الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جديد ابن جلون إلى لغات عديدة

23 يونيو 2008 02:37
أصدر الكاتب العالمي الطاهر بن جلون روايته الجديدة ''لا أفهم العالم العربي''، وكحال جميع أعماله الأدبية حظيت هذه الرواية باهتمام كبير من قبل المترجمين ودور النشر حيث تمت ترجمتها الى عدة لغات من بينها الإسبانية والكاطالانية· ويحاول ابن جلون من خلال هذه الرواية ''المساهمة في توضيح الشكل المعقد للعالم العربي بطرح عدد من الأسئلة التي لا توجد لبعض منها أجوبة محددة''· حيث تتناول الرواية عدداً من المواضيع والتساؤلات التي يطرحها الأوروبيون الذين يريدون فهم ما يجري ببلدان العالم العربي والإسلامي· والرواية عبارة عن حوار خيالي بين ابنته وفتيات أوروبيات حول قضايا عالمية، يحاول من خلالها الطاهر بن جلون ''منح توضيحات تساعد على الكشف عن التعقيدات التي يتميز بها العالم'' كما يقول، واعتبر أن الرواية عبارة عن مجموعة أسئلة، التي لا يجد لها، أحيانا أجوبة مقنعة ونهائية، يمكنها أن تشبع فضول القارئ المتعطش لمعرفة ماهية العالم العربي وكل المعلومات الدقيقة عن تركيباته وتكويناته وتطلعاته الآنية والمستقبلية· كما صدرت له مؤخراً في ألمانيا ترجمة إلى الألمانية لروايته ''يمه أمي، ابني'' وتعالج هذه الرواية في ذاتها موضوعاً ذا صبغة عالمية يخاطب أعماق تجليات النفس البشرية وهواجسها- الفقدان المؤلم لشخص محبوب كان حضوره يعتبر في حياتنا أمراً بدهياً -، حيث ينطلق الكاتب، وللمرة الأولى، من موضوعٍ جد شخصي، قصة والدته، لمعالجة موضوعات مختلفة، مثل مميزات الأمومة في شرقنا مقارنةً بالأمومة في الغرب، ومشاكل الشيخوخة وفي مقدمتها مرض ''الزهايمر''، وطبيعة العادات والتقاليد التي تتحكم بعلاقة الإنسان الشرقي بوالديه·· وذلك من دون أن تفقد الرواية صفتها الأولى كتحية لوالدة ابن جلون، ومن خلالها لمعظم الأمهات في الوطن العربي· كما تحمل هذه الرواية في ذاتها أبعاداً متعددة الثقافات، إذ أن أم الطاهر بن جلون والتي لا تملك أي تحصيل مدرسي هي امرأة مسلمة مؤمنة إيماناً راسخاً، حيث يقارن الكاتب مصيرها مراراً وتكراراً بمصير أم صديقه السويسري العنيدة التي يبلغ عمرها أكثر من تسعين عاماً والمثقفة ثقافة عالية· وقد استطاع ابن جلون في روايته أن ينقل نقلاً واضحاً وبشكل غير عاطفي معتمداً على عنصر الصورة تضاريس ومعالم مأساة الفتاة الناشئة ''ليلى فاطمة'' التي تزوجت ثلاث مرات قبل بلوغها سن الخامسة والعشرين، حيث توفي زوجها سيدي محمد بمرض التيفوس قبل أن يشاهد ولده وولد فاطمة الأول، وزوجها الثاني رجل متقدم في السن، مما يوجب على فاطمة أن تتولى أيضاً العناية بزوجته الأولى المريضة، التي تحتمل مصيرها باستسلام وخضوع نبيل، وبعد موت الزوجين صار هناك مرشح آخر - والد الطاهر بن جلون القوي؛ رجل يريد عندما تحمل فاطمة منه تشريد زوجته التي ظلت من دون أن تنجب له أطفالاً·· وأصبح يتوجّب على ليلى فاطمة باعتبارها عروساً صغيرة السن أن تثبت لأسرة الزوج أنها صالحة كزوجة من خلال تحضيرها لوجبة طعام معقدة جداً؛ فهي تقف كونها ربة منزل طيلة اليوم في المطبخ من أجل إطعام الضيوف، حيث تكمن فرحتها في رؤيتها أطباق الطعام وقد أُعيدت إليها فارغة، بينما تأكل هي قطعة خبز وبعض حبات من الزيتون، ورغم كل ذلك لم تتلق ليلى فاطمة أي مديح أو شكر طيلة حياتها على الطعام الذي كانت تعده·
المصدر: الرباط- برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©