الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تنسيق الحدائق يستند إلى معايير الذوق والمساحة والمكونات

تنسيق الحدائق يستند إلى معايير الذوق والمساحة والمكونات
10 مايو 2010 20:16
الذي يمتلك أرضا واسعة شخص محظوظ، حيث إن بإمكانه أن يخصص مساحة معتبرة قصد إنشاء حديقة منزلية خضراء تزهو بنباتاتها وورودها، جاعلا منها ملاذه ومكان استمتاعه رفقة أهله وأحبائه، بدل أن يبحث عن أماكن خضراء من حدائق عامة قد لا ترضي غروره أو تلبي احتياجاته، فلم لا يبتكر حديقته الخاصة، يترجم من خلالها أفكاره، ويضع لمساته الشخصية عليها، فيتميز بتصميمها ويستمتع بجمالياتها؟ يمكن لصاحب البيت مهما كان نوعه أو حجمه، أن يحول تلك المساحة التي تحيط به إلى جنة خضراء، تلونها أشكال متباينة من النباتات والزهور ذات الألوان والعطورات المختلفة، كما أنه بتصميمه لممرات حدائقية، قد تكون نباتية مكونة من شجيرات ونباتات، أو حجرية من حصى وأحجار، سيخلق جوا عائليا جميلا، يستمتع من خلاله أفراد العائلة الواحدة بخضرة هذه النباتات وشذى أزهارها، ويخصص مساحة لذلك المسبح الذي تنعكس صورة الحديقة على سطحه الصافي البديع، والذي يبعث على الانتعاش والارتياح، لكن الوصول إلى هذه الصورة الشاعرية سيحتاج إلى تتبع عدة خطوات ومراحل لابد أن تكون مدروسة بدقة، لتكتمل الصورة، وتتجمل الحديقة أكثر بلمسات ابتكارية وابداعية خاصة. أثاث وإكسسوار تعتبر العناية بالنباتات أو بالأحرى بمكونات الحديقة، من أهم الأساسيات التي تجعل من حديقة بيتك جميلة ومريحة في الوقت ذاته، فيزودها بالأرائك والمظلات ومختلف الإكسسوارات التي لا بد أن تتماشى ونوع الحديقة وتصميمها، ولعل الممشى الذي هو ركن مهم من أركان الحديقة، والذي تتمثل وظيفته الأساسية في تقسيم أجزائها وفق وحدة واحدة ومتكاملة، كما أن هذا الأخير يلعب دورا كبيرا في اختيار نوع الجلسة ولونها، فممشى الطوب الأحمر أو الحصى، يختار الجلسة المصنوعة من حديد، أما الممشى النباتي والمتمثل في البساط الأخضر الطبيعي، فيختار جلسة الصوفات، أما ممشى السيراميك فيفضل استخدام الجلسة المصنوعة من البلاستيك، وتتدخل الإكسسوارات في تزيينها وإضفاء بهجة الألوان عليها. وتعتبر طاولات المظلات من أكثر أنواع الأثاث والديكور الحدائقي استخداما، حيث يستعان بها لتزيين الحديقة وتوفير مكان مناسب لتناول الطعام أو شرب كوب من الشاي أو القهوة الحارة التي تعدل المزاج وتنعشه، وتوضع بمحيطها نباتات مغروسة وشجيرات تبعث على الصفاء وتوحي بالاخضرار الحدائقي، وتختلف المظلات باختلاف أنواعها، وغرض استخدامها، فإن كان صاحب البيت من الأشخاص المحبين لأجواء الشواطئ، فإن المظلات المصنوعة من سعف النخل أو القصب هي الأنسب، كما توجد مظلات مصنوعة من الحديد أو البلاستيك أو الخشب، كل حسب مزاجه وهواه. أنواع الحدائق أصبحت الحديقة المنزلية من أهم العناصر المكملة للديكورات الداخلية، لذلك وجب عند تصميمها مراعاة التمازج والتناسق في الداخل والخارج، حتى يظهر المنزل كوحدة متكاملة، ولصاحب البيت مطلق الحرية في اختيار التصميم والتخطيط الأنسب والذي يراعي من خلاله طابعه الشخصي وأذواق كامل أفراد أسرته محاولا نيل رضا الجميع، وتنقسم الحدائق، بحسب شادي رضا، مهندس ديكور حدائقي، إلى عدة أنواع منها: - الحديقة الفرنسية: تتميز بالزخرفة المعمارية والتناظر بين أجزائها التام والتنسيق المنتظم، كما أنها تضم بركا مضلعة الجوانب وذات أشكال هندسية مختلفة، وأشجارها غالبا ما تنسق بطريقة جميلة وبعناية فائقة، كحدائق قصر فرساي وغيرها من حدائق العصور الوسطى والتي تصور تماما هذا النوع من الحدائق. - الحديقة الأندلسية: وهي الحديقة التي يبرز من خلالها الطابع العربي والإسلامي العريق، ولعل ما يميزها هو تلك الأسوار من الأشجار العالية، والنباتات المتسلقة المزهرة، فيما تزين النافورات المائية المزركشة ممراتها ومماشيها، إضافة إلى أحواض الأزهار ذات الشذا والعطر والتنسيق الرائع . - الحديقة الإنجليزية: هي إجمالا غير متناظرة وبسيطة التخطيط تحاكي الطبيعة، حيث يلاحظ بها المسطحات الواسعة ذات الأشجار المتناثرة على غير نظام والممرات الضيقة المستقيمة وأنواع محدودة من الأزهار الموحدة الألوان والأشكال. - الحديقة اليابانية: اليابان أمة عريقة في مضمار الحدائق، فهي تولي أهمية بالغة للخضر والنباتات منذ العصور القديمة، ولازالت هذه العادة متوارثة في المجتمعات اليابانية على تعاقب الأزمان والعصور، وأبرز مميزات هذه الحديقة هي تقليد الطبيعة بكافة صورها فتجد التل والوادي والمستنقع والحجر والجسر والأكشاك اليابانية التقليدية والمظلات، ونوافير المياه والتنسيق غير المتناظر، بالإضافة إلى انتقاء أنواع قزمة من الأشجار والشجيرات وزراعة العديد من الأزهار وغيرها . تقليم الشجيرات علاج نفسي أفضل ما يمكن لصاحب البيت أن يعمله بعد قضاء يوم شاق ومتعب من العمل المكتبي أو أيا كان العمل، وفق شادي رضا، مهندس ديكور حدائق: هو التوجه إلى حديقته وتهذيب الشجيرات وتقليمها، فالنظر إلى الزرع والخضر بحد ذاته يجلب الراحة النفسية والطمأنينة إلى القلب، كما أن اختيار أنواع محددة من الورود والزهور بألوان مختلفة أو أخرى مفضلة، يخلق علاقة من الحميمية بين صاحب البيت وحديقته”. ويشير إلى أن تهذيب الأشجار وتقليمها، يتطلب عناية دقيقة وفائقة، وإن كان المالك لا يتقنها، فليس عيبا أن يستعين بمختص في ذلك، فيشكل بها رؤوس حيوانات أو أشكالا جميلة كالقلوب أو الدوائر، مربعات أو مجسمات، مما سيجعل الحديقة أكثر جمالا وجاذبية. ولعل فن تنسيق الحدائق، هو من الفنون الجميلة التي تتطلب المعرفة التامة بأنواع النباتات وأشكالها وطبيعة نموها وطرق زراعتها وألوان أزهارها لوضعها في المكان المناسب بالحديقة بجانب الذوق الرفيع والخيال الواسع لربط هذه العناصر لتعطي الشكل النهائي المرغوب فيه للحديقة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©