الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«نموذج البصرة» ربما يخدم المالكي في الانتخابات العامة

2 يناير 2010 01:29
لم تبذل السلطات العراقية جهداً يذكر لتحسين أوضاع أهالي مدينة البصرة عاصمة محافظة البصرة أقصى جنوب العراق لكن بالنسبة لأحد سكان الأحياء العشوائية هناك، فإن عدم إلقاء المزيد من الجثث أمام باب منزله يكفيه لكي يعطي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي صوته خلال الانتخابات العامة العراقية المقرر إجراؤها في السابع من شهر مارس المقبل . وفيما تسن الديمقراطية الوليدة في العراق قوانين جديدة لتسوية النزاعات، المحتدمة والمستمرة منذ فترة طويلة، على الأراضي واحتياطيات النفط الهائلة، يتوقع محللون أن تكون المنافسة شرسة لشغل مقعد على الطاولة السياسية خلال الانتخابات المرتقبة. وأدت رسالة إقرار الأمن، مضافة لشعارات وطنية، إلى فوز “ائتلاف دولة القانون” بقيادة المالكي في البصرة خلال انتخابات مجالس المحافظات العراقية في شهر يناير الماضي. ونظراً لأن الوضع الأمني في البصرة مستقر منذ ذلك الحين، فالرسالة نفسها قد تنجح مع المالكي مجدداً في مارس لكن منافسيه قد يخطفون الأضواء منه بتقديم وعود حملته الانتخابية ذاتها مع إبراز قلة التقدم في أي مجال آخر باستثناء تحقيق الأمن والنظام. وشهد العراق عام 2005 أول انتخابات عامة متعددة الأحزاب بعد ما غزته القوات الأميركية وأطاحت بنظام الرئيس العراقي السابق الراحل صدام حسين عام 2003. وتباهى ملايين العراقيين بأصابعهم الملطخة بالحبر لإثبات أنهم صوتوا في أول انتخابات ديمقراطية في البلاد خلال عقود. لكن أعمال العنف الطائفي وإراقة الدماء وانتشار الفساد على نطاق واسع وإحراز تقدم ضئيل في توفير الخدمات الأساسية خلال السنوات الخمس الماضية أدت إلى فتور حماس الناخبين وتضاؤل توقعاتهم. وحتى العام الماضي، كانت عصابات وميليشيات تدير البصرة. وفي واحدة من أجرأ الخطوات التي اتخذها، أمر المالكي بشن حملة عسكرية للقضاء على تلك العصابات والميليشيات في شهر مارس، مما أعاد الأمن والنظام إلى المدينة. ومن الواضح أن رسالة القانون والنظام وتحسن الأوضاع الأمنية ستحتل موقعاً بارزاً في حملة “ائتلاف دولة القانون” الانتخابية. وقوضت التفجيرات الضخمة القاتلة والمدمرة في بغداد خلال الأشهر الأخيرة، مزاعم المالكي بتحسن الأوضاع الأمنية في العراق، لكن كان لها أثر ضئيل فيما يبدو على الناخبين في البصرة. وقال كاظم علي المقيم في منزل صغير تصفر الرياح بين جنباته في حي عشوائي بالبصرة “لم نر أي اختلاف، لقد تحسنت الأوضاع الأمنية فحسب. كانت الأعيرة النارية تطلق هنا طوال الوقت والجثث تلقى هنا، لكن القتل توقف”. وقال مدرس اسمه علاء الجليل “إن الفائدة الملموسة الوحيدة هي الأمن. هذا أهم شيء قبل الطعام والماء والنفط وبالتالي أعتقد أن الناس سيصوتون لصالح المالكي مجدداً”. وقالت عضو مجلس النواب العراقي جنان عبد الجبار الابريسم المرشحة عن “ائتلاف دولة القانون” في الانتخابات “إن رسالة الائتلاف واضحة وهي أنه يريد دولة يحكمها القانون، فالقانون فوق الجميع. هذه هي رسالته الأساسية وهي واضحة للشعب”. ويبدو أن “الائتلاف الوطني العراقي” بقيادة زعيم حزب “المجلس الأعلى الإسلامي العراقي” عمار الحكيم قد استقى دروساً من أدائه الهزيل في انتخابات مجالس المحافظات، إذ يعتزم إبراز قضية الأمن في حملته الانتخابية أيضاً، لكنه يتعهد بتحسين الأوضاع في المجالات الأخرى واجتثاث المسؤولين الفاسدين أو غير الأكفاء . وقال المتحدث باسم “المجلس الأعلى الإسلامي العراقي” في البصرة علي الكنعان “إن الائتلاف الوطني العراقي شريك أساسي في تحقيق الأمن غير أن الأمن ليس الورقة الرابحة في الوقت الحالي”. وكانت أحزاب الائتلافين الشيعية شريكة في “الائتلاف العراقي الموحد” قبل انفراطه في انتخابات مجالس المحافظات. ولم يتضح بعد ما إذا كانت مزاعم التحالفين الجديدين الوطنية ستقنع الناخبين، لأن الشيعة يسيطرون عليهما ولا تضمان سوى عدد ضئيل من من أفراد الطوائف الأخرى.
المصدر: البصرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©