الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الفن الأصيل

9 مايو 2010 23:46
البطولات تزف إلى “الشجعان” فقط، وترفض الاقتران بمن لا يستحق قلبها، فهي تقع في “غرام” من يصبر، ويكافح، ويقاتل، بل يدفع مهرها من جهده وعرقه، ومن يريد أن يحقق مبتغاه وأهدافه وأحلامه فلا بد أن يكون شجاعاً، شرساً، يرفع شعار “الأفعال وليس الأقوال”. هكذا فعل “الوحداويون”، فقد تحول “العنابيون” إلى كتيبة مسلحة بالإرادة والتحدي، ودخلوا “المعترك” بروح الإصرار، وكان هدفهم واضحاً، ولجأوا إلى سياسة “العصا الغليظة” وكسبوا المباراة تلو الأخرى، وكان ملعبهم “مقبرة” لكل المنافسين، وكأن “أصحاب السعادة” كتبوا على أرضيته “الفوز لأهل الدار فقط”، وعلى مدى 10 مباريات باستاد آل نهيان لم يستطع أي زائر أن يوقف “مترو العاصمة”، بل إن الفريق نجح في أن يحقق انتصارات رائعة خارج ملعبه، خاصة أمام العين وبني ياس والشارقة، وهي المباريات التي جعلت “هلال” الدوري يظهر في سماء العنابي. عناصر تفوّق الوحدة لا حصر لها، بداية من قيادة النادي التي وفرت كل متطلبات الإجادة، من تعاقدات من الوزن الثقيل، وقاعدة أفرزت مجموعة من اللاعبين أصحاب المهارة، وجهاز إداري بقيادة “الدبلوماسي” عبد الله صالح الذي عرف كيف يدير حوار الكلمات مع منافسيه، خارج حدود الملعب، فتارة تجده يطلق التصريحات الساخنة التي ترعب المنافسين، وتارة أخرى يلتزم الهدوء على الرغم من “حرج الموقف”، مثلما حدث عند إيقاف بيانو، أو واقعة طرد “الثلاثي” في مباراة الجزيرة بكأس الرابطة”. والعامل المهم جداً يتمثل في المدرب هيكسبيرجر الذي لم يفعل مثل غيره من المدربين الذين أعجبتهم “لعبة الكلام”، وفضل العمل في صمت، بل إنه كان مثل جبل الجليد، وتحلى بأعصاب فولاذية، فلم يهتز، وكان قوياً، فمن الصعب أن يتعامل أي مدرب مع فريق يضم أكثر من 25 لاعباً من النجوم، ويستطيعون اللعب كأساسيين، حتى في أوقات الشدائد لم يصرخ، وعلى سبيل المثال تعامل مع الغياب الجماعي لكل خط الدفاع بكل هدوء، ومن هنا كان “هيكي” نجماً فوق العادة. ونأتي إلى الأهم، إنهم مجموعة “المبدعين” بقيادة الموهوب إسماعيل مطر الذي يؤكد من مباراة إلى أخرى أنه لاعب الكرة الجميلة والنبيلة، ومن “طينة” الكبار. ولكن لا أنسى أن أسجل إعجابي الشديد بالثنائي عادل الحوسني ويعقوب الحوسني، فمن أهم مكاسب دورينا هذا الموسم أن الملاعب أنجبت حارساً موهوباً، ولاعب ارتكاز من طراز رفيع، وهو ما يصب في مصلحة المنتخب، وبعد أن كان “الأبيض” يعتمد في الأساس على كابتن ماجد، أصبح لدينا الآن أكثر من خمسة حراس، منهم علي خصيف وإسماعيل ربيع ويوسف الزعابي وعادل الحوسني. كم أنت مدهش يا وحداوي. كم أنت ممتع ومقنع يا “مونديالي”. يا “أصحاب السعادة”.. ابشروا فالدوري “عنابي” الهوية، لسنوات طويلة قادمة، حتى لو كانت “المستديرة” لا أمان لها، أو غدارة، فالفن الوحداوي “أصيل”، ويطرب القلوب والعقول، ويا بخت عشاق الوحدة لأنهم ينتمون إلى فريق يُلقب بـ” أصحاب السعادة”. abadi ahmed@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©