لا تجد الطيور المهاجرة موقعاً أفضل من محمية رأس الخور للحياة الفطرية في دبي على طول خط شرق أفريقيا وغرب آسيا، كموقع لقضاء فصل الشتاء خلال هجرتها من البلدان الباردة.
وتقطع الطيور المهاجرة كل عام مسافات طويلة مقتفية أثر أسلافها في رحلة طويلة وشاقة وخطيرة تمتد لآلاف الكيلومترات. وتعبر تلك الطيور المهاجرة القارات والحدود السياسية، وتواجه ظروفاً صعبة والتي تقتل وتجرح سنوياً أعداداً هائلة منها. واحتفت بلدية دبي باليوم العالمي للطيور المهاجرة تحت شعار “أنقذوا الطيور المهاجرة من المخاطر.. كل نوع يهمنا” في 8 و9 الجاري، والذي هدف إلى زيادة الوعي لدى الجمهور حول التهديدات التي تواجهها الطيور المهاجرة على مدار السنة.
وقال المهندس حمدان الشاعر مدير إدارة البيئة في بلدية دبي إن البلدية لا تركز فقط على الاحتفال في حد ذاته، ولكنها تدعو أيضاً إلى إقامة الأنشطة المتصلة بهذه الفعالية للحفاظ على الطيور المهاجرة التي تزور إمارة دبي.
وأضاف الشاعر أن الأمم المتحدة قد أعلنت عن عام 2010 بأنه السنة الدولية للتنوع البيولوجي تقديراً لقيمة التنوع البيولوجي بالنسبة لحياتنا وكوكبنا بما فيه من غنى ودهشة تؤثر فينا.
وأشار إلى أنه حالياً يوجد نوعين من التهديدات الرئيسية للطيور وملاجئها ويؤثران على قرابة 80% من الأنواع المهاجرة وهما: الزراعة غير المدروسة في أماكن عيش هذه الطيور مما يؤدي إلى تقليل ملاجئها وتدميرها، واستهلاك الموارد البيولوجية بشكل خطير ومؤثر كاقتطاع الغابات والصيد العشوائي.
وتقع محمية رأس الخور في نهاية خور دبي الذي يبلغ طوله 14 كيلومتراً، وتبلغ مساحتها الإجمالية نحو 6.2 كيلومتر مربع تحيط بها منطقة عازلة. وتحيط بمنطقة الجزر والمد سبخات مسطحة جرداء في معظمها إلا من بعض النباتات التي تتحمل الملوحة.
وتضم محمية رأس الخور نحو 25 ألف طائر خاصة في شهر يناير. وتم احتساب كثافة الطيور الخواصة بـ 21 طائراً للهكتار في فصل الربيع والخريف و60 طائراً للهكتار في فصل الشتاء. ويعد الرقم الأخير الأعلى مقارنة بأي مكان في العالم، وهناك حوالي 9 من أصل 88 نوع من الطيور المصنفة عالمياً يظهر باستمرار داخل المحمية، ما يتعدى نسبة الـ 1 في المئة التي تشترطها اتفاقية رامسر.
وحالياً، هناك 1227 أو 12,4% من مجموع 9865 نوعاً من الطيور مصنفة عالمياً بأنها “مهددة”، و192 من هذه الطيور تعتبر “مهددة بخطر الانقراض”، حسب القائمة الحمراء التي يصدرها “الاتحاد العالمي لصون الطبيعة”. وتقدر نسبة 19% من جميع الطيور المعروفة وقرابة 30 نوعاً من 192 نوعاً من الطيور المهددة بأنها مهاجرة، وتقوم بتحرك دوري منتظم بين مناطق التعشيش وغيرها. وعادة ما ينقرض طائر واحد فقط في كل قرن، غير أن 21 نوعاً من الطيور قد اختفت خلال الأعوام الـ 30 المنصرمة.
عدد اليوم
