الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طالب القاسمي: لم أبتعد يوماً عن هموم الناس

طالب القاسمي: لم أبتعد يوماً عن هموم الناس
21 أغسطس 2009 23:05
ابن «جلفار قديما»، ورأس الخيمة حالياً، التي أخذت لها موقعاً جغرافياً متميزاً، وقد تربى اللواء الشيخ طالب بن صقر القاسمي - مدير عام شرطة رأس الخيمة بين مناطق رأس الخيمة المختلفة التضاريس، وحيث تتميز بسلسلة جبال شاهقة وشواطئ فضية تمتد على مساحة شاسعة بالإضافة للسهول والوديان والكثبان الرملية العالية ذات الرمال الذهبية. تجري في عروقه دماء أجداده القواسم الذين وهبوا أنفسهم لتوطيد أركان الكيان العربي، وكان القواسم قوة عسكرية، وامتاز رجال هذه القبيلة بالصلابة والشجاعة، وكثيراً ما أثاروا القلق في قلوب المستعمرين الأجانب في منطقة الخليج العربي الذين أشاعوا أن ما يفعله القواسم ما هو إلا «قرصنة»، لكنها في الواقع كانت حرباً دفاعية لإجلاء المستعمرين عن السواحل العربية، وتعبيراً عن رفضهم واستيائهم من نظام الضرائب المفروض عليهم في وقتها. نشأ اللواء الشيخ طالب بن صقر القاسمي نجل صاحب السمو حاكم رأس الخيمة في قصر يتداول الأمجاد، وترددت على مسامعه قصص صمود الأجداد أمام الغزو البريطاني، وقد بلغت أساطيل القواسم ذروة قوتها عام 1803، وبلغ عدد السفن 63 سفينة كبيرة، و 800 سفينة صغيرة، و20 ألف ملاح، كما ارتبط أجداد اللواء الشيخ طالب بعلاقات جوار طيبة مع قبائل بني ياس. مرحلة الطفولة وقضى اللواء الشيخ طالب طفولته بين أرجاء مناطق رأس الخيمة المختلفة التي تغري على التجوال بها يومياً، وكان يحب أن يقضي أوقات الفراغ عند أخواله من قبيلة «الخواطر»، ولا شك أن الرجال قديما كانوا أصحاب أعمال حره أيضاً، كإدارة مزارعهم أو سفن الصيد أو توفير أفراد لرعي المواشي والإبل. كان ذلك يتيح أوقاتا للتجوال والترحال في منطقة «الدقداقة الذهبية» ذات الأشجار الوارفة الكثيفة، والتي تعتبر «مقايل» للناس الذين يفدون من مختلف إمارات الدولة ومناطقها. يقول اللواء الشيخ طالب: «كان هناك فرص كثيرة مواتية لأن تكون مرحلة الطفولة مليئة بالصور التي لا تمحى من الذاكرة، وخصوصا صور الناس البسطاء وهم يمارسون حياتهم اليومية بكل تفاصيلها، ولم أنفصل يوماً عن الناس، وكنت أحب وأسعد بالاحتكاك بمختلف الطبقات وأنسجم مع المشهد المحيط بي بكل ظروفه وطقوسه، وبمختلف الفئات من الناس، وعشت حياتهم ومعاناتهم اليومية من أجل كسب القوت والعيش، أو خدمة الغير، وكنت أقف طويلا لأراقب وأتأمل ما يفعله الناس من حولي منذ الصغر». يقول اللواء الشيخ طالب: «إن الأمطار التي كانت تهطل على رأس الخيمة قديما كثيرة وشديدة الغزارة لدرجة أن «الحوار»- صغير الناقة- كان لا يرى من طول وكثافة الأعشاب التي كانت تنمو، فكنت أقضي وقتي في منطقة «أذّن» مع أخوالي، حيث يذهبون إلى حظائر الإبل، كما كانوا يذهبون إلى«الطوي»، وهي أحد الآبار المشهورة حيث أشاهد الأهالي وهم «يروون»- يجلبون الماء - من البئر». كانت «عين خت» من أهم المناطق بالنسبة للشيخ طالب، وهي عين مياه كبريتية تقع في منطقة «خت»، وأصبحت هذه العين الأثيرة معروفة لدى طالب - الطفل آنذاك - بأنها حبيبة على كل سكان الإمارات على مر العصور، لأنها من أبرز المناطق السياحية، لأن بها آثارا وجبالا وأودية وسهولا، ولا تخلو من أشجار كثيرة بالإضافة إلى النخيل». وبين الجبال تفجرت ثلاث عيون من المياه الحارة المحتوية على المعادن والأملاح الطبيعية والكبريتية، لذلك تستخدم للاستشفاء، لذلك لا تنسى ذاكرته القوافل التي كانت ترد المكان مصحوبة برجال ونساء وأطفال يأتون طلبا للتداوي بمياه العين، ويقول: «أعشق هذا المكان، ومازالت هذه الصور في خيالي ولا أنساها حتى اليوم». في نهاية المرحلة الإعدادية تعرض اللواء الشيخ طالب لحادث سيارة، وسافر للعلاج في أميركا، لكن ذلك لم يمنعه من أن يكمل تعليمه، فقد عرف أن علاجه يحتاج لشهور طويلة، فقرر دراسة الثانوية هناك، فقدم على الشهادة الثانوية وأنهى السنتين في عام واحد، وفي سن المراهقة لم يتأثر بثقافة الآخر إلا في الإقبال على التعليم، والانهماك في التطلع إلى المستقبل، والسنوات التي أصبحت حاسمة في حياة شاب ينتقل من حياة القصور إلى حياة الغربة والاعتماد على الذات وتكوين الرأي والثقافة والخبرة، والاطلاع على العالم من حوله. في القوات المسلحة بقي اللواء الشيخ طالب ثلاثة أشهر في القوات المسلحة في الإمارات، لكن الطموح والتخصص كانا ملازمين له، وظل هاجس الأمن والأمان يشغل تفكيره، فقرر السفر ليلتحق بالكلية الحربية البريطانية «سانت هيرست»، حيث عاش كجميع أبناء الأمراء والشيوخ الذين يلتحقون بهذه الكلية الشهيرة بدراستها الجادة المتميزة، والتي لا تفرق القوانين فيها بين طالب وآخر لأي سبب من الأسباب. وتخرج في 10-4-1981 وعاد ليعمل ضمن القوات المسلحة حتى عام 1995، حيث تم نقله بناء على أوامر صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم رأس الخيمة إلى جهاز الشرطة، لما عرف عنه بالنظام والانضباط وحب الالتزام بالمواعيد.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©