السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم ميلاد خاتم المرسلين

يوم ميلاد خاتم المرسلين
21 أغسطس 2009 23:22
يوم ميلاد النور، من أعظم أيام الدنيا على البشرية كلها «محمد» هذا الاسم الكريم تنطق به ملايين الشفاه، وتهتز له ملايين القلوب، تتباهى به العصور، وتسمو به الأجيال. أدبه ربه فأحسن تأديبه، استضاء بنور ربه حتى خاطبه مثنياً عليه فقا»وإنك لعلى خُلُق عظيم»سورة القلم الآية 4. ذكر الدكتورة- عائشة عبد الرحمن في كتابها «أم النبي» أن عبد الله بن عبد المطلب والد النبي -صلى الله عليه وسلم - كان فتىً وسيما جميل الطلعة. وكانت أوانس مكة ونساؤها مُعجبات لذلك به. لكن القدر كان قد أعد عبد الله لأكرم أبوة عرفها التاريخ، وأعد آمنة بنت وهب لتكون أماً لابن عبد الله. وأضافت، أنه عندما جاوز عبد المطلب سن السبعين، وكان ابنه عبد الله في الرابعة والعشرين، فرأى عبد المطلب أن يزوجه فاختار له آمنة بنت وهب بن عبد مناف، وهي يومئذ تعد أفضل امرأة في قريش نسباً وموضعاً، وتزوج عبد الله من آمنة وأقام معها في بيت أهلها ثلاثة أيام على عادة العرب، حتى إذا أشرق اليوم الرابع سبقها إلى داره كي يهيئها لاستقبال العروس، وراح يريها بيتها الجديد. وبقي عبد الله مع عروسه أياما لم يحدد لنا التاريخ عددها وخرج من بعدها في تجارة إلى الشام، وودع عبد الله عروسه آمنة حين أذن المؤذن برحيل القافلة، فتشبثت به آمنة وقد أحست بكآبة غامرة شحب له وجهها، وهمست في صوت مختنق: وماذا أفعل بنفسي وأنت بعيد. فقال: تسامرين طيفي الذي لن يبرح مطيفا بك محوما عليك. الجد عبد المطلب وأوضح فضيلة الشيخ صفي الرحمن في كتابه «الرحيق المختوم» أنه جاء الجد عبد المطلب في صحبة أبيها وهب ونفر من الأهل الأقربين، وقد غشيت وجوههم جميعا غاشية من القلق. وكانت الجارية بركة أم أيمن تمشى في أثرهم متخاذلة، وقال وهب، الأمر ما يدعو إلى مثل ذلك القلق. لقد عادت القافلة وكنا في انتظارها بالحرم، فلما افتقدنا عبد الله أخبرنا رفاقه أن وعكة طارئة ألمت به وهو في طريقه إلينا، وقريبا يعود سالما إلى مكة، فقال عبد المطلب، هو ذاك يا آمنة. فقد قال الرفاق : «خلفناه بيثرب عند أخواله من بنى النجار»، ثم بعث إليه أخاه الحارث كي يكون معه، ويصحبه إلى مكة. البشرى ويذكر الكاتب محمد حسين هيكل في كتابه «حياة محمد»، أنه بعد مضى شهر لا جديد فيه سوى أن آمنة شعرت بالبادرة الأولى للحمل، وكان شعورها به رقيقا لطيفا حتى لتقول:» ما شعرت أني حامل به ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء، إلا أني أنكرت حيضتي. على أنها كانت ربما ترفعني وتعود. فأتاني آت وأنا بين النوم واليقظة فقال: هل شعرت بأنك حملت؟ فكأنى أقول: ما أدرى. فقال: إنك حملت بسيد هذه الأمة ونبيها. وذلك يوم الإثنين. فكان ذلك مما يقن عندي الحمل». وأتم الشهر الثاني دورته وآمنة على حالها تجاهد ما استطاعت أن تذوب عن قلبها اليأس، وفى لحظات نومها القصيرة كانت تعاودها رؤية ملحة عن جنين عظيم تطويه أحشاؤها، وتسمع الهاتف بأجمل بشرى. ثم عاد الحارث بن عبد المطلب من المدينة وحده لينعى أخاه الشاب إلى أبيه وزوجته آمنة، ووجمت آمنة للخبر وقست عيناها فما تسعفانها ببكاء، وأعفاها ذهولها من الانهيار والتصدع. وكانت آمنة تفكر وهي في وحدتها تجتز أحزانها، وتكابد الذي تجد من وطأة المصاب، حتى خيف عليها الهلاك فتتابع أهلها يحاولون أن يعزوها، وهى تأبى أن تقبل العزاء في عبد الله، وناشدوها الصبر الجميل فأنكرت على نفسها الصبر، ووجدت فيه جحودا وغدرا بالحبيب الذي رحل. وكانت الرؤى قد عاودت آمنة في صدر ليلة مقمرة من ليالي ربيع، وسمعت من يهتف بها من جديد، أنها توشك أن تضع سيد هذه الأمة، ويأمرها أن تقول حين تضعه: « أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد» ثم تسميه محمدا.. يوم مولد الهدى طوت أحزانها يقول الكاتب محمد حسين هيكل في كتابه «حياة محمد»، تقدمت بآمنة أشهر الحمل حتى وضعت كما تضع كل أنثى، ومن تلك اللحظة الحاسمة، أنزل الله سكينته على السيدة آمنة، فطوت أحزانها في أعماقها، وبدأت تفكر في ابنها الذي يحيا بها ويحييها.. بابنها المصطفى اليتيم، فقد قال تعالى:» ألم يجدك يتيماً فأوى» سورة الضحى: الآية6. وروى ابن سعد أن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: لما ولدته خرج من فرجي نور أضاءت له قصور الشام. وروى أحمد والدارمي وغيرهما قريباً من ذلك. وتضيف الدكتورة عائشة عبد الرحمن في كتابها «أم النبي»، وتوارت الأطياف النورانية السارية، حين لم تعد آمنة وحدها، كان ولدها إلى جانبها يملأ الدنيا نوراً وأُنسا وجمالاً، وتذكر به الحبيب الذي أودعها إياه. وبعد الوضع بعثت إلى عبد المطلب تخبره أنه وُلد له غلام. وفاض بالشيخ السرور والفرح حين بلغه الخبر، وأسرع إلى السيدة «آمنة» وأخذ طفلها بين يديه، وسار حتى دخل الكعبة وسماه محمدا، وكان هذا الاسم غير متداول بين العرب، لكنه كان معروفا. وفي سابع يوم مولده أمر عبد المطلب بجزور فُنحرت، ودعا رجالا من قريش فحضروا وطعموا. فلما علموا منه أنه أسمي محمداً سألوه لم رغب عن أسماء آبائه؟ فقال أردت أن يكون محمودا في السماء لله وفى الأرض لخلقه. وأما محمد، فإن الله تعالى حمى أن يسمى به أحد من العرب، ولا من غيرهم، إلى أن شاع قبل وجوده وميلاده - صلى الله عليه وسلم - أن نبيا يبعث اسمه محمد، قد قرب إبان مولده، فسمى قوم من العرب أبناءهم محمدا. حادثة الفيل ويذكر الكاتب محمد حسين هيكل، أنه قد ولد سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، وقد اختلف المؤرخون في العام الذي ولد محمد فيه، فأكثرهم على أنه عام الفيل(570ميلادية)، واختلف المؤرخون كذلك في الشهر الذي ولد فيه وإن كانت كثرتهم على أنه وُلد في شهر ربيع الأول. وعن ابن عباس أن المولد كان يوم الفيل، واكتفى آخرون بأن ذكروا أنه كان في عام الفيل. ويضيف الشيخ صفي الرحمن المباركفوري في كتابه «الرحيق المختوم»: استقبلت الدنيا ميلاد سيد الكون محمد بن عبد الله الذي كان لقدومه إلى الدنيا فرحة عمت كل أرجائها من أقصاها إلى أقصاها ومن أدناها إلى أدناها. ثم بعد ذلك بدأت رحلة رسول الله برسالة الإسلام والسلام.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©