الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤتمر الأورام والرعاية الصحية في أبوظبي يؤكد أهمية الوقاية والفحص المبكر

مؤتمر الأورام والرعاية الصحية في أبوظبي يؤكد أهمية الوقاية والفحص المبكر
18 مارس 2012
أكد المشاركون في المؤتمر العالمي للأورام والرعاية الصحية الذي ينظمه مستشفى النور في أبوظبي بالتعاون مع هيئة أبوظبي للصحة، ومستشفى سباير البريطاني، بمشاركة أكثر من 370 طبيباً من داخل الدولة وخارجها، أن الكشف المبكر وبدء العلاج المبكر للأورام يرفعان نسب الشفاء التام إلى أكثر من 98 بالمائة من أنواع الأورام السرطانية الأمر الذي يتطلب الالتزام ببرامج الكشف المبكر وإجراء الفحوصات الدورية، وهو ما يتفق ومستوى الاهتمام الرسمي، والجهود التي تبذل من كافة الأجهزة المعنية للوقاية من الأورام السرطانية من خلال رفع درجة الوعي بأهمية الكشف المبكر وتشخيص الحالات في مراحل مبكرة إلى جانب الاستفادة من خبرات الأطباء العالميين في مجال التشخيص والعلاج مما أسهم في خفض الحالات المرضية التي تعاني من الأورام السرطانية التي كانت تقصد العلاج متأخرة من 64 بالمائة إلى 25 بالمائة عام 2010، مما يرفع من نسب نجاح العلاج والوصول إلى الشفاء التام. خورشيد حرفوش (أبوظبي) - ناقش المؤتمر على امتداد ثلاثة أيام من 15 إلى 17 مارس الجاري، حملات الوقاية والكشف المبكر عن الأورام السرطانية، وتكثيف التوعية في هذا الاتجاه، مما اسهم في رفع درجة الوعي بين أفراد المجتمع، حيث أعلنت هيئة الصحة في أبوظبي في سبتمبر الماضي أرقاماً تؤكد زيادة عدد الإصابات بالمرض، رغم عدم وصول معدلات الإصابة إلى نظيراتها العالمية. واستعرض المشاركون أكثر من 28 ورقة عمل ودراسة علمية، منها عشر أوراق محلية، تناولت التركيز على إصابات السرطان في الإمارات، وأساليب تشخيص وعلاج أورام القولون و المستقيم إضافة إلى الاتجاهات الحديثة في معالجة أورام الكبد. ففي 11 جلسة مناقشة وحوار، شارك فيها سبعة من كبار الأطباء العالميين المتخصصين في مجال الأورام السرطانية بمستشفى سباير البريطاني، ونخبة من الأطباء المتخصصين العاملين في مستشفيات المفرق، وتوام بالعين، ومستشفى النور، ومركز الخليج لعلاج الأورام في أبوظبي. وتناولت هذه الجلسات، إصابات السرطان في الإمارات، وتدابير سرطان المستقيم، والجراحات السرطانية الفعلية، والجراحات المجهرية في إعادة بناء الخلايا، وتكوين الأوعية الدموية الجديدة في الأورام، وعلامات سرطان الكبد، وتدبير الانتقالات السرطانية للدماغ، ودور التصوير في الأورام، والجراحات الحديثة، والتشريح المرضي في أورام الدماغ، والعلاج الكيميائي، وأورام الأعصاب المحيطة، والدعم الاجتماعي لمرضى السرطان، وسرطان الثدي، والعلاج الإشعاعي له، وعدد من الجراحات المتعلقة بالمرض. لماذا الأورام؟ الدكتور قاسم العوم مدير عام مجموعة مستشفيات النور في أبوظبي رئيس المؤتمر، أشار إلى أن مستوى الخدمات الصحية التي تقدم لمرضى الأورام في مستشفيات الدولة متطورة جدا وفق احدث الطرق العالمية المعتمدة، وأن اختيار موضوع الأورام للتركيز عليها في مؤتمر هذا العام جاء انطلاقا من الاهتمام بالمشاركة في الجهود التي تبذل للوقاية من الأورام السرطانية من خلال رفع درجة الوعي بأهمية الكشف المبكر و تشخيص الحالات في مراحل مبكرة، إلى جانب الاستفادة من خبرات الأطباء العالميين في مجال التشخيص والعلاج. وأكد أن غالبية أنواع علاجات الأورام السرطانية متوفرة في مستشفى النور باستثناء العلاج الإشعاعي المتوفر وفق أعلى المستويات في مستشفى توام في العين، إلى جانب مستشفى المفرق الذي يضم قسما متطورا للمعالجة". وأشار الدكتور العوم إلى أن حملات الوقاية والكشف المبكر التي يتم تنظيمها تقدم خدمات مجانية بدعم من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة مما أسهم في رفع درجة الوعي بين أفراد المجتمع. كما أكد أهمية تأهيل وتدريب الكوادر الطبية التي تتعامل مع المرض، ومدى الحرص على الاستفادة من الخبرات العالمية، والوقوف على آخر المستجدات العلمية والطبية في مكافحة وعلاج السرطان بكل أشكاله. ونوه الدكتور العوم إلى الحاجة الماسة لوجود معهد علمي وبحثي متخصص في الأورام في دولة الإمارات، لما له من أهمية علمية وطبية في هذا المجال، وضرورة وجود قاعدة بيانات إحصائية عن الأورام المختلفة تعتمد على المسح الدقيق، وهو ما تنهض به هيئة الصحة في أبوظبي الآن، والتركيز على الجانب الوقائي، وعلاقة بعض المهن بالمرض، ورفع مستوى الوعي إزاء ظاهرة التدخين، وتلوث البيئة، وطرق الوقاية للعاملين في مجالات صناعية هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالمرض". أرقام محلية قدمت الدكتورة جلاء طاهر، رئيسة قسم مكافحة الأورام السرطانية في هيئة الصحة في أبوظبي، ورقة تتناول تجربة قطاع الصحة في أبوظبي، على المستويين الوقائي والعلاجي، وخلاصة جهد يمتد إلى ما يقرب من خمس سنوات، من خلال محاور ثلاثة: زيادة معدلات الكشف المبكر، وتحسين معدلات الوفيات بسبب سرطان الثدي، وأخيراً تحسين نوعية الحياة للمريضات المتعايشات مع المرض. كما أكدت أن هيئة الصحة في أبوظبي، وبمساعدة الشركاء نجحت في خفض الحالات المرضية التي تعاني من الأورام السرطانية والتي كانت تأتي متأخرة إلى المستشفيات من 64 % إلى 25 % عام 2010 ، أي أن 75 % من حالات الأورام تراجع حاليا المستشفيات في مراحل مبكرة من الإصابة ما يرفع من نسب نجاح العلاج والوصول إلى الشفاء التام". وأضافت طاهر:" إن نسبة الزيادة في فحوصات "الماموجرام" خلال السنوات الخمس الماضية للكشف عن الأورام السرطانية زادت بنسبة 150 % حيث تم إجراء 14 ألف فحص ماموجرام عام 2011 تم من خلالها اكتشاف 84 إصابة بالسرطان، وسنويا يتم اكتشاف نحو 190 حالة سرطان، ومع نهاية 2011 تم اكتشاف وتشخيص نحو 300 سيدة مصابة بسرطان الثدي منذ عام 2008، وأن الوفيات الناتجة عن الأورام السرطانية في إمارة أبوظبي انخفضت من 11 لكل 100 ألف حالة إصابة بالسرطان عام 2009 إلى 6 حالات لكل 100 ألف حالة عام 2011، الأمر الذي اسهم في إنقاذ حياة 35 سيدة مواطنة في إمارة أبوظبي نتيجة الكشف المبكر والعلاج في وقت مبكر، وأن أكثر ثلاثة أنواع من الأورام السرطانية انتشارا بين النساء هي أورام الثدي وعنق الرحم والدم وبين الرجال سرطان الدم والأمعاء والقولون والرئة".