاط الرياح الموسمية، خاصة في هذا الوقت من السنة. وذكر علوان: أن هذه الفترة تعتبر مرحلة انتقالية ما بين فصل الشتاء وفصل الصيف، والتي تصاحبها تغيرات في خواص المياه، مثل تغيرات المفاجئة لدرجات الحرارة، وحركة التيارات البحرية، واندفاع المغذيات الأساسية القاعية إلى طبقات المياه السطحية. وأكد علوان، أن النوع الموجود حالياً من الهائمات النباتية لا يؤثر على محطات تحلية المياه، لكونه لا يؤدي إلى سد فلاتر مياه محطات التحلية، لافتاً إلى أن في حالة قيام الجهات المختصة بإغلاق محطة تحلية يكون ذلك إجراءً احترازياً. وبين أن الوزارة عملت دراسة لمعرفة تأثير المد الأحمر على مآخذ مياه محطات التحلية، وتفادي تأثير الهوائم النباتية الضارة على مأخذ محطات التحلية المنتشرة على سواحل الدولة، وذلك في حال وجود أنواع من الهائمات النباتية التي تحتوي على مادة سامة. وقال الدكتور سيف الغيص عضو هيئة التدريس في جامعة الإمارات والمدير التنفيذي لهيئة البيئة والتنمية في رأس الخيمة، إن الهوائم النباتية تعد ظاهرة طبيعية تعكس إنتاجية البحر العالية من الهوائم النباتية، مقللا من خطورتها على الأسماك والأحياء البحرية. وأكد في تصريح لـ”الاتحاد” أن هذه الهوائم وصلت إلى المنطقة عن طريق التيارات البحرية، واصفا ظاهرة المد الأحمر التي تتعرض لها سواحل الدولة بأنها ظاهرة طبيعية مرتبطة بالرياح الموسمية التي يطلق عليها “المنسون” التي تحول تجاه التيارات البحرية من شمالية شرقية إلى جنوبية غربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©