الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد وعبيد المزروعي: نفتقد أجواء الأسرة الإماراتية

محمد وعبيد المزروعي: نفتقد أجواء الأسرة الإماراتية
21 أغسطس 2009 23:24
«شهر رمضان الكريم شهر بركة وإحسان وطاعات وعبادات أيا كان وفي أي مكان». هكذا بدأ حديثه محمد المزروعي المبتعث منذ أربعة أعوام للدراسة في أستراليا عن شهر رمضان الفضيل، ويقول:» «لشهر رمضان مكانة عظيمة في قلبي، فمنذ أن كنت صغيراً كنت أسعد بأجوائه الدينية والطقوس الجميلة التي يحملها ابتداء من رؤية هلاله الى صلاة التراويح، واستعداداً لصوم أول أيامه وانتظاراً لصوت المدفع، وأخيرا تلك السفرة المميزة التي تحمل بصمة رمضانية لا نراها إلا في شهر البركة. وبعد أن يرفع المؤذن صوت آذان المغرب نبتدئ بذكر الله والثناء على نعمته، ونبدأ بالإفطار على حبات الرطب الطرية والماء واللبن، ثم الذهاب إلى صلاة المغرب بالمسجد المجاور لمنزلنا والعودة بعدها لتلك السفرة الشهية ذات الطابع الرمضاني الخاص والمتميز، فلا يمكن أن تخلو من الشوربة الشهية والسمبوسة المقرمشة والهريس والثريد وغيرها الكثير. نكهة مميزة ويقول المزروعي:»الحمدلله، لايزال لهذا الشهر الكريم بصمة خاصة ونكهة مميزة حتى وأنا في أستراليا، إلا أن كثيراً من عاداته قد تغيرت، فلا صوت مدفع، ولا أذان يسمع، ولا سفرة رمضانية إماراتية تحمل لمسات الوالدة، إلا أنني وأخي عبيد وأصدقاءنا الإماراتيين، وبعض أبناء الجاليات العربية، نحاول التمسك بكل ما يحمل هذا الشهر من أجواء إسلامية في ظاهرة ترابطية جميلة، فتجدنا نحرص على أن نجتمع على سفرة إفطار واحدة في منزل أحدنا، ونقسم الأعمال المنزلية علينا بالتساوي، فهناك من هم مسؤولون عن الطبخ، وهناك من هم مسؤولون عن جلب المواد الغدائية من الجمعية، وهناك من هم مسؤولون عن تنظيف المواعين». ويضيف:»بعد أن نلتف جميعاً حول سفرة الإفطار التي نعدها نحن الشباب، ننتظر أن يرفع صوت الأذان، لكن ليس من سماعات المسجد، وإنما من ساعة الفجر التي تحتوي على صوت الأذان أو من أحد برامج الكمبيوتر التي توفر توقيت وقت الآذان في أستراليا ورفع الأذان منها، وبعد الانتهاء من الصلاة والإفطار يبدأ كل منا برمجة وقته، فمثلا أجلس لمشاهدة التلفاز، ويذهب أخي عبيد لمراجعة دروسه، والبعض منا يذهب للجامعة». يوافق عبيد المزروعي 19 سنه المبتعث هو الآخر إلى أستراليا أخيه محمد، فقد قضوا شهر رمضان العام الماضي سوياً، إلا أن الأمور اختلفت هذا العام، فكل واحد منهما يعيش في ولاية مختلفة وبعيدة عن بعضهما، ولا يمكنهما اللقاء إلا بعد رحلة جوية تستغرق ساعتين في الجو. وهذا يزيد الأمر تعقيداً وصعوبة، فبعد فرحة محمد بابتعاث أخيه الذي يصغره، وصديقه القريب عليه شاءت الظروف الدراسية إلى ابتعادهما رغم وجودهما في نفس البلد». يقول عبيد:» منذ أن ابتعث أخي وأنا أحاول التأقلم مع أوضاع أستراليا ابتداء من مناخها إلى طبيعة الحياة فيها، فوجود أخي محمد في بداية ابتعاثي أسعدني كثيراً، فقد كنا نقضي الشهر الفضيل سوياً ونستمتع بعباداته وطقوسه، ونحرص على الذهاب الى المحاضرات الدينية التي يقيمها بعض الإخوة في منازلهم إذا سنحت لنا الفرصة، أو مشاهدة البرامج الدينية عبر التلفاز والكمبيوتر». ومن عادات عبيد بعد الإفطار الذهاب لقضاء بعض الوقت مع أصدقائه في بعض الأحيان، ويقول:» نحاول أن نرفه عن أنفسنا إن أمكننا الوقت، فنجتمع لنلعب كرة القدم أو الكرة الطائرة أو أي رياضة». وعن ساعات الصيام الطويلة التي قد تزيد على 12 ساعة، يقول عبيد:» أحاول في فترة الصيام المكوث في المنزل إذا لم تكن لدي محاضرة جامعية، فأقضي وقتي في قراءة القرآن الكريم، ومشاهدة ماهو مفيد من برامج دينية وتوعوية أو مراجعة بعض الدروس الجامعية». وعن أكثر الأمور التي يفتقدها عبيد في أستراليا بشكل عام، وفي رمضان بشكل خاص التجمع العائلي حول سفرة رمضان، ويقول:» أشعر بالحنين كثيرا إلى منزل الأسرة في الإمارات، وإلى والدي ووالدتي، كما أنني أشتاق لمذاق الهريس والثريد اللذين كنت أتلذذ بهما، أفتقد أغلب الأطعمة هنا، وأفتقد بصمة الوالدة عليها. سأقضي شهر رمضان هذه السنة أيضاً بعيداً عن أخي محمد الذي يدرس في ولاية أخرى، لكن سنحاول أن نلتقي قريباً إن سنحت لنا مواعيد محاضراتنا الدراسية التي نحن هنا من أجلها».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©