الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صناعة القرار

18 مارس 2012
يكاد اتخاذ القرار يكون من أهم المواضيع التي تواجه الإنسان في حياته بشكل يومي، خاصة بما يتعلق بالأمور المصيرية. فصناعة القرار ليست بالأمر السهل لما يتبعها من التزامات وربما تنازلات وتغيرات وحيثيات أخرى كثيرة. فالراغب في تكملة مسيرة النّجاح وتحقيق أهدافه يصدم أحياناً بأمور قد تعيق حركة تقدمه، ولهذا فإن قراره غالباً ما يكون محكوماً بظروف معينة لها تأثير كبير على درجة سلامة ذلك القرار، فلا يوجد شخص يتمنى أن تكون له قرارات خطأ، وفي الوقت نفسه يستحيل ألا يخطئ الإنسان في قرارٍ ما في وقت ما من حياته حتى وإن كان قرار شراء الغرض الفلاني (سيارة، فستان، هاتف، ..)، أو تذوق الأكلة الفلانية في المطعم الفلاني، فهذه أمور يومية يعيشها الإنسان. ولذا يقولون: «من لم يخطئ لم يعمل»، وكثير من الأمور والأشياء تعلمناها من الخطأ، وكثير من الاكتشافات تحققت نتيجة بعض الأخطاء، وتطورت أشياء كثيرة نتيجة الخطأ، وأحد مصادر العلم «التعلم بالخطأ والصواب»، فمن لم يخطئ لم يتعلم، وليس هذا مدعاة للخطأ المتعمد أو مدعاة لعدم الدراسة الجيدة والسؤال والبحث والاستفسار وتحري الدقة والصواب وإنما توضيح أن الخطأ في الأعمال والتفكير والقرارات أمر وارد وطبيعي ويحدث لملايين البشر ولآلاف من الشركات التجارية، فالإنسان عليه أن يأخذ بالأسباب ويتوكل على الله، قال تعالى: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)(آل عمران:159). إن استراتيجية اتخاذ القرار وتنفيذه تتعلق بأمور وعوامل عدة ومختلفة، فلكل شخص ظروفه التي تسيره في اتجاه معين وكيفية معينة، وهي نفسها قد تتغير وتختلف من وقت لآخر فتتغير على إثرها ردات الفعل والخطط الاستراتيجية، فما كان يشكل عقبة اليوم هو نفسه صار عاملاً مساعداً لي لتحقيق هدف ما، وما كان يمثل لي عامل مساعدة قد يصبح عاملاً معيقاً، وما كان يمثل لي عاملاً إيجابياً أوصلني لهدف ما، قد يكون هو نفسه الذي يوقفني عن الوصول لهدف آخر. إذاً قد تكون ظروفي الآن عقبة في الوصول للهدف (أ)، وهي نفسها تُعتبر من الأسباب القوية التي يسرت لي تحقيق الهدف (ب)، فأحدهم حصل على وظيفة إضافية زادت من دخله المادي وهو سعيد بها، وهي اليوم تشكل له -نوعاً ما- عقبة أمام إكمال دراسته العليا. وهذه الحالة من الحالات التي تجعل الكثير من الناس يترددون في اتخاذ قراراتهم تجاه كثير من أمور حياتهم، ولعل أوضح مثال عندما يتقدم شخص لفتاة ولا يوجد ما يعيبه، فقد تتردد في القبول لوجود أفكار مع تساؤلات في ذهنها حول قبول الزواج من عدمه، من تلك التساؤلات: «أقبل به، أم أنتظر قليلاً حتى يأتي من هو أفضل منه؟»، «أقبل به، أم أنتظر حتى أتخرج وأتوظف واستمتع بالحياة قبل الزواج؟» وغيرها من الأمثلة التي مرت وتمر علينا من وقت لآخر. عزيزي القارئ، تكمن صعوبة اتخاذ القرار بشكل عام في عدة أمور سنتحدث عنها بالتفصيل في العدد المقبل إن شاء الله. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©