الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نتنياهو: مستحيل تحقيق السلام بجهاز تحكم عن بعد

نتنياهو: مستحيل تحقيق السلام بجهاز تحكم عن بعد
10 مايو 2010 00:33
انطلقت امس المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بوساطة أميركية بعد فترة توقف استمرت أكثر من عام تخندق الجانبان خلالها في مواقفهما وتفاقم انعدام الثقة بينهما. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات للصحفيين عقب الاجتماع الذي عقده المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، “يمكن القول إن مفاوضات التقارب انطلقت اليوم (امس)” . ويرأس الرئيس عباس بنفسه الجانب الفلسطيني في المحادثات. واتفق عباس وميتشل في اجتماع سابق أمس الأول على أن المفاوضات ستستمر أربعة أشهر. وشدد عريقات على أنه سيتم خلال المفاوضات طرح جميع القضايا المتعلقة بالحل النهائي بما يشمل القدس واللاجئين والمستوطنات والمياه والأمن والحدود، إضافة إلى الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل. وتابع عريقات بالقول: “في بداية الأربعة أشهر، سيتم التركيز على الحدود والأمن وهذا لا يعني إهمال أي من القضايا الأخرى، فلا يوجد شيء متفق عليه إلا بعد الاتفاق على كل شيء”. وأشار إلى أن الإدارة الأميركية ستصدر، بيانا توضح فيه كل مواقفها، قائلا،: “نأمل أن تتجاوب الحكومة الإسرائيلية مع جهود الإدارة الأميركية لإعطاء الفرصة لعملية السلام ولجهود السيناتور ميتشل، بعيدا عن كل ما من شانه أن يكرس الإملاءات وفرض الحقائق على الأرض وبناء المستوطنات والاقتحامات”. وقال عريقات إن “الذي يعنينا هو ما سنشاهده على الأرض، خاصة في مجال الاستيطان، ونحن قلنا إن هذه العملية تستحق أن تعطى الفرصة، وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تختار إما أن تستمر في البناء الاستيطاني على الأرض، وإما إن تعطي فرصة لعملية السلام لا يمكن الجمع بين الأمرين”. وحول طبيعة المفاوضات، قال عريقات :” ليست هناك محادثات، أو مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وإنما المحادثات مع الجانب الأميركي، ونحن طلبنا من الجانب الأميركي الإعلان عن مواقفه وتعهداته وضماناته وخطوات المحادثات”. من جانبه أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن أمله في أن تؤدي المباحثات غير المباشرة سريعا إلى إطلاق المفاوضات المباشرة. وقال نتنياهو في بدء الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية في القدس “لا يمكن تحقيق السلام من مسافة بعيدة أو بجهاز تحكم عن بعد، خاصة أننا والفلسطينيون جيران”. وأضاف “بمرور الوقت، لا يتصور أننا سنتخذ قرارات ونبرم اتفاقات بشأن قضايا هامة، بدون الجلوس سويا في نفس الغرفة”. وأضاف أن هذه المباحثات ستجري بدون شروط مسبقة . ورد عريقات على تصريحات نتنياهو قائلا “عندما يعلن نتنياهو وقفه للاستيطان بما يشمل النمو الطبيعي وبما يشمل القدس واستئناف المحادثات من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر 2008 سيصار الى المحادثات المباشرة. نتنياهو الذي يرفض المحادثات المباشرة من خلال إصراره على ان يقول بدأنا في هذه الوحدات الاستيطانية وسنستمر فيها. حال توقفه عن البناء الاستيطاني بشكل تام سيكون هناك محادثات مباشرة”. وذكرت الإذاعة أن الوزيرين يتسحاق هرتسوج وافيشاي برافيرمان من حزب العمل أكدا ضرورة الشروع