سيرت هيئة الهلال الأحمر أمس من «جبل علي» في دبي 121 سيارة متنوعة بقيمة 13 مليون درهم لدعم قدرات المؤسسات الصحية والاجتماعية والخدمية في قطاع غزة.
وتأتي المساعدات تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر. وأمر سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان هيئة الهلال الأحمر بسرعة إيصال السيارات التي تحصلت عليها من تبرعات عدد من الخيرين لحملة « أغيثوهم» للجهات المستفيدة حتى تتمكن من القيام بدورها تجاه الشرائح المستفيدة من خدماتها. ويتكون الاسطول من 103 سيارات مخصصة لدعم برامج وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية ومؤسساتها الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة و الأيتام و الفئات الأشد ضعفا إلى جانب 18 سيارة إسعاف مجهزة باحدث وسائل الإسعاف والانقاذ. وتجيء هذه المساعدات بتوجيهات من قيادة الدولة الرشيدة ضمن اهتمامها بالأوضاع الإنسانية في غزة وسعي سموه الحثيث للحد من تداعياتها على حياة الفلسطينيين وتحسين ظروف حياتهم. كما تأتي تعزيزا لجهود هيئة الهلال الأحمر المستمرة على الساحة الفلسطينية منذ عشرات السنين لتلبية متطلباتها في المجالات الإنسانية والمعيشية والصحية و الاجتماعية والتعليمية و غيرها من ضروريات الحياة. وكانت الهيئة قد بدأت برنامجها في هذا الصدد منذ الأيام الأولى للأحداث ونفذتها من خلال عدة مرحل بدأت في الأسبوع الأول للحرب حيث نسقت الهيئة مع المنظمات الأممية و الدولية العاملة على الساحة الفلسطينية منها على سبيل المثال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» و اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الحياة للإغاثة و التنمية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية حيث بادرت الهيئة بالاتصال بهذه المنظمات وأعربت عن رغبتها في تنفيذ برامج إغاثية عاجلة بالتنسيق معها لتوفير الاحتياجات الضرورية للمتأثرين. وستسهم هذه المساعدات في دعم قدرات جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية بعدد من سيارات الإسعاف لتحسين أدائها في المجال الصحي بعد الضرر الفادح الذي لحق بهذا القطاع جراء الحرب على غزة وخاصة جانب الانقاذ والاسعاف حيث تأثر عدد كبير من سيارات الإسعاف التي أصابها التلف نتيجة للقصف. كما ستسهم في دعم قدرات المؤسسات الاجتماعية و دور الأيتام ومراكز المعاقين ، إضافة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ( الأونروا ) التي تضطلع بدور كبير في تحسين حياة الفلسطينيين وتوفير متطلباتهم المعيشية و التعليمية و الصحية، وترتبط هيئة الهلال الأحمر بعلاقات شراكة قوية مع نظيرتها الفلسطينية و الأونروا مما كان له أكبر الأثر في تعزيز البرامج الموجهة للساحة الفلسطينية.
اهتمام القيادة
وأكد محمد خليفة أحمد القمزي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر على الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة للأوضاع الإنسانية على الساحة الفلسطينية، وقال إن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان يوجه دائما بتقديم أفضل الخدمات الإنسانية و الإغاثية للأخوة في فلسطين. وشدد على أن الهم الفلسطيني لم يغب يوما عن خطط واستراتيجيات الهيئة الإنسانية، مشيرا إلى أن الهيئة حضرت مبكرا على الساحة الفلسطينية وتعمل بقوة في جميع المجالات و الخدمات التي يحتاجها الفلسطينيون خاصة السكنية و الصحية و التعليمية و المعيشية. ولفت إلى أن الهيئة أنشأت العديد من المدن السكنية في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جانب المستشفيات و المدارس ومراكز المعاقين ودور الأيتام ومراكز الخدمات الاجتماعية بجانب مشاريعها التنموية والإنشائية داخل المسجد الأقصى وباحاته بالإضافة إلى برامجها الطارئة و عملياتها الإغاثية المستمرة. وقال إن هذا العدد الكبير من السيارات المتوجهة إلى غزة يعتبر الأول من نوعه و يمثل نقلة