الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

استحداث مقياس جديد للكشف عن التوحد

استحداث مقياس جديد للكشف عن التوحد
20 يناير 2016 02:18
محمود خليل (دبي) استحدثت إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية، مقياسا جديدا يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ابتكرته عقول إماراتية استناداً إلى أفضل الممارسات العالمية المتَّبعة في تقييم اضطراب طيف التوحد واكتشافه خلال مرحلة الطفولة المبكرة. وأكدت وفاء حمد بن سليمان مديرة الإدارة لـ «الاتحاد» أن الوزارة باشرت في تطبيق هذا المقياس اعتبارا من بدء العام الحالي «2016» متوخية من وراء ذلك الكشف المبكر عن المؤشرات الأولية لاضطراب طيف التوحد في المراحل العمرية المبكرة، وذلك لمساعدة الأمهات ومقدمي الرعاية على التعرف على الأطفال الذين لا يواكب تطورهم النمائي للمرحلة العمرية التي يمرون بها بالمقارنة مع أقرانهم. وقالت إن الإدارة عقدت دورات متخصصة للكادر البشري في مجال التشخيص والكشف المبكر، لرفع كفاءتهم في هذا المجال وتزويدهم بأحدث الطرق والمعايير المستخدمة في تشخيص، وتقييم مثل هذه الاضطرابات، كون أن المقياس يستلزم مختصين على درجة عالية من الكفاءة والتدريب بما يسهم في تشخيص وملاحظة التوحد. وبينت أن كل طفل يتم الكشف عن تعرضه لاضطرابات التوحد يتم إلحاق عائلته في خطة الإرشاد الأسري لاكتشاف المتأخرين إنمائيا التي طبقتها الوزارة اعتبارا من النصف الأخير من العام الماضي، وذلك لإرشادها بالطريقة الأمثل في التعامل مع حالة طفلها. وقالت إن آلية تطبيق المقياس تستدعي مرور الطفل بمجموعة من المراحل قبل الحصول على التقرير النهائي، منها المقابلة الأولية، حيث يعتمد المقياس على قائمة مسحية متخصصة أعدها أعضاء الفريق مكونة من 101 مؤشر، تسهم بدراسة حالة معمقة للطفل عن طريق إشراك أولياء أمور الطفل في عملية التشخيص، مما يوفر الكثير من المعلومات والملاحظات حول الطفل وسلوكياته، التي لا يمكن الحصول عليها من دون مشاركتهم. واستعرضت وفاء حمد بن سليمان أبرز المؤشرات التي يتم الاستعانة بها للتعرف على المؤشرات الأولية عند أطفال التوحد في المراحل العمرية المبكرة من عمر الشهرين وحتى خمس سنوات، بحيث تم تخصيص عدد من المؤشرات لكل فئة عمرية، توزعت بين عدم استجابة الطفل للأصوات العالية، وعدم إظهاره عاطفة لمقدمي الرعاية له سواء من الأم أو غيرها ولامبالاته بالألعاب وعدم استجابته لاسمه ولا يتعرف على الناس المألوفين وعدم تمكنه من الزحف والوقوف عند مساندته وعدم تمكنه من استخدام عبارات مكونة من كلمتين أو المشي بشكل ثابت، ولديه كلام غير واضح، أو يسيل لعابه، ويرفض اللعب مع الأطفال الآخرين، وإظهار سلوكا متطرفا عدوان أو حزن أو خجل أو خوف ولا يفرق بين الحقيقة والخيال وغيرها. واعتبرت أن مشاركة الأسرة وحديثها عن المشكلات السلوكية لدى طفلها، يجعل اختصاصي التشخيص والقياس يضعون ذلك في الاعتبار عند إدراجهم للتوصيات في تقرير الطفل التشخيصي، فيقوم الفريق بعد ذلك بملاحظة سلوك الطفل في جلسة مشتركة مع مجموعة من المختصين، ومن ثم تطبيق مجموعة من أدوات التشخيص، وفي الختام يجتمع فريق التشخيص لمناقشة الحالة، ووضع التصور النهائي والتوصيات، ومثل هذه الأمور لا تتوافر في الكثير من المراكز القائمة حاليا بسبب نظرتها الربحية، واستغلالها لأهالي هؤلاء الأطفال. ودعت بن سليمان الأمهات وأولياء الأمور إلى المبادرة بالانضواء في هذا المقياس، وعلى وجه الخصوص الذين ينتابهم القلق حول نمو أطفالهم تبعاً للمراحل العمرية المعني فيها، منوهة بأن المقياس سيتم تطبيقه في كافة مراكز الأمومة والطفولة. وأشارت إلى أهمية دور الأسرة لاسيما الأم ثم الأب في عملية الكشف المبكرة عن حالات التوحد مشددة على ضرورة أن ينتبها لجرس الإنذار الذي يتمثل في تدهور في أي قدرة من قدرات الطفل. وقالت إن دور الأهل هو الأكبر باعتبار، إن 50% في عدم تفاقم الحالة يتوقف على التشخيص المبكر لأن الأعراض في البداية يسهل علاجها بسرعة، وبالتالي التدخل المبكر، لافتة إلى أنه يمكن اكتشاف التوحد منذ الشهور الأولى لولادة الطفل. وأضافت أن هناك أسساً يجب الالتزام بها للتعامل مع الطفل قبل الكبر، مع التركيز على السلوكيات ورعاية الذات بشكل صحيح حتى لا يتأزم الأمر في فترة المراهقة، موضحاً أن هناك علامات فارقة ومؤشرات لمعرفة طفل التوحد منها عدم البكاء، وتصلب الجسد وعدم الارتباط بالأم وعدم التأثر بالأصوات أو الآلات مع تأخر الكلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©