نساء وأطفال مغرر بهم لتنفيذ هجمات انتحارية في العراق

قتل العديد من أبناء الشعب العراقي منذ عام 2004 بطرق متعددة سواء كانت عن طريق السيارات المفخخة أو الاغتيالات أو العبوات الناسفة أوقذائف الهاون أو الهجوم المسلح، بيد أنه تنامت ظاهرة جديدة جرى استخدامها من قبل المسلحين وهي استخدام النساء والأطفال كدروع بشرية لتفجير أنفسهم واستهداف أكبر عدد من العراقيين· جاء ذلك في تقرير لمرصد الحقوق والحريات الدستورية ومقره بغداد أشار فيه إلى أنه بعد تصاعد الإجراءات الأمنية في جميع محافظات العراق وتراجع أعمال العنف، تنامت تلك الظاهرة الجديدة التي جرى استخدامها من جانب الجهات ''الإرهابية'' حيث يجرى التغرير بالنساء والأطفال وإقناعهم واستغلال الظروف السيئة التي يعيشونها و''بذلك نكون في مواجهة خطر من نوع غير معهود سابقا له أسبابه وله آثاره التي قد تتعدى الوسائل المستخدمة سابقا من آثار على المجتمع العراقي كافة وبالتالي الإخلال بالجهود المبذولة في إحلال السلام والاستقرار في العراق''· وأضاف التقرير أن من الأسباب التي تدفع النساء إلى الاشتراك في تلك العمليات ''استغلال النساء غير القادرات على التعامل مع مأساة فقدان الأزواج والأبناء بسبب العنف واستغلال اليأس ورغبة الانتقام لديهن وانعدام القانون الذي يحمى حقوق المرأة والإنسان وعدم حماية المرأة المعنفة والسماح للنساء بالمرور من خلال نقاط التفتيش بسبب عدم توفير كوادر نسائية تختص بهذا العمل''· وتابع أن من الأسباب أيضا أن ''هناك مليون أرملة ومئات الآلاف من المطلقات اللواتي تركن بلا تأمين لمعيشتهن مع تعقيد الإجراءات الخاصة بالرعاية الاجتماعية وعدم كفايتها لاحتواء معاناة هذه الأعداد من النساء المهمشات''· وطبقا لإحصائية لوزارة الداخلية تورط 30 طفلا و68 امرأة في ''عمليات عسكرية'' تباينت بين عمليات انتحارية وزرع عبوات· وكشف رئيس مجلس محافظة ديالى أن أكثر من 14 امرأة انتحارية فجرت نفسها خلال الأشهر الستة الماضية في ديالى· وأضاف التقرير أن ''الإرهاب استهدف كل فئات الشعب العراقي واستخدم كل الوسائل المتاحة للنيل من الأمن والاستقرار حتى طالت أيديهم الأطفال الأبرياء حيث ظهرت في الآونة الأخيرة عمليات تفجيرية نفذها أطفال، كما ظهرت استعدادات لتأهيلهم في القيام بتلك العمليات''· والأسباب التي تدفع الأطفال إلى القيام بهذه العمليات منها ''التهديد بانتهاك أعراضهم وقتل ذويهم من قبل الجهات الإرهابية وتجاهل الحكومة وعدم قيامها بإجراءات تحمي خمسة ملايين يتيم والتطرف الديني والفقر والانتقام لضحاياهم نتيجة العنف وخطفهم وإجبارهم على القيام بهذه العمليات والاعتقال العشوائي دون تهمة''· ويضيف التقرير أن الأسباب تتضمن أيضا ''الوضع المادي والصحي المتدهور لأغلب الأطفال واضطرارهم لترك المدارس والتوجه للحصول على لقمة العيش وعدم وجود ضمان صحي واجتماعي ومساعدتهم في الحصول على مقومات العيش الكريم من دخل مناسب وسكن ملائم''·