ماهو الرابط بين مؤسس شركة غوغل وشركة «فيس بوك» و«تويتر» و«سناب شات»، وغيرهم؟ هل لأن جميعهم شباب وفي قائمة أغنى أغنياء العالم، أو أن شركاتهم هي الأكثر تأثيراً في العالم؟ الجواب ببساطة أنهم جميعاً يعيشون حياة عادية ولم يتأثروا بالشهرة والثراء الذي حدث لهم فجأة، حيث لا يزالون يمارسون نفس منهاج العمل اليومي قبل المليارات، ولا يحاولون التفشخر بامتلاك أغلى الملابس والمجوهرات والسيارات والقصور ولا نسمع عن فخامة وبذخ سهراتهم وحفلاتهم، لأنهم يعتقدون أنهم لو غيروا أسلوبهم الحالي لا يضمنون أن تسوء العاقبة مثلما حدث للكثيرين بعد الثروة المفاجئة التي نزلت عليهم، وتشاهد في منطقتنا العربية الكثير من الشباب الذين تقلدوا مناصب كبيره فجأة، وتغيرت معها حياتهم بشكل سلبي نتيجة بذلهم الكثير من الجهد والوقت ليس للعمل، وإنما للاستمتاع بالأوضاع الجديدة المرفهة، بحيث يأكل النظام الجديد الأسلوب القديم الذي كان سببا في وصولهم إلى هذه المناصب فيتغير الأصدقاء ليكونوا بمستوى المنصب والبرستيج الجديد ويفكروا بالسيارات الجديدة التي تليق بالمنصب والمنزل الفخم أو بالسفر إلى دول جديدة ومناطق فخمة، والبحث عن أرقام مميزة للهاتف والسيارة والحساب البنكي، وتتغير أولوياتهم في الحياة من الجهد والمثابرة والابتكار إلى أسلوب الرفاهية والاستمتاع بالوضع المخملي الجديد، وبعد فترة يبدأ هؤلاء بفقد التركيز والثقة والمسؤولية التي وضعوا فيها لعدم قدرتهم على التنسيق بين النظام القديم المبتكر والجديد المرفه، وبذلك يصعب عليهم اتخاذ القرارات السليمة أو ابتكار أساليب جديدة للنجاح في المشاريع والعمل، نتيجة صرف بوصلة تركيزهم وطاقتهم على أمور شخصية تسببت بانفصالهم عن جذور بيئتهم القديمة المبتكرة، والتي كانت تميزهم بأجواء الأصدقاء القدامى المخلصين بالنصيحة ومناخ الفريج القديم المليء بالمنافسة والتحدي والذي يغذي عقولهم بالأفكار الجديدة والناجحة، ويفطن لذلك مؤسسو تلك الشركات العالمية بأن الثروة والشهرة سوف تتسبب في إخراجهم من أسلوب حياتهم الذي تربوا عليه والذي تسبب في تغذيه عبقريتهم، ولضمان الاستمرار في ذلك هو خوفهم من المنافسة، في ظل أسواق تنافسيه ومتغيرة بشكل سريع، والتي قد لا يمكن لهم مجاراتها بأوضاعهم الجديدة، لهذا تجد بعض الشباب من أصحاب المناصب يحاول الموازنة بين المتغيرات، فهناك من ينجح، وهناك من يفشل، والأمثلة حولنا كثيرة.
عدد اليوم