وأن الهيئة ستطلق حملتها الوطنية لمكافحة سرطان القولون والأمعاء في شهر أبريل القادم، وبعدها حملة مكافحة سرطان الرئة في شهر مايو القادم أيضاً. الأوعية الدموية قدمت الدكتورة هبة يوسف استشارية تحليل الأنسجة والأورام بمستشفى النور ورقة علمية بعنوان "تكوين الأوعية الدموية في الأورام السرطانية" وتناقش فيها كيفية منع تكوين الأوعية الدموية في الورم السرطاني مما يؤدي إلى قطع الإمدادات الغذائية لخلايا الدم، وبالتالي يسبب الموت الحتمي للخلايا بما يمنع نمو الورم وبالتالي الحد من انتشاره، حيث إن الانتشار يتم خلال الأوعية الدموية. وفي هذا الجانب تم البحث في ورم سرطان الجلد الحرشفي بالذات مما يضم السرطان الحرشفي في الأماكن الأخرى مثل المريء، وهو ما عجز الأطباء عن علاجه لمدد طويلة، وحيث تمت الدراسة على 31 مريضاً، وتوصلت إلى النتائج التي تشير إلى أن هناك أملا كبيرا في علاج السرطاني الحرشفي بقطع الإمدادات الغذائية عنه ومنع تكوين الأوعية الدموية بدون حدوث النتائج العكسية التي تحدث عادة في العلاج الكيميائي مثل فقدان الشعر، ونقص المناعة، والضعف العام والهزال، وحيث تم تطبيقه فعلاً في علاج بعض الأورام السرطانية في مستشفى النور وبعض المستشفيات الأخرى لعلاج الورم السرطاني للقولون، حيث تم قطع التغذية عن الدم عن طريق بعض الأدوية التي ليس لها آثار جانبية. وعن الآفاق الجديدة للكشف المبكر عن الأورام أوضحت الدكتور هبة يوسف أن الورم لا يستطيع أن ينمو أكثر من 2 ملم دون الإمدادات الغذائية، ويبدأ بتكوين الإمدادات الغذائية بعد أن يزيد على 3 ملم، والكشف المبكر لأورام سرطان الثدي والقولون والأورام الأخرى يعد من أهم وسائل العلاج التي تجنب المريض الآثار الجانبية للورم والأدوية مستقبلياً، وأتوقع أن يكون العلاج الجيني والمناعي، والعلاج بالخلايا الجذعية من أهم وسائل العلاج في المستقبل، وعلينا أن نتذكر أمراض أخرى مثل السل "الدرن" الذي كان من أصعب الأمراض في العلاج وأصبح الآن علاجه سهلاً وميسوراً. فالمسألة مجرد وقت وسيعتمد طوله أو قصره على الجهد العلمي والبحثي المبذول. العلاج الإشعاعي ثلاثي الأبعاد في ورقة للدكتورة هالة عبداللطيف رئيس قسم الأورام بمستشفى النور والمتحدث الرسمي للمؤتمر، تناولت فيها العلاج الإشعاعي بعد انتهاء العلاج الكيميائي وكيفية اعتماد الطرق الحديثة لجلسات العلاج الإشعاعي. وقالت الدكتورة عبد اللطيف: من خلال تعامل قسم الأورام السرطانية في مستشفيات النور مع 3500 مريض سنويا، بينهم مرضى وصلوا إلى مرحلة الشفاء التام، وتتم متابعتهم بشكل دوري، كما يتم متابعة ما بين 300 إلى 350 حالة شهرياً. قدمنا ورقة علمية تستهدف التقليل من الآثار الجانبية المحيطة بالورم عن طريق تقنية جديدة بواسطة العلاج الإشعاعي ثلاثي الأبعاد، وتوصلت إلى نتائج إيجابية بالاعتماد على الطريقة الجديدة مقارنة بالطريقة القديمة التي كانت تعتمد على العلاج الإشعاعي ثنائي الأبعاد، وحيث تعرف آثاره الجانبية العديدة، وكانت نسبة الاستفادة من التقنية الجديدة 75 % ، وشددت الدكتورة عبد اللطيف على أن التوعية المجتمعية، والكشف المبكر عن السرطان من شأنه أن يحد كثيراً من معدلات الإصابة، وكثيراً ما تصل نسبة الشفاء ما بين 90 - 95 بالمئة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©