الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

احتراف عبثي

21 مارس 2011 21:33
لا أبالغ ولا أتجنى إن قلت إن 80% من المسؤولين والعاملين في أنديتنا واتحاداتنا لا يصلحون لممارسة المهام الموكلة إليهم، فالكثير من الكوادر الإدارية في الأندية باتوا خارج الخدمة منذ زمن، ومع هذا تراهم يتصدرون المشهد، وكأنهم قدر لا مفر منه، والخاسر في النهاية هو الوطن، فالكثير من هؤلاء الذين يتحفوننا بأفكار وخطط تؤخر ولا تقدم، عفا عليهم الزمن، وعليهم أن يرحلوا فوراً عن رياضتنا بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص، وترك المجال أمام الجيل الجديد، من الإداريين الشباب، ليقودوا دفة السفينة، في المرحلة القادمة، في زمن بات الشباب فيه، هو من يصنع التاريخ. لقد دفعت رياضة الإمارات الثمن غالياً من جراء تحكم عقليات طوقت، وأحكمت أفكارها “الهشة” على رياضتنا، فأصبحنا صغاراً عندما يتعلق الأمر بالمشاركات الخارجية، افقدونا الثقة في قدراتنا وقدرات لاعبينا، والقدرة على منافسة الآخرين، فأصبحنا من الصغار في آسيا، بعد أن كنا من الكبار، عندما فضلنا المنافسات المحلية، على حساب الخارجية، وقمنا نتغنى بإنجازاتنا المحلية، واطلقنا كل مسميات الدنيا على فرقنا، وأصبحنا نبحث عن أدوار صغيرة غالباً ما تؤدي بنا إلى الخروج من الأبواب الخلفية في البطولات الخارجية. وحتى لا نظلم الجميع من الذين يديرون الرياضة، فهناك عقول إدارية متفتحة قادرة على تحقيق الإنجازات لديها الأفكار النيرة، ولكنها تمثل الأقلية التي لا يمكن أن تصفق بيد واحدة كما يقول المثل، والآخرون منهم فضلوا الابتعاد عن الحقل الرياضي. لقد قدمت الدولة العزيز والغالي من منشآت ودعم مادي ومعنوي والنتيجة لاشيء، وإذا ما قورنت بما أنفقناه تعادل “الصفر”، ومن ينظر إلى إنجازاتنا خلال السنوات العشرين الماضية، يجد أن عدد البطولات التي حققتها فرقنا لا تزيد على بطولة واحدة هي كأس الخليج عام 2007، بالرغم من أنها بطولة إقليمية بالإضافة للوصول إلى نهائي بطولة آسيا في عام 1996 أمام السعودية والخروج بركلات الترجيح، وقد يكون الحدث الأبرز في تاريخ كرة القدم الإماراتية عبر تاريخها هو وصول جيلها الذهبي إلى نهائيات كاس العالم في إيطاليا عام 1990. ما أريد قوله الآن هو أن الاحتراف المنقوص الذي طبقناه قد يكون السبب في كل ما وصلنا إليه، فهناك احتراف في الملعب جزئي وهواية في كل مراحل اللعبة الأخرى، سواء كان في مجال الإدارة أو الفكر نفسه الذي يفرض علينا قراراته بكل تشدد، ومن هذه القرارات الكثيرة خذ مثالاً عدم تطبيق قاعدة 3 + 1 فيما يخص اللاعب الأجنبي الآسيوي في دوري المحترفين الذي تستفيد منه الفرق خصوصاً التي تشارك في بطولة أبطال آسيا، وكذلك زيادة عدد أندية المحترفين إلى 14 نادياً والذي يرى الجميع أنه قرار جيد ويتيح الفرصة أمام فرق أخرى للحاق بركب المحترفين، ويراه اتحاد اللعبة غير ذلك، والحل أن نعيد هيكلة هذا القطاع الذي بات عبئاً على الرياضات الأخرى التي يمكنها أن تقدم الكثير للوطن لو حصلت على جزء من الاهتمام الذي تحصل عليه كرة القدم. alassam131@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©