الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسعار النفط··· تلهب شعوب العالم

أسعار النفط··· تلهب شعوب العالم
24 يونيو 2008 01:32
في ''قمة جدة'' التي عقدت الأحد الماضي، بهدف التصدي للزيادة القياسية التي سجلتها أسعار النفط العالمي مؤخراً، وعد وزير النفط السعودي برفع إنتاج بلاده من النفط، فيما لو أراد المستهلكون ذلك، وخلال ما تبقى من أشهر معدودة من العام الحالي، تعتزم السعودية إنتاج المزيد من براميل النفط، فوق طاقتها الإنتاجية اليومية الحالية البالغة 9,7 مليون برميل، ويبدأ تنفيذ هذا الوعد اعتباراً من شهر يوليو المقبل· ذلك ما أكده وزير النفط السعودي في قمة جدة التي جمعت كبار مسؤولي الطاقة الدوليين، وكانت المملكة العربية السعودية هي التي دعت إلى هذه القمة وأشرفت على تنظيمها بