الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف قرية «ملتقى العائلة» بوابة عبور إلى سحر التراث

متحف قرية «ملتقى العائلة» بوابة عبور إلى سحر التراث
18 مارس 2012
يواصل الفريق التطوعي «بادر، فكر، تطوع» نشاطه المجتمعي ومهمته الخدمية، حيث ينطلق أعضاؤه بالزائر عبر بوابة الزمن الماضي في قرية ملتقى العائلة في دبي، كمرشدين متطوعين في المتحف التراثي الممتد على مساحة أربعة آلاف متر مربع، الذي قدم الكثير من المعلومات والمعرفة حول مفاهيم حياة الأجداد والطقوس اليومية التي اعتادوا على ممارستها، من خلال بيئة تجسد فيها الكثير من تفاصيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية قديماً. ركز الشباب المتطوعون على تعريف الزوار بما يزخر به المتحف التراثي الذي ينطوي على محطات مختلفة ثرية بالمعرفة، جعلتهم يعيشون أجواء القديم ببساطته وأصالته ويطلعون الزوار على مكنوناته وسحره، من خلال مشاهد تمثيلية مبسطة قام بها هؤلاء الشباب المتطوعون الذين بلغ عددهم 20 متطوعاً، وزعوا في مختلف محطات المتحف ليقوم كل منهم بنشاط تعريفي حول المكان. ويمارس المتطوع وليد موسى نشاطه وعمله في ركن المتحف وفي بيئة الحياة البدوية، ينقل أغصان السمر اليابسة، ويعيد ترتيبها وتخزينها في مكان جاف، حيث اعتاد أهل البادية على مزاولة أعمال قطع الحطب وحرقه لإنتاج الفحم وبيعه في المدن أو عند الحضر. محطة مهمة وقال وليد: هناك الكثير من المعارف التي يزخر بها المتحف التراثي، باعتباره محطة مهمة تثري جعبتنا التراثية، حتى نستطيع أن نرد على كل الاستفسارات التي قد يطرحها الزائر، وإزالة الغموض بطريقة موجزة ودقيقة ومبسطة، فحاولنا نحن كمجموعة من المتطوعين أن نحول المكان إلى بيئة نابضة بالحياة والحركة، من خلال الأدوار التي قمنا بها في زوايا المكان، وعند كل نقطة منها، فأحسسنا بأننا جزء من هذا المكان، ومن هذه البيئة التي تفوح من جنباتها رائحة الماضي وتراثه الذي يظل حاضراً في النفوس. لم يكن دور المرأة قديما بأقل من مهام الرجل فهي تساهم أيضا في الكثير من المسؤوليات وتوفير الاحتياجات اليومية للأسرة، كجلب الحطب وسحب الماء من البئر ونقله، وبيع بعض المنتجات الزراعية البسيطة كالخضراوات إلى جانب أعمالها المنزلية التي لا تنتهي، وهذا ما تحاول أن تعرف به المتطوعة ريم العماري زوار متحف التراث: من الجميل أن تمارس مهنة تراثية كان الأجداد يزاولونها يوما ما، وتستمتع بتلك اللحظات التي تعيدك لدقائق عبر مشاهد وصور غيبها الزمان وظلت مجرد ذكرى ورواية عالقة في أذهان الأجداد يتداولونها من حين إلى آخر، مؤكدة أنه تقع على عاتق كل فرد منا مسؤولية نشر الثقافة والتراث والمساهمة في تعريف الآخرين به وإحيائه مجددا، فهو واجب وطني يحتم علينا أن نصون هذا التراث ونكشف عن أوجهه المختلفة للزوار. وأضافت، كانت مشاركتنا كمرشدين متطوعين في متحف التراث بقرية الملتقى، فرصة رائعة، حيث قمت بتجسيد حياة المرأة البدوية التي لا تكل ولا تمل من أعمالها اليومية الشاقة التي تقوم بها بكل رضى وصبر، من جلب الحطب، وحياكة السدو، ورعاية الأبناء وغير ذلك من المهام. حياة البدو وأشارت ريم العماري إلى أنها اتخذت مقعدها في زاوية حياة البدو، لتعرض للزوار جانباً من الأعمال التي كانت تقوم بها المرأة البدوية، ونشاطاتها المتعددة، منها خض اللبن، حيث يتم ذلك في وعاء خاص يسمى سقي اللبن وهو مصنوع من الجلد ومعلق في السباي «حامل سقاء اللبن»، ومكون من ثلاث أخشاب من الجريد، وعادة ما يتم خض اللبن لمدة ساعتين لإنتاج الزبدة. وبينت أنه بقدر ما كان العمل مجرد مشاهد تمثيلية نعرف الزوار ببعض أوجه الحياة المحلية القديمة، إلا أنها بالفعل عاشت أجواء القديم وسحره في بوابة متحف التراث. من جهتها، تشير المتطوعة العنود أحمد حول مشاركتها في متحف التراث، إلى أنها جسدت دور المرأة قديماً، والتي لم يتوقف عملها في حدود المنزل، وإنما شاركت الرجل في تحمل المسؤولية وأداء الأعمال الشاقة، فكانت تترد على الأسواق منذ الصباح الباكر لتبيع ما أنتجته يداها من منتجات مصنوعة من الخوص وغيرها، أو تبيع الخضراوات للمارة، وتعود إلى بيتها وهي محملة بالأسماك لتكمل عملها في إعداد الطعام لأسرتها. وقالت العنود: كانت رحلة المرأة في الحياة شاقة لا تهدأ، وهي تواصل اليوم مسيرتها وتمارس دورها وعملها إلى جانب الرجل وتشاركه مهام الحياة أسوة بالمرأة قديما. وأشارت إلى أنها شاركت في السوق الشعبي الذي يحمل رائحة التوابل وصنوف البضائع القديمة والمهن التي زاولها الأهالي، وعرفت الزوار بطبيعة الحياة الاقتصادية قديما، وطبيعة المحال وأدوارها وماذا يقدم ويعرض فيها من منتجات، مؤكدة أهمية اطلاع المرء على ماضيه وطبيعة الحياة، التي تعلم منها الأهالي الصبر والجلد والشدة، ليصيغوا مواردها البسيطة إلى منتجات فريدة ومتميزة كانت كفيلة بسد احتياجاتهم اليومية. العادات والتقاليد فيما أرادت المتطوعة فاطمة مصطفى أن تبرز جانباً من العادات والتقاليد المحلية المتمثلة في زهبة العروس، وكل ما يتعلق بها من ملابس وذهب، من خلال شرح بعض مسميات اللبس التقليدي للعروس، إلى جانب ما كانت ترتديه من قطع ذهبية كالمرتعشة وهي عبارة عن قلادة تلف على النحر وتتدلى منها سلاسل ذهبية ذات نقوش ناعمة، أما الطاسة فهي نوع من الحلي ذو قاعدة مستديرة توضع على الرأس وتتدلى على جوانب الوجه ومن الخلف سلسلة عريضة من الذهب، أما الحيل وهي عبارة عن أساور لليد، والحزام، والكواشي عبارة عن أقراط تزين بها الأذن. وقالت: من خلال هذا الركن يمكن للزائر أن يطرق غرفة العروس لاستقباله وأخذه في جولة سريعة وثرية ليتعرف على نمط العرس التقليدي قديما، لذلك استفدت كثيرا من هذه التجربة وتعرفت على جوانب مهمة من مفاهيم تراثية قديمة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©