السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عرس تراثي على كاسر الأمواج في أبوظبي

عرس تراثي على كاسر الأمواج في أبوظبي
18 مارس 2012
شهدت القرية التراثية بمنطقة كاسر الأمواج في أبوظبي أمس الأول سلسلة من الفعاليات التراثية التي تنوعت بين تحضير الأطعمة التراثية، ورقصات الحربية، إضافة إلى عرض بيوت الشعر المختلفة، والخيل والإبل، وسائر ما كانت تعتمده البادية في زمن الأسلاف من طرائق عيش، وذلك بتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، في إقامة مهرجان تراثي شهري. توافد عدد غفير من الزوار عصر أمس الأول ، إلى القرية التراثية حيث تابعوا باهتمام وشغف مختلف الفعاليات التي نظمها النادي للمهرجان التراثي للقرية التراثية لشهر مارس الجاري، والمتمحورة حول جملة من الأنشطة التراثية النابعة من الموروث الشعبي للدولة، وذلك بهدف إحياء مفردات التراث، وترسيخ الصلة بين الأجيال والمحافظة على تراث الدولة الوطني، وللاستفادة كذلك من المكانة البارزة التي تشغلها القرية التراثية. مأكولات تراثية بحضور أعداد ناهزت الآلاف، توزعوا بين مواطنين ومقيمين، انطلقت فعاليات المهرجان التراثي عصر أمس الأول، حيث تقاطعت انطباعات الحضور عند ابداء الإعجاب بالطبيعة الخلابة التي تجسدها القرية، والتي ساهمت برودة المساء في منحها مناخاً ساحراً، إضافة إلى معالمها الهندسية المستندة إلى ثنائية البساطة والروعة، وقد جال الزوار في مختلف أرجاء القرية، وتوقفوا طويلاً عند الجناح المخصص لإعداد الأكلات الشعبية، حيث تذوقوا بشغف جلي أصناف اللقيمات، وخبز الجباب والمحلى، دون أن يتخلوا عن القهوة العربية كخاتمة بديهية لهذه التشكيلة المتقنة، حيث تولت أمهات من المشغل النسائي في القرية التراثية وفي منطقة السمحة، مهمة إعداد الوجبات بسرعة واتقان تلبية للطلب المتزايد من قبل الضيوف، الذين كانوا يتذوقون أحد الأصناف ثم يندفعون في طلب المزيد منه. السيطرة على الموقف وتوضح شيرينه خادم الرميثي التي كانت منهمكة في اعداد الفقاع، أنها تمكنت من تقديم منتجها الى كل من طلبه منها، بالرغم من أنها كانت تتعرض للضغط في بعض اللحظات لكنها سرعان ما تعاود السيطرة على الموقف، وعندما نسألها عن سر النكهة المميزة في الفقاع، وما الذي يجعل الطلب عليه مرتفعاً، تكتفي بالرد: هو عبارة عن طحين وخمير وسكر وملح وماء.. وتضيف: يحتاج الى ساعة من الوقت قبل أن يقلى. كذلك توضح موزة محمد المزروعي أنها لم تجد صعوبة في امداد الضيوف بحاجتهم من اللقيمات، وأن بعضهم كان يطلب المزيد، لكن ذلك يفرحها ولا يزعجها بأي حال، ذلك أن اكرام الضيف عادة متأصلة. الحربية تسرق الاهتمام على مقربة من الجناح المخصص لإعداد الطعام التراثي خصصت ساحة واسعة لتقديم فعالية الحربية، حيث توزع أعضاء فرقة الفنون الشعبية المشاركة على مجموعتين متقابلتين، وراحوا يتبادلون الأبيات الشعرية الملحنة، مع الحفاظ على الوزن والقافية، وسط حضور حاشد حرص على متابعة السجال الشعري المحبب حتى نهايته. وفي هذا الصدد أوضح الموسيقي خالد علي الروشدي الذي كان يرافق