كشف النقاب في بيروت عن خطوات يعتزم الرئيس سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية اتخاذها بالتشاور مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بشأن قيام حكومة من خارج الندوة البرلمانية.
وعلمت «الاتحاد» من مصادر متابعة لهذا الملف بأن الرئيس الحريري قرر تجاوز الحلف الثلاثي المعارض (حزب الله – امل – التيار الوطني الحر) في مشاوراته والانفتاح على المعارضة والموالاة غير الممثلين في البرلمان لاستخراج آرائهم بشأن إمكانية تأليف حكومة من خارج النسيج النيابي القائم حالياً، بعدما أضاع رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط في مواقفه الاخيرة «البوصلة» التي تحدد الاكثرية والاقلية البرلمانية. واوضحت المصادر بأن الحريري قد يرضخ لضغوط كتلته «المستقبل» وحلفائه (تكتل لبنان اولاً) بتشكيل حكومة من دون تكتل «التغيير والاصلاح» الذي جاهر رئيسه النائب العماد ميشال عون في رده على دعوة الغداء بالقول: «أنا أرفض الأكل مع كذابين»، في اشارة إلى رفض الدعوة. ولوحظ ان الحريري المستمر على «تكتمه» استنجد بخصوم الامس، والتقى رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي لأول مرة منذ انتهاء الانتخابات النيابية في 8 يونيو الماضي، بحجة أن لديه تصوراً وخبرة يمكنه أن يستفيد منها الرئيس المكلف في تأليف الحكومة. وقالت مصادر مستقلة مواكبة لحركة التشكيل لـ«الاتحاد» إن الحريري اتخذ قراره بعد لقائه وزير الشباب والرياضة طلال أرسلان وهو حليف عون، الذي قال: «إن صوم بري وجنبلاط عن الكلام لا يفترض أن يقفل باب الحوار والنقاش للوصول الى حل، أما الرئيس أمين الجميل الذي زار الحريري ليلاً فقد انضم الى «الصائمين عن الكلام» ورفض الإدلاء بأي تصريح، في تعبير عن انزعاجه من طروحات الرئيس المكلف، ورد على ذلك بشكل غير مباشر تمثل بمقاطعة ممثل حزب «الكتائب» اجتماع الامانة العامة لقوى 14 مارس. بالمقابل، اقترح نائب الامين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم على الرئيس المكلف أن يناقش مع كل كتلة برلمانية لمدة يوم او يومين مطالبها وليتحمل كل طرف مسؤوليته. وقال: «إن هذا الإعداد لحكومة الوحدة الوطنية دعامته التي تحمي من خلاله السلم الأهلي هو التوافق، وبالتالي استطعنا أن نصل إلى صيغة حكومية مبنية على حكومة الوحدة الوطنية، وعلى تمثيل الأطراف كافة، وعلى وجوب الرضا عند جميع المشاركين بأن هذا الشكل للحكومة الوحدة الوطنية يؤدي في الواقع إلى التعاون والتوافق والنهوض بلبنان ومواجهة التحديات المختلفة». الى ذلك ، أعرب رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان فؤاد السنيورة عن ثقته بأن الجهود المبذولة لتشكيل حكومة ائتلافية برئاسة ستتكلل في نهاية الامر بالنجاح بما يتوافق مع أحكام الدستور والاصول التي تحكم تشكيل الحكومات اللبنانية.
عدد اليوم
