الإعلان عن عملية أمنية عراقية في ديالى

أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس عن اقتراب موعد تنفيذ عملية عسكرية في محافظة ديالى المضطربة، متعهداً بمواصلة ملاحقة تنظيم ''القاعدة'' والخارجين على القانون، وتقديم التسهيلات لإعادة المهجّرين العراقيين داخل وخارج العراق إلى منازلهم· وفي حين قتل 10 من عناصر الصحوة وجرح 24 مدنياً في ناحية العظيم بمحافظة ديالى، وقتل 3 جنود أميركيين وأصيب 6 آخرون في المدائن، أكدت مصادر أمنية اعتقال 191 مطلوباً في العمارة والبصرة والحلة بينهم ضابطان كبيران، كما أعلنت القوات الأميركية تسليم الرمادي للعراقيين السبت المقبل· وقال المالكي في كلمة ألقاها في مؤتمر لعشائر ووجهاء محافظة ميسان، حيث تنفذ عملية ''بشائر السلام'' ضد الميليشيات الشيعية: ''استطاعت الحكومة رغم التحديات أن تواجه العصابات والقاعدة والخارجين على القانون''، وأضاف: ''هذه النجاحات تحققت من البصرة جنوباً إلى الموصل شمالاً، وغداً سنكمل في ديالى''، وتابع: ''لن نتوقف أبداً عن استخدام القوة في ملاحقة المتمردين، سنكمل مشوار قواتنا المسحلة في ديالى والموصل، ونهزم الميليشيات والقاعدة''· وأكد المالكي أن القوات العراقية ''ستذهب لأي منطقة يحصل فيها خرق'' للقانون، مؤكداً أنه ''أمامنا هدف كبير، وهو إعادة كل من هجّروا قسراً الى مناطق سكناهم كي يتعايشوا سنة وشيعة، كانوا يتعايشون بأخوة، ولابد أن نعيد هذه الصورة إلى العراق بعيداً عن الحسابات العنصرية والطائفية''· وتعهد بتقديم كل التسهيلات من أجل عودة المهاجرين العراقيين داخل وخارج العراق إلى منازلهم· وكان المالكي اجتمع مع كل من رئيس وأعضاء لجنة المرحّلين والمهجّرين والمغترِبين في مجلس النواب، ووزير الهجرة والمهجّرين عبدالصمد رحمن سلطان، ودعا ''إلى التركيز على الأبعاد الإنسانية للمهجّرين والابتعاد عن استغلال قضيتهم لتحقيق أغراض سياسية، لأن أطرافاً سياسية في الداخل والخارج تعمل على تسييس قضية المهجرين''· أمنياً، أعلنت مصادر عراقية مقتل عشرة أشخاص وإصابة 24 جراء سقوط قذائف هاون في ناحية العظيم بمحافظة ديالى، وأوضح مدير ناحية العظيم عبدالجبار العبيدي أن ''قذائف هاون سقطت على منازل وسط الناحية، وكانت تستهدف مبنى مديرية الناحية ومديرية الشرطة، لكنها أصابت المنازل المجاورة للمبان الرسمية''· وذكر رئيس صحوة العظيم عامر خزعل العبيدي أن القذائف استهدفت مجالس الصحوة في المنطقة، وأن القتلى العشرة من هذه المجالس، وقد سقطت القذائف على نقطة تفتيش تابعة للصحوة في المحافظة· من جهة ثانية، أكد العقيد مهدي الأسدي الناطق باسم شرطة ميسان ''اعتقال 75 مطلوباً للعدالة لارتكابهم أعمالاً إجرامية منذ انطلاق العملية في العمارة''، وأفاد أن ''بين المعتقلين عشرين شرطياً منهم ضابطان''، موضحاً أن ''قوة عراقية أميركية مشتركة اعتقلت أمس الأول العقيد جمعة دحام منحوش مدير مركز شرطة حطين، والرائد علي حسين أمر فوج طوارئ الشرطة بتهمة التعاون مع الميليشيات''، كما اعتقل أحد العاملين في مديرية جوازات ميسان بتهمة إصدار أكثر من خمسين جوازاً لعدد من المطلوبين قضائياً''· وفي البصرة، اعتقلت القوات الأمنية 76 مطلوباً، كما اعتقل 36 مطلوباً في مدينة الحلة بمحافظة بابل· وفي بغداد اعتقلت قوات الأمن ثلاثة مطلوبين ينتمون إلى ''القاعدة'' في الرضوانية، فيما تمكن اللواء 25 من اعتقال الإرهابي المطلوب عمر عبد خالد حمادي الكرطان في الشاكرية، وهو المسؤول عن تفجير عجلة مفخخة أمام الجامعة المستنصرية أدت إلى مقتل أكثر من 100 طالب وطالبة· وفي قضاء المدائن، أعلن الجيش الأميركي أمس أن ''جندياً أميركياً قتل وأصيب ستة آخرون بجروح في هجوم عدائي باسلحة خفيفة''، فيما افادت شبكة سي إن إن نقلا عن المسؤول العراقي بمقتل ثلاثة جنود أميركيين في المدائن· لكن مصادر أمنية عراقية أفادت أن ''أحد أعضاء المجلس البلدي للقضاء ويدعى رعد حمود عجيل أطلق النار على جنود أميركيين عند وصولهم إلى مقر المجلس''· إلى ذلك، ينتظر أن يسلم الجيش الأميركي المسؤولية الأمنية في محافظة الأنبار للقوات العراقية في مطلع الأسبوع المقبل، وستكون المحافظة العاشرة من بين 18 محافظة تعود إلى السيطرة الأمنية العراقية منذ الغزو عام ،2003 وأول منطقة للعرب السنة تتسلم المسؤولية الأمنية· وقال مأمون سامي رشيد محافظ الأنبار: إن مراسم التسليم ستجري يوم السبت المقبل، فيما قال الميجر جنرال جون كيلي قائد القوات الأميركية في غرب العراق: إن ''الأنبار حجر زاوية مهم، فهي تغير من طبيعة علاقتنا الأمنية هنا، وهذا لا يعني أن القاعدة هزمت، لكن هناك تحسناً في القدرات الأمنية العراقية''·