الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المغاربة يستقبلون رمضان بـ «الحريرة» و «الشباكية»

المغاربة يستقبلون رمضان بـ «الحريرة» و «الشباكية»
21 أغسطس 2009 23:08
تحافظ العادات الرمضانية في المغرب على خصوصيتها رغم ما تفرضه الحياة العصرية على المجتمع، ويحرص المغاربة على الاستعداد لشهر رمضان وممارسة عاداتهم وتقاليدهم الخاصة بهذا الشهر في وقت مبكر رغم أن تزامن رمضان وموسم الاصطياف والاستعداد للدخول المدرسي يضع الأسر أمام تحد كبير للوفاء بالتزاماتها. ودأب المغاربة على الاستعداد للشهر الكريم منذ حلول شهر شعبان وفي أقل الأحوال فإنهم يبدأون الاستعداد لرمضان قبل خمسة عشر يوما حلوله، ومع تغير موعد حلول شهر رمضان بالنسبة للتقويم الميلادي اضطرت الكثير من الأسر المغربية الى تقليص مدة عطلتها الصيفية أو الاستغناء عنها حتى لا تخلف موعدها مع الشهر الفضيل لأن الاستعداد للشهر الفضيل حسب العادات المغربية يستلزم الكثير من الوقت والمال. ويحرص المغاربة على شراء «مؤونة رمضان» وتحضير بعض أنواع الحلويات الأكثر استهلاكاً على موائد الإفطار وتنظيف المنزل والأثاث استعدادا لاستقبال رمضان، كما يحرصون على تفصيل الملابس التقليدية لارتدائها في رمضان حيث إن غالبية المغاربة لا يرتدون سوى الملابس التقليدية في رمضان حيث تتزين النسوة بالقفطان والجلابية بينما يرتدي الرجال الجلابيب ويتعممون بالطرابيش الحمراء. وتتخذ بعض الأسر المغربية مناسبة شهر رمضان لتجديد أجهزة المطبخ من أوان وآلات كهربائية وتنتعش حركة البيع والشراء في الأسواق المغربية متأثرة بالاستعدادات التي يقوم بها المغاربة لاستقبال الشهر الفضيل، حيث تعج الأسواق والمحال التجارية بالمشترين الباحثين عن المواد الغذائية بأقل الأسعار. ارتفاع الأسعار مع اقتراب شهر رمضان يستقطب الحديث عن أسعار المواد الاستهلاكية اهتمام المستهلك لاسيما أن شهر رمضان تشهد فيه أسعار بعض هذه المواد ارتفاعا يتناسب طرديا مع الطلب. ويستأثر الحديث عن ارتفاع أسعار المواد الأساسية كالدقيق والسكر والأرز والزيت والطماطم والبصل والبطاطس، بالكثير من الاهتمام، حيث يشتكي المغاربة في رمضان من عدم استقرار أسعار المواد الاستهلاكية وتباينها بسبب مضاربات الوسطاء واحتكار الموردين وتجار البيع بالجملة، ويطالبون بضمان تموين السوق ومراعاة القدرة الشرائية للمستهلك ومراقبة الأسواق للقضاء على التذبذب والاضطراب في تعريفة المواد الاستهلاكية. وتشكل الأيام الأخيرة من شهر شعبان ذروة الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان حيث تسارع الأسر إلى الانتهاء من شراء المؤونة واعداد الحلويات وما يلزم مائدة الافطار والسحور، وحيث ان التمر يحتل مكانة خاصة عند المغاربة في رمضان فانهم يخصصون جزءا من ميزانية رمضان لشراء أنواع فاخرة من التمور. وينتج المغرب تمورا ذات جودة عالية من واحات زاكورة والراشدية وورزازات وطاطا لكن منافسة التمور المستوردة التي غزت السوق المغربية من دول اشتهرت باحتكارها لسوق التمور كإيران وتونس بعد أن تراجعت شهرة التمور العراقية والجزائرية، أثر على جودة التمر المغربي الذي أصبح يفتقد مقومات التسويق العصرية وطرق التعليب الحديثة، حيث لا يزال القطاع يعتمد على الطريقة التقليدية المستعلمة في تخزينه، كما يعاني إنتاج التمور في المغرب من توالي سنوات الجفاف وشيخوخة الأشجار والتصحر وانتشار مرض البيوض، وهو ما يدفع المغاربة الى شراء التمور المستوردة رغم ارتفاع أسعارها. مائدة الإفطار تضم مائدة الإفطار المغربية شربة «الحريرة» وهي الوجبة الرئيسية التي تحضر بطهي العدس والحمص والكزبرة واللحم أو الدجاج، ثم يضاف خليط الدقيق والتوابل ويغلي الخليط لمدة ساعتين. كما تضم مائدة الافطار التمر والتين المجفف والحليب والبيض. وتعد حلوى «الشباكية» أهم المقبلات التي تزين موائد افطار المغاربة، كما يحتل «السلو» وهو عبارة عن خليط من دقيق محمر ولوز وسمسم وعسل وزبدة، مكانة مهمة على موائد هذا الشهر. وتحرص المغربيات على اعداد الحبوب والتوابل التي تحتاجها شربة «الحريرة» قبل حلول رمضان، حيث يتم اعداد كميات كبيرة من العدس والحمص والأرز والمكرونة والتوابل ويتم حفظها في مخزن المطبخ الى ان يحين موعد استعمالها في أول وجبة في رمضان. أما الحلويات المغربية التي يتم اعدادها لشهر رمضان فأشهرها حلوة «الشباكية» التي ترافق الحريرة خلال شهر رمضان على مائدة الإفطار في تقليد جماعي يحرص عليه المغاربة، وهناك حلوة «الغريبة» وهي مزيج من الزيت والسكر والزبدة والدقيق، إضافة إلى حلويات أخرى كـ« كعب الغزال» وحلوى التمر و»الملوزة» وتقدم كل هذه الحلويات مع الشاي أثناء استقبال الزوار في رمضان
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©