السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصيام وحفظ اللسان

الصيام وحفظ اللسان
21 أغسطس 2009 23:23
كم في رمضان من تربية وتهذيب تشمل الإنسان في باطنه وظاهره وسره وعلنه وقوله وعمله فتعيد ترتيب نظامه وتحيي الذابل من مكارمه وفضائله، وتميت الضار من شهواته ورغباته، وان من أعظم ما يفيده الصيام عامة ورمضان خاصة مفتاح تواصله مع الناس ألا وهو اللسان، فاللسان طريق الإنسان إلى الخير والشر والنفع والضر، ولهذا أمر الإنسان على الدوام بأن ينظر ما يلفظ لسانه فقال تعالى: «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد»، وتأتي كل سنة أيام رمضان ليعيد النظر في حركة لسانه وهي من المهمات التي طلبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الصائم أن يضبطها لخطرها وبعد أثرها، وقد جاء في الحديث : ( فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم) متفق عليه. فهو ضابط لسانه فلا يفرط به على أحد، ولو فرط عليه لسان غيره قابله بالتؤدة والسكينة وحسن التعليم والتذكير بأن رمضان مدرس لتربية الجوارح وعلى رأسها اللسان. أما العدوان فهو في رمضان وغيره منه بعيد فإذا فعل شيئا من ذلك فلا فائدة ترجى من صومه ولا قيمة لإمساكه لانه يجوع بلا طائل، وقد جاء في الحديث (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) أخرجه البخاري وغيره. إن إصلاح وسيلة التواصل مع الناس والمجتمع والحياة اللسان مطلب دائم في رمضان وغيره، ولكن إحساس الصائم بطاعته ربه و وترقبه حاله، مع انكسار الشهوة تؤيد ذلك وتقويه، والمرء مطلوب منه على الدوام أن يتواصل مع الناس بخير أو يلزم الصمت والسكوت، وقد جاء في الحديث الشريف (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) متفق عليه. وقد قرر العلماء أن على الإنسان أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا ما ظهرت فيه المصلحة ومتى استوى الطرفان فالسكوت أولى لأن الكلام المباح قد يجر إلى حرام أو مكروه كما هي العادة المشاهدة، فقد يتفوه الإنسان بكلمة لا يظن أنها تحمل معنى كبيرا أو أثرا خطيراً فتهوي به في المهاوي والمهلكات. فحقيق بالإنسان الصائم أن يحفظ نبضات قلبه وحركات لسانه في هذه اللحظات المباركات لحظات رمضان فلا يكثر الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وان ابعد القلوب من الله القلب القاسي ، كما جاء ذلك في الحديث الشريف، والناطق عن جميع جوارح الإنسان وقائدها هو اللسان فان استقام استقامت وان انحرف انحرفت، د. محمد مطر الكعبي المدير العام للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©