الحربية على آلة «الأورج» ان الألحان العائدة للحربية جرى تطويرها وتطويعها بما يجعلها قابلة للعزف على الآلات الموسيقية الحديثة، بعد أن كانت في الماضي تعتمد على الطبل وحده، وأحياناً كانت تستوحي الإيقاع الداخلي وحده، أي دون آلة موسيقية.. ويشير الروشدي إلى أن الألحان المعتمدة هي ألحان متوارثة في الخليج العربي عامة، وإن كان لدولة الإمارات بعض الخصوصية على هذا الصعيد. الشاعر دائماً بدوره الشاعر خالد عبدالله الشبلي الذي كان يتولى إمداد إحدى المجموعتين المتقابلتين بأبيات الشعر أوضح أن الحربية هي أقرب إلى المبارزة الشعرية المحببة حيث يكون هناك شاعران أو أكثر يتوليان تلقين كل مجموعة بيتين من الشعر يجري انشادهما ملحنين، لترد المجموعة الأخرى ببيتين موازيين يحافظان على اللحن والقافية، مشيراً إلى أن “الشلة” أي المحتوى الشعري المنشود، بوسعها أن تحتمل الطبيعة الحربية أو الغزلية أو التراثية، أو سواها. من جانبه أكد الشاعر سالم الفني الذي كان يواجه خالد الشبلي في المجاراة الشعرية القائمة أن الحربية عبارة عن فن خليجي بالغ القدم، وهو كان يستخدم في الاحتفال بالنصر حيث كان المحاربون العائدون من معارك رابحة يقيمون لوحاتهم الشعرية المتباهية بالإنجاز. ويشير الفني إلى الشاعر يلقن أعضاء مجموعته أبياتاً شعرية مرتجلة، على أن تكون ملتزمة المعنى، ومحافظة على ايقاع الوزن والقافية، وهو ما يستدعي وجود موهبة شعرية حقيقية وليس مجرد قدرة على النظم الهادىء. مشاركات وقد كان لإدارة الأنشطة والسباقات البحرية في نادي تراث الإمارات مشاركتها البارزة في المهرجان من خلال جناحها الخاص الذي كان نقطة جذب للعوائل وأطفالهم من أجل الحصول على المطبوعات والمجلات والمطويات التعريفية بأنشطة وفعاليات النادي المقدمة لطلاب وطالبات مراكز النادي للبنين والبنات. فضلاً عن إعداد القرية التراثية للنخي” الحمص” والباقلاء” التي أقبل على تناولها جمهور المهرجان التراثي بالقرية التراثية. كما خصصت وحدة البحوث البيئية جناحاً عرضت فيه صور الأنشطة البيئية التي أقامتها على مستوى إمارات الدولة، وتوزيع بعض النشرات الخاصة للمحافظة على البيئة المحلية. صرح تراثي في ختام فعاليات المهرجان التراثي للقرية التراثية لشهر مارس الجاري عبر إبراهيم الحمادي مدير القرية التراثية بالإنابة عن سروره للإقبال الجماهيري على القرية التراثية بصفة عامة، ولفعاليات المهرجان التراثي الذي يستمر ليوم واحد من كل شهر، وللدعم الذي تلقاه القرية من قبل سمو رئيس النادي لتفعيل دورها الريادي في نشر وترويج الثقافة الشعبية بين أبناء المجتمع المحلي والزائرين معاً. وأضاف الحمادي، أنه علاوة على فعاليات المهرجان ليوم أمس الأول فقد تم تفعيل مرافق القرية التراثية التي زارها الجمهور مثل منطقة البيئة البرية، وبيت البحر، والبيئة الزراعية، والمشغل اليدوي النسائي، والسوق الشعبي وما يضم من دكاكين للحرف الشعبية، وزيارتهم لمعرض السوق الشعبي، ولمتحف القرية التراثية، والمنطقة الأثرية، والمقهى الشعبي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©