السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي عبد الكريم يهدي «بطاقة محبة» للإمارات

علي عبد الكريم يهدي «بطاقة محبة» للإمارات
18 مارس 2012
فنان كبير اكتشف موهبته الغنائية في وقت مبكر الفنان سعد عبد الوهاب وأخذه إلى الإذاعة، لتبدأ رحلته مع مشوار الطرب الأصيل عبر الأثير. إنه الفنان والشاعر السعودي علي عبد الكريم الذي يذكرنا بالتراث العريق لفن الطرب والغناء في الجزيرة العربية منذ القدم، والذي امتد ليشمل طلال مداح ومحمد عبده، ويرى عبد الكريم أن رصيده في قلوب المحبين والمعجبين به أهم من أي مردود مادي، وهو يعتز بجميع أصدقائه من الشعراء والفنانين وغيرهم، وكان لـ “الاتحاد” معه هذا اللقاء بمقر إذاعة “إمارات إف إم”، حيث جاء ضيفا على جلساتها الطربية. الفنان علي عبدالكريم، قامة فنية تحتاج إلى الغوص في بدايات تجربته بين القديم والحديث، فيقول عن تلك المسيرة: بين فترة وأخرى لابد للفنان أن يعيد ترتيب أوراقه، يتأمل أي تغيرات على الساحة والوسط الفني، وعليه أن يواكب هذه التغيرات. ولأن جيل الرواد كان محاطا بكنوز التراث قبل أن تفاجئه حداثة العصر، تساءلنا هل كانت هناك صعوبة للخلط بين التراث وعالم الحداثة في الفن، وهنا يؤكد: “لا.. بالنسبة لي لم أواجه صعوبة، لأني شبيت على الموروث الفني، فقد تربيت أصلا منذ صغري على ألوان من الفنون الشعبية “الفلولكلور”، لذلك لم أجد صعوبة في تقديم مثل هذه الألوان”. ويضيف: لقد سعدت جدا بمشاركتي في جلسات إمارات إف إم، وسعدت أكثر بوجودي في أبوظبي، فأنا أحبها كثيرا وزرتها لأكثر من مرة، كما أن الجلسات كانت ليلة رائعة مع جمهور رائع وأجواء جميلة. طفولة وموهبة أما عن مرحلة الطفولة، ودورها في بناء الشخصية، وكيف يتذكرها الفنان بعد هذه المسيرة من النجاحات، يوضح عبد الكريم: “كنت طفلا في عمر تسع سنوات، والموهبة كانت واضحة عندي حيث كان صوتي جميلا، وكان المدرسون يطلبون مني الغناء، وكانت لرعايتهم وتشجيعهم لي أهمية كبيرة، وستظل ذكريات جميلة”. وعن الكورال وتدريب الصوت منذ الصغر، ودوره في تكوين الشخصية الفنية، يؤكد عبد الكريم أن كثيرا من الفنانين خرجوا من بوتقة الكورال مثل الفنانة الكبيرة فيروز، وعبدالله الرويشد وأنا، وغيرنا، حيث كان للكورال دور في اكتشافنا ومسيرتنا. ويعود عبد الكريم بذاكرته إلى أيام المدرسة من جديد، ويقول: “كنا أطفالا صغارا، وجاء ذات مرة إلى السعودية الفنان الكبير سعد عبد الوهاب، وهو ابن أخ الموسيقار محمد عبد الوهاب، لينفذ ويلحن أناشيد للمملكة، واكتشف أن صوتي حلو، وجمع تقريبا 15 طفلا وأخذنا إلى الاستديو وبدأنا نغني، وهذه ذكريات لطيفة ولا يمكن أن أنسى فضل ذلك الفنان في اكتشافي منذ الصغر وتشجيعه لي عندما قال إن صوتي جميل”. تشابه الأصوات ويحدثنا علي عبد الكريم عن مجال الحركة الفنية والثقافية في الخليج بشكل خاص وفي المنطقة عامة، فيرى أنه شيء جيد ومفرح لكنه يستدرك ويقول: “في السابق كان يوجد تميز في الأغنية الخليجية، وكانت الهوية والملامح واضحة، على الأقل كنا نعرف أن هذا صوت إماراتي، وهذا كويتي، وهذا سعودي، الآن اختلط الحابل بالنابل، للأمانة ما عاد هناك إمكانية للتفرقة بين هذا وذاك، ففي السابق كانت موسيقانا مميزة والفنانين يعون هذا الكلام، الآن كله صار خليطا، لكن تبقى الموهبة هي الأهم، فهي التي تشير إلى التميز والخروج من دائرة التشابه. وبالنسبة للشعر المغنى وكيف يراه، يقول: “الشعر حسب ثقافة الشاعر وفكره واتساع أفق تفكيره، الآن صعب أن نحصل على أغنية تترك أثرها أو تطرب، هناك أحد الشعراء الكبار كتب “يا طيب القلب”، ثم كتب “رهيب والله رهيب” وكسر الدنيا، لماذا؟ لأن الأغنية كانت مميزة، لذا نريد السير على هذه الوتيرة، وعندما نجحت أغنية “بنلتقي”، كانت كلمة جديدة لفايق عبد الجليل، كما نجحت “بحر الإثارة”، ويا “راوية”، و”أنا أشهد أن البدو” لأن هذه الأغاني كانت جديدة من ناحية الفكرة، أما الآن فتضاربت الأفكار وصار كله متشابها، كما أننا تأثرنا بالموسيقى الغربية وغيرها وأصبح عندنا تقليد أعمى، لذا يجب أن يكون للخليجيين بصمة، حتى لا تضيع هويتنا”. النجدي والبشتوني وحول الأغاني الجديدة التي قدمها أخيرا، ومنها أغنية “أحاول” وهي خليجية تجمع بين اللون النجدي والبشتوني، يقول: “أحب أن أستمع للألحان المختلفة، هندي، باكستاني، أفغاني، وسوداني، فلابد لأي فنان من أن يكون مطلعا وملما بكل موسيقى العالم، لا أقصد السرقة أو الاقتباس، لكن يجب أن تكون عند الفنان عصارة، والكثيرون يفكرون أن الأغنية الباكستانية أغنية هندية لأننا تعودنا على أغاني الأفلام الهندية، ولكن الأغنية الباكستانية مستقلة ولها لونها الخاص، ولديهم إيقاع عجيب درسته وعملت له توليفه وعملت أغنية بشتونية، وهم يقولون بشتو، لكن طبعا الكلام عربي واللحن عربي، ونجحت جدا، وعندما كنت أحضر إلى أبوظبي كان لابد أن أصطحب معي إيقاعيين من أجل أن أقدم أغاني مختلفة في اللحن والإيقاع. وعن عمل وطني جديد يجهز له عبد الكريم، ويخص الإمارات، يقول: العمل يحتاج إلى وقت، ليس المهم أن أطلع في برنامج وأقول بعض المقاطع. لا، أنا أرفض مثل هذه الطريقة. وهذه الأغنية من كلمات سالم الخالدي واسمها “بطاقة محبة” وهي مهداة مني ومن الشاعر الخالدي للإمارات، ويقول مطلعها: بالنيابة عن فؤادي/ أعلن أشواقي وحبي/ أنت الغلا والبداية/ وأنت النهاية السعيدة/ حبك وقربك كفاية/ وهذا طموحي وعيدي”. ضريبة الشهرة وحول الإشاعات التي تلاحق الفنانين الكبار، وكانت آخرهم الفنانة الكبيرة فيروز، يرى علي عبد الكريم أن الشهرة لها ضريبة، وضريبتها هي الإشاعات، موضحاً: “أنا أفتكر في إحدى المرات صحوت من النوم على أكثر من 90 اتصالا والجميع يسألون “أنت طيب؟”، وعلمت فيما بعد أنهم سمعوا أني تعرضت لحادث على طريق مكة، أنا وأحد أصدقائي، وتوفينا، وهذه أشياء عادية وطبيعية تحصل، وهي ضريبة الشهرة”. حول الشعر، ولمن يقرأ عبد الكريم من الشعراء. يجيب بصراحة: “بالنسبة لي، ليس عندي كاتب أو شاعر معين، لكن هناك شعراء كثر أعتز بهم، مثل الشاعر خالد الفيصل، الأمير بدر بن عبد المحسن، وإبراهيم الخفاجي، وسالم الخالدي، وكلهم رموز للأغنية الخليجية، أما بالنسبة لقراءاتي، أقرأ لأنيس منصور، إبراهيم ناجي، أحمد شوقي، ونزار قباني، وأنا أيضا أكتب الشعر كهواية، وقد كتبت العديد من كلمات الأغنيات التي قدمتها، منها “هلا هلا”، و”أشهد أن البدو”، وغيرهما.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©