برنامج تأهيل وظيفي للمتعافين من الإدمان

دشّن المركز الوطني للتأهيل برنامجاً علمياً وعملياً لإعادة تأهيل ودمج المرضى المتعافين بعد إنجازهم للبرنامج العلاجي والتأهيلي ضمن برنامج الرعاية اللاحقة في المركز. ويضم البرنامج الذي يتمّ تنفيذه في “أكاديمية الإمارات”، التابعة لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، تسعة أشخاص ممن أنهوا البرنامج العلاجي بالمركز، فيما صمّمت الأكاديمية المحتوى العلمي والتطبيقي لهذا البرنامج بحيث يلبي احتياجات هذه الفئة بصورة مباشرة. وأكّد مدير عام المركز الوطني للتأهيل الدكتور حمد بن عبدالله الغافري، أهمية هذه المبادرة من جانب المركز والتي تهدف إلى السعي لإعادة تأهيل المرضى المتعافين وتعزيز خطة دمجهم في المجتمع، ويهدف البرنامج إكساب المشارك مهارات التوظيف والتدريب المهني ويغرس في نفوسهم أخلاقيات العمل، ويزودهم بالمهارات اللازمة التي تمكّن كلاً منهم من الانخراط في سوق العمل من جديد. وأوضح الدكتور الغافري أن هذه المبادرة ستتبعها مبادرات أخرى في طريق صقل هذه الفئة من المرضى المتعافين وإكسابهم عدداً من المهارات الوظيفية والعملية التي تفتح أمامهم أبواب العمل في عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، وتمكينهم من بدء حياة جديدة بعد التجربة التي مروا بها. وأشاد الدكتور الغافري بجهود أكاديمية الإمارات في تنفيذ هذا البرنامج الحيوي مؤكداً وجود نتائج مبدئية لدى المشاركين من هذه الفئة، حيث دلّت تقارير متابعة أدائهم خلال البرنامج على التزامهم بالخطة الدراسية والتطبيقية لمحتوى البرنامج والذي يمتد لمدة أربعة أشهر من الدراسة داخل الأكاديمية، وشهرين من التدريب العملي الميداني في عدد من المؤسسات ذات العلاقة بمعدل 332 ساعة تدريبية. وتشمل هذه الساعات عدداً من المحاور العلمية والتطبيقية منها: تأهيل المشارك للحصول على شهادة “ICDL”، وأيضاَ إكسابه مهارات التواصل الوظيفي من الاتصال باللغة الإنجليزية وأيضاً مهارات وظيفية ومهنية متنوعة مثل مهارات التواصل الفعّال وحلّ المشكلات واتخاذ القرار من خلال تحديد الأسباب الجذرية للمشكلة، وتعريف المشكلة وتحليلها وتوليد الأفكار وتقييمها، وإيجاد الحلول العلمية لها. كما يهدف البرنامج إلى إكساب المشاركين مهارات أخرى مثل العمل ضمن فريق واحد، والتدريب على تقديم نفسه لجهة العمل من خلال إكسابه مهارات إعداد السيرة الذاتية، واجتياز المقابلة الشخصية وغيرها من المهارات التي تمكّنه من إدارة حوار فعّال مع مسؤول الموارد البشرية في الجهة التي يرغب في الالتحاق بها. من جانبه ثمّن محمد راشد الهاملي، مدير عام غرفة تجارة وصناعة أبوظبي رئيس مجلس إدارة أكاديمية الإمارات، هذا التعاون بين الأكاديمية والمركز الوطني للتأهيل. وأشار إلى أن هذا البرنامج يعتبر الأول من نوعه على مستوى الدولة والذي صمّم خصيصاً من جانب الخبراء في الأكاديمية وبالتعاون مع الفريق الطبي بالمركز لإعادة دمج هذه الفئة من المرضى المتعافين في المجتمع ليصبحوا أشخاصاً منتجين وفاعلين في مجتمعهم. وأكّد الهاملي اعتزاز الأكاديمية بتنفيذ مثل هذا البرنامج والذي يندرج ضمن رسالتها كمؤسسة أكاديمية تخدم المجتمع وتلبي احتياجاته من التعليم والتدريب وفق أرقى المعايير العالمية التي تأخذ بها المؤسسات العريقة في العالم. كما أشار الهاملي إلى أن تنفيذ الأكاديمية لهذا البرنامج يأتي ضمن رسالتها للمساهمة في فتح أبواب المستقبل للمواطنين من خلال تأهيلهم وتدريبهم للالتحاق بسوق العمل. وأوضح أن خطة البرنامج تتضمن 6 أجزاء يركز كل جزء منها على محور رئيس يشمل خطة التنمية الذاتية للمتدرب، والمهارات الوظيفية ومهارات القيمة المضافة، والمهارات المهنية، وأخيراً التدريب العملي، ثم يتم بعد ذلك تقييم البرنامج ومراجعة الأداء لكل متدرب للتأكد من جودة المخرجات ونجاح خطة البرنامج في إكساب المتدرب للمهارات اللازمة. من جانبهم، أكّد المشاركون في البرنامج أهمية محتواه التطبيقي والأكاديمي حيث نجح البرنامج في إكسابهم مهارات كثيرة مثل استخدام اللغة الإنجليزية للأعمال المكتبية، وأيضاً تمكينهم من دخول اختبار الحصول على رخصة قيادة الحاسب الآلي (ICDL)، بالإضافة إلى مهارات كثيرة في مقدمتها الثقة بالنفس، والنظر لمستقبل أفضل، وكسر حاجز الخوف من مواجهة المجتمع بعد التجارب التي مروا بها.