ساركوزي يدعو أمام الكنيست إلى وقف الاستيطان بالقدس

دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمام الكنيست ''البرلمان'' الإسرائيلي أمس، إلى وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية من أجل إحلال السلام· وقال ساركوزي في كلمة ألقاها في الكنيست في اليوم الثاني من ''زيارة الدولة'' التي يقوم بها إلى إسرائيل: ''لا يمكن إحلال السلام دون وقف الاستيطان''· وتابع: ''ثمة عرض قائم يحظى بدعم العديد من أعضاء الكنيست، ينص على إقرار قانون يشجع مستوطني الضفة الغربية على الرحيل مقابل تعويضات وتوفير مساكن جديدة لهم في إسرائيل· نعم، يجب إيجاد الظروف المواتية لحصول حركة''· وأكد أنه ''لا يمكن تحقيق السلام إذا لم يقاوم الفلسطينيون أنفسهم الإرهاب''، مضيفاً: ''لكن لا سلام أيضاً، إذا مُنع الفلسطينيون من التنقل أو من العيش بكل بساطة على أرضهم''· ورأى ساركوزي أن إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يتطلب أيضاً ''الاعتراف بالقدس عاصمة لدولتين وضمان حرية الوصول إلى المواقع المقدسة لجميع الأديان''· لكن ساركوزي كان واضحاً أكثر في حديث إلى صحيفة ''القدس'' الفلسطينية، حيث دعا إلى وقف الاستيطان الإسرائيلي ''بما في ذلك في القدس (···) المدعوة لأن تصبح عاصمة لدولتين'' إســـرائيل وفلسطين· وبينما كان ساركوزي يدعو إلى وقف الاستيطان، جرفت الآليات العسكرية للجيش الإسرائيلي، أكثر من مائتي شجرة زيتون مثمرة في بلدة بيت حنينا شمال القدس لبناء 1300 وحدة استيطانية· وقال معتصم تيم عضو قيادة حركة ''فتح - إقليم القدس'': إن عملية التجريف هذه ليست بالجديدة وتأتي في سياق الخطوات المستمرة لتهويد مدينة القدس، والاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية· وحذر تيم من خطورة الممارسات والإجراءات الإسرائيلية بحق مدينة القدس، داعياً إلى ''اتخاذ مواقف قوية وشديدة لرد المخططات الإسرائيلية الرامية لتهويد المدينة''· وطالب طاقم المفاوضات الفلسطيني مع الجانب الإسرائيلي، إلى إعلان موقفه بشكل واضح وصريح من مواصلة النشاط الاستيطاني في مدينة القدس· ودعا تيم إلى إطلاق حملة دولية من أجل مناصرة مدينة القدس ودعمها، وأشار إلى أن ''فتح'' ستنظم الجمعة المقبل مسيرة إلى مكان اقتلاع الأشجار· وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن الرئيس محمود عباس أشاد بخطاب ساركوزي في الكنيست ''خصوصاً موقفه من قضيتي الاستيطان والقدس''· وأضح: ''ان هذه المواقف الفرنسية التي أعلنها الرئيس ساركوزي، تجدد تأكيد المواقف الفرنسية الداعمة للقضية الفلسطينية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل وعادل يقود إلى سلام دائم في المنطقة''· وقال ساركوزي في المقابلة مع ''القدس'' التي نشرتها أمس: ''كما قلت مرات عدة، تجميد الاستيطان الذي شكل العقبة الرئيسية أمام السلام، أمر أساسي''· وأضاف الرئيس الفرنسي في المقابلة التي حصلت وكالة ''فرانس برس'' على نصها الكامل باللغة الفرنسية: ''ندين كل قرار أحادي الجانب يستبق التسوية النهائية، ويمس بقابلية الدولة الفلسطينية على البقاء وبالعملية السياسية الجارية''· ورداً على سؤال عن وضع القدس التي احتلت إسرائيل شطرها العربي الشرقي في يونيو 1967 وضمته، قال ساركوزي: ''إن فرنسا مثل باقي الأسرة الدولية تعتبر أن هذه المسألة يجب أن تدرج في إطار التسوية التفاوضية بين الطرفين طبقاً للقانون الدولي''· وتابع: ''لا يمكن أن يكون هناك سلام دون القدس (مدينة السلام) التي قدرها أن تصبح من وجهة نظري عاصمة للدولتين''· وأضاف: ''بطبيعة الحال، سيقوم المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي، وفي الوقت المناسب، بالمساهمة عن طريق ضمانات في وضع حلول عملية، من أجل ضمان تنفيذ الاتفاق، ولاسيما فيما يتعلق بمسألة الوصول إلى الأماكن المقدسة''· وفي مبادرة فسرها المسؤولون الفلسطينيون على أنها دعم لمطالبهم بالقدس الشرقية، وضعت وزيرة الداخلية الفرنسية ميشال إليو ماري مساء الأحد، اكليل ورد باسم الرئيس الفرنسي على ضريح فيصل الحسيني القيادي الفلسطيني الذي كان مكلفاً بملف القدس قبل رحيله في 2001 ودفن في باحة المسجد الأقصى· وحول قطاع غزة التي تسيطر عليها حركة ''حماس'' منذ يونيو من العام الماضي، قال ساركوزي: ''لا أنسى غزة التي ستكون جزءاً من الدولة الفلسطينية المقبلة''· وأضاف: ''هناك مليون ونصف المليون من الرجال والأطفال والنساء المحتجزين في القطاع''، معتبراً أن ''استمرار الحصار أمر غير منتج ويؤدي إلى معاقبة السكان المدنيين عقاباً جماعياً''· وتابع: ''بطبيعة الحال وقف إطلاق النار أمر ضروري· ينبغي أن يتوقف الإرهاب· وعلى السلطة الفلسطينية إعادة إحلال النظام· ينبغي أن تفتح إسرائيل نقاط العبور ويجب تأمين إمدادات البضائع والأدوية والوقود إلى قطاع غزة''·