الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثمرة الإهمال

10 مايو 2010 20:13
منذ السبعينات تقريبا لم نر جرذاً في الشوارع.. ونحن نقول جرذاً وليس فأراً لأن هناك اختلافا هائلا في الحجم والشكل، والضرر ما بين الجرذ والفأر. واليوم وأنت تقود مركبتك في أي شارع قد تلاحظ كائنا مدهوسا على الطريق. قم بالتدقيق فهو ليس هرة صغيرة ولكنه جرذ، فقد ضاقت بالجرذان الأماكن فخرجت لأماكن أرحب، ربما تكون العمارة التي أنت تسكن بها وربما يكون منزلنا، فمنذ فترة تزيد عن سنة والجرذان الميتة في الشوارع باتت منظرا ربما يكون عاديا لفئات من البشر، ولكنه ليس بالمنظر العادي في نظر الكثيرين الذين يعلمون أن أقسام الصحة في البلديات، لديها ملايين الدراهم خصصت سنويا من أجل الصحة العامة ومن أجل نظافة الإمارة. نحن نعلم أن هناك مفتشين على المطاعم وعلى محال البيع والشراء، وأن هناك حاويات أمام المنازل في المناطق السكنية وغيرها لجمع النفايات، ولكن كم عدد المرات التي يتم خلالها التفتيش على المناطق السكنية التي تعشش فيها عدة عائلات في شقة واحدة؟ من أجل تقاسم الإيجار، وكم عدد الزيارات التفتيشية التي تقام لسكن العمال في أي منطقة من مناطق الإمارات؟، لأن الكثير من الإهمال من حيث النظافة يحدث في تلك المناطق نظرا لعدم اهتمام السكان بالنظافة، سواء في تلك الشقق أو في المجمعات السكنية للعمال. نتيجة ذلك تراكمت القاذورات وبواقي الطعام داخل وخارج المساكن، مما يجعلها بيئة صالحة تتكاثر فيها القوارض وتفيض من كثرتها إلى الشوارع، رغم أن هناك عيونا المفترض بها ملاحظة أية ممارسات غير نظيفة، وإنذارها ثم إنزال العقوبات عليها في حال عدم إزالة ما يسبب حدوث أمراض وانتقال أسبابها إلى المناطق النظيفة، خاصة أن بيننا فئات تربي الجرذان وتقدم لها الحليب والطعام لأنها مقدسة في ديانتهم، والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يخترق المفتشون تلك الشقق السكنية التي تعج بعدة أسر، تفوح رائحة ما بداخلها لخارج المكان. ومن الطبيعي أن أي مفتش إذا قضى عدة ساعات في تلك المناطق وحول تلك العمارات في حملة مراقبة، فسوف يرى الصراصير والفئران والجرذان تخرج من هناك. السواد الأعظم يعلم أن انتشار تلك الكائنات في بلد، يرتبط بانتشار وفي الطاعون، فهل خلت خططنا لمكافحة هذه الظاهرة؟ أسئلة كثيرة ورغم ذلك ستبقى الجرذان ميتة في الشوارع كدليل على تواجدها بكثرة، وننتظر أن يتم وضع آليات وطرق للتفتيش على الشقق القذرة والمجمعات السكنية التي يهملها سكانها، على أن يتم اختيار مفتشين من الدولة وليس من الجنسيات الأخرى، فربما يؤدي ذلك إلى مزيد من الدقة والنظافة وعودة الصحة لبيئتنا المحلية. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©