في بحث القضايا الجوهرية في اطار المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين. وقال الوزير هرتسوج انه يجب التقدم بسرعة في هذه المباحثات وصولا الى المفاوضات المباشرة بين الجانبين . وقال الوزير برافيرمان إن اسرائيل تجد نفسها الآن في حالة من العزلة الدولية ولذلك يجب عليها المضي قدما في المسيرة السياسية وتحقيق حل الدولتين. وأشار راديو إسرائيل إلى أن ميتشل من المقرر أن يعود للمنطقة الأسبوع المقبل ليبدأ جولات مكوكية بين القدس ورام الله حيث تبدأ المفاوضات غير المباشرة بشكل جدي. ونفى مصدر سياسي إسرائيلي امس أن تكون تل أبيب قد منحت واشنطن ضمانات تتعلق بمسألة البناء في شرق القدس المحتلة لضمان عودة الفلسطينيين إلى المفاوضات غير المباشرة. وأكد المصدر أن إسرائيل ستواصل أعمال الاستيطان كما كان الأمر في الماضي،نافيا نفيا قاطعا التقارير الفلسطينية بهذا الصدد. الى ذلك دعا وزير الدفاع وزعيم حزب “العمل” ايهود باراك امس الى توسيع الغالبية الحالية مع دخول كاديما الحزب الرئيسي في المعارضة الى الائتلاف الحكومي. وقال باراك ان “احراز تقدم في عملية السلام يتطلب بحثا جديا ومسؤولا لإمكانية توسيع الحكومة”. بينما عبرت زعيمة حزب “كاديما” تسيبي ليفني عن ارتياحها لقرار إجراء مفاوضات غير مباشرة. وقالت ليفني انه “امر جيد ان تجرى المحادثات لان أي طريق مسدود له وقع سلبي على اسرائيل. لكن الحكومة تماطلت ورفضت اتخاذ مبادرات”. وأضافت “أجريت محادثات مع المفاوض الفلسطيني احمد قريع في اطار المفاوضات السابقة، وكان بامكاننا التوصل الى اتفاق حول حدود لإسرائيل معترف بها ودولة فلسطينية منزوعة السلاح”. واستطردت “آمل أن يكون رئيس الوزراء الاسرائيلي قد فهم ان اتفاقا يرتكز الى هذه المبادىء امر حيوي بالنسبة لإسرائيل”. واعتبرت حركة “حماس” بلسان المتحدث باسمها فوزي برهوم أن “بدء المفاوضات شكل صدمة لكل الشعب الفلسطيني وهو بمثابة تحد لمشاعر أهلنا في القدس وفي فلسطين الذين سرقت أراضيهم ودمرت بيوتهم”. وأضاف برهوم “هذه عبارة عن قارب نجاة لحكومة نتنياهو التي كانت في أزمة جراء المطالبة الدولية لها لوقف الاستيطان وإنهاء الانتهاكات وأيضا جاءت بمثابة إخراج الرئيس الاميركي باراك اوباما من ورطته بعد وعده بوقف الاستيطان مقابل عودة المفاوضات”. واشنطن تحذر إسرائيل والفلسطينيين من «تقويض الثقة» واشنطن (وكالات) - حذرت الولايات المتحدة امس اسرائيل والفلسطينيين من مغبة أي عمل قد «يقوض الثقة» في الشرق الأوسط، وذلك بعد الإعلان عن بدء المحادثات غير المباشرة بين الطرفين. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي في بيان «كما يعرف الطرفان، إذا ما اتخذ هذا الطرف أو ذاك خلال هذه المحادثات اجراءات قد تقوض الثقة، براينا، بشكل خطير، فإننا سنرد بتحميله المسؤولية بهدف التصرف بما يؤدي الى استمرار المفاوضات». وأعلن كراولي أن الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة التي أجراها في المنطقة المبعوث الاميركي الخاص جورج ميتشل كانت «جدية وموسعة». وأضاف المتحدث «أن الطرفين يقدمان بعض المبادرات التي تسهم في إيجاد مناخ جيد لمحادثات ناجحة»، مضيفا أن واشنطن تحرص على «تهنئة» كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو «اللذين يحاولان التقدم في ظروف صعبة».
المصدر: رام الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©