نوعية في برامج الهيئة على الساحة الفلسطينية وطفرة كبيرة في مستوى الدعم و المساندة التي تتطلبها ظروف الفلسطينيين. واكد أن الدعم اللوجستي للمؤسسات الصحية والاجتماعية لا يقل أهمية عن البرامج الإغاثية و المساعدات الإنسانية بل يمثل جهدا تنمويا يرتقي بمستوى الخدمات الموجهة لقطاعات واسعة من أبناء الشعب الفلسطيني الذي واجه ولا يزال تحديات كبيرة في الحياة و العيش الكريم. وأعرب عن تقدير سمو رئيس الهيئة للمتبرعين و الخيرين الذين تجاوبوا بقوة مع فعاليات حملة «أغيثوهم» التي كان من ثمارها هذا الأسطول الكبير من السيارات التي تدخل الخدمة في غزة في القريب العاجل. واعتبر فهد عبد الرحمن بن سلطان مدير مركز الهلال الأحمر للامدادات أن شحنة السيارات هذه تأتي في سياق المساعدات المتواصلة التي تقدمها الهلال الاحمر للاشقاء الفلسطينيين. وقال لـ«الاتحاد» قبيل لحظات من تحميل السيارات في ميناء المنطقة الحرة بجبل علي في طريقها الى غزة عبر معبر رفح إن وفدا من الهلال الاحمر سيتوجه الى الاردن خلال اليومين المقبلين لكي يستكمل اجراءات تسليم السيارات للجهات المستفيدة. من جانبه أشاد الدكتور رمضان عبد الهادي المستشار الثقافي الفلسطيني القائم باعمال القنصل الفلسطيني في دبي والامارات الشمالية بمكرمة صاحب السمو رئيس الدولة. وقال لـ«الاتحاد» إن صاحب السمو رئيس الدولة لم يألو جهدا طيلة السنوات الماضية في تقديم يد العون والمساعدة لابنائه الفلسطينيين. واضاف « كما عهدنا من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي يعتبر فلسطين قضية كل العرب فإن هذه المبادرة الطيبة ليست بمستغربة عن قيادة وشعب الإمارات». وذكر بما كان صاحب السمو قاله في وقت سابق بان دولة الإمارات العربية هي جزء من الوطن العربي وقضية الشعب الفلسطيني المناضل هي قضيتنا والارض هي أرضنا. وقال لقد قدمت دولة الإمارات كل اشكال الدعم لشعبنا الفلسطيني من بناء مدن ومستشفيات وترميم آثار إسلامية في القدس الشريف بهدف تأصيل هويتها العربية والإسلامية. واشار الى ان دولة الإمارات أولت قضية فلسطين العناية والاهمية البالغة وجعلتها احد ابرز دعائم سياساتها الخارجية لايمانها باهمية دعم نضالات الفلسطينيين في مسعاه لاستعادة حقوقه المشروعة والعادلة.
تخفيف معاناة غزة
وكانت الهيئة سيرت إلى غزة 31 شاحنة تحمل 550 طناً من الأرز والدقيق والسكر والزيت وغيرها من الاحتياجات الضرورية التي تم شراؤها من السوق المصرية، ضمن البرنامج الإنساني الذي تنفذه هيئة الهلال الأحمر بتوجيهات قيادة الدولة الرشيدة ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر لتخفيف المعاناة الإنسانية عن سكان القطاع.
وتواصل الهيئة طيلة شهر رمضان المبارك تقديم مساعداتها إلى الشعب الفلسطيني ويبلغ إجمالي المساعدات خلال شهر رمضان للشعب الفلسطيني مليوناً و718 ألفاً و750 درهماً. وقدمت الهيئة مؤخراً 60 ألف دولار «للأونروا» لشراء مواد غذائية من السوق المحلية بغزة. كما تتابع الهيئة تفعيل ومتابعة مشروع مدينة الشيخ خليفة السكنية بغزة ومشروع إسكان بيت حانون الذي تكلف 60 مليون درهم وتنظيم وتفعيل كفالة الأيتام بقطاع غزة. وتنفذ الهيئة مشاريع إفطار الصائم وكسوة العيد في 60 دولة عربية وإسلامية، ضمن حملتها الرمضانية «رايتنا فجر الأمل .. وشراعنا بحر العطاء». وبلغت القيمة المبدئية لإجمالي المشاريع الرمضانية للهيئة هذا العام 21 مليوناً و500 ألف درهم، منها 13 مليوناً و500 ألف درهم للمشاريع الموسمية المحلية تغطي كلا من مشروع إفطار الصائم وكسوة العيد وزكاة الفطر وتوزيع المير الرمضاني. وبلغت القيمة المبدئية لمشاريع إفطار الصائم وكسوة العيد وزكاة الفطر التي سيتم تنفيذها خارج الدولة 8 ملايين درهم، وسيتم تنفيذها تحت إشراف مباشر من سفارات الدولة في الخارج ومكاتب وممثلي هيئة الهلال الأحمر وبالتعاون مع بعض الجمعيات العاملة في الحقل الإنساني ذات الشفافية والمصداقية.
عدد اليوم
