الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دور واشنطن في الحظر الجوي على ليبيا

21 مارس 2011 22:11
يبدو أن اليوم الأول من الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة على أهداف ليبية عسكرية مضى كما كان مخططاً له. فوابل صواريخ "توماهوك" التي تم إطلاقها من سفن أميركية في البحر المتوسط، أدى فعلياً إلى فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا، بحسب تصريح صادر من قائد الأركان المشتركة الأميركية الأدميرال "مايك مولين" يوم الأحد الماضي. فهذا العمل العسكري، سمح للمقاتلات الأميركية، وطائرات التشويش الراداري بالطيران فوق ليبيا، وتعقب المضادات الأرضية، والدبابات، والمدفعية وغيرها من الأسلحة والقوات الليبية، التي تهدد قوات المتمردين وغيرهم من المدنيين. والطيارون الأميركيون باتوا بموجب هذا العمل آمنين من الصواريخ الليبية سطح - جو البعيدة المدى، القادرة على التعامل مع الطائرات التي تطير على ارتفاعات شاهقة، والتي كان بمقدورها إسقاط الطائرات التي يقودها الطيارون، والذين كانوا سيصبحون أسرى حرب في هذه الحالة. واعترف الأدميرال "مولين " خلال العديد من البرامج التلفزيونية التي حضرها يوم الأحد الماضي، أن هناك العديد من الأسئلة الرئيسية لا تزال باقية من دون إجابة. من تلك الأسئلة على سبيل المثال: ماذا يمكن أن يحدث إذا ما حول المدنيون الليبيون الموالون للقذافي أنفسهم بالفعل لدروع بشرية، وأحاطوا بالأهداف المحتمل ضربها، أو بالمجمع الذي يأوي الزعيم الليبي؟ وماذا يحدث إذا ما ساد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الموقف عسكرياً، وبقى القذافي في السلطة مع ذلك؟. وماذا يحدث إذا ما قتل القذافي، أو غادر ليبيا وتمزقت البلاد بعد ذلك وفقا لخطوط قبلية. وقال "مولين" في لقاء مع قناة "سي.إن.إن" كيف سينتهي ذلك من وجهة النظر السياسية؟ ... لا أستطيع أن أجزم بذلك في الحقيقة". وكان أوباما قد تعهد بأن القوات الأميركية البرية لن تشارك في المجهود المصدق عليه من قبل الأمم المتحدة. ولكن إذا ما انتقل القتال إلى المناطق المدنية، ستصبح الهجمات الجوية أو الهجمات بصواريخ مطلقة من على ظهور سفن حربية في المتوسط، أمراً أكثر صعوبة بكثير، كما لن يكون ممكنا تجنب الخسائر المدنية. يشار في هذا السياق إلى أن التلفزيون الرسمي الليبي قد أذاع بياناً أعلن فيه أن 48 شخصاً قد لقوا مصرعهم في الهجمات الأولية التي شُنت يوم الأحد. وحتى الآن لا يزال القذافي يتخذ موقفاً متحدياً ضد ما أطلق عليه"الاستعمار الأجنبي". ففي كلمة له في التلفزيون الليبي قال القذافي: "سوف نقاتل... سوف نقاتل دفاعاً عن كل شبر من أرضنا". وأضاف القذافي:"سوف نستشهد دفاعاً عن أرضنا". بعد الهجمات التي وقعت يوم السبت الماضي كانت الخطوة الأولى هي إجراء تقييم لتقدير الخسائر الناتجة عن القصف. شملت الضربة الأولى إطلاق 112 صاروخاً من نوع "توما هوك" من على ظهور سفن حربية أميركية (وغواصة بريطانية) ضد مواقع صواريخ ليبية سطح - جو من طراز SA-5 روسية الصنع، وكذلك على مواقع إنذار مبكر، ووسائل الاتصالات الرئيسية. ويوم الأحد، بدأت طائرات البحرية الأميركية من نوع EA-18G المخصصة للتشويش الراداري الطيران فوق ليبيا كجزء من المجهود العسكري الرامي لفرض منطقة حظر طيران. كما شنت الطائرات النفاثة من نوع هاريرAV-8B، التابعة لسلاح المارينز والقادرة على الإقلاع العمودي، هجمات ضد أهداف أرضية انطلاقا من السفينة البرمائية USS Kearsarge الموجودة في البحر الأبيض المتوسط. كما تفيد الأنباء أيضاً أن الطائرات الأميركية من طراز F-16 ، F-15 والقاذفات من طراز الشبح B-2 قد شاركت في المجهود الأميركي المنسق الرامي، لتحقيق السيادة الجوية ومنع الجيش الليبي من مهاجمة المدنيين. في الوقت نفسه استمرت المقاتلات الفرنسية والبريطانية في القيام بمهام قتالية في ليبيا كجزء من محاولة لخلق شعور بـ"الصدمة والرعب"، قد يؤدي في نهاية المطاف لإسقاط نظام القذافي. منذ البداية، أكد المسؤولون الأميركيون أن دور الولايات المتحدة هذه المرة سوف يكون دوراً "مسانداً" للدول الأخرى في التحالف، وهي كندا، والدول الأوروبية، وبعض الدول العربية التي قد تقدم تأييداً لفظياً- على الأقل. وقال "مولين" في هذا الخصوص:"إننا نقود هذا الجهد الآن... ولكننا نتطلع لتسليم قيادته خلال الأيام القليلة القادمة". وقد انتقد البعض أوباما لمضيه قدماً في خطته للقيام برحلة إلى أميركا اللاتينية في الوقت نفسه، الذي كانت بلاده تذهب فيه للحرب في دولة إسلامية ثالثة. غير أن أوباما قال إنه يراقب الموقف في ليبيا عن كثب على الرغم من الرحلة. وفقا لبيان صادر من البيت الأبيض، أجرى أوباما اتصالًا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة صباح الأحد مع مستشاره للأمن القومي"توم دونيلون" ووزيرة خارجيته ووزير دفاعه، والجنرال "كارتر هام" (رئيس القيادة الأفريقية للولايات المتحدة)، ونائب مستشاره للأمن القومي"دينيس ماك دوناو". ويذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تشن فيها الولايات المتحدة هجوماً جوياً على ليبيا، حيث سبق لها من قبل أن شنت هجوما جوياً على طرابلس وبنغازي عام 1986 انتقاماً من قيام الاستخبارات الليبية بتفجير ملهى ليلي في ألمانيا اسفر عن مصرع اثنين من الجنود الأميركيين وإصابة عشرات آخرين. وعلى الرغم من أن القذافي قد نجا من الهجوم الذي استهدف أيضاً مقر قيادته، فإن عشرات آخرين لقوا مصرعهم من بينهم ابنته الصغيرة. وبعد ذلك التاريخ باثني عشر عاماً قام عملاء الاستخبارات الليبية بأوامر من القذافي بتفجير طائرة "بان أميركان" فوق قرية "لوكيربي" الاسكتلندية ما أسفر عن مصرع 270 من الركاب وسكان القرية. براد نيكربوكر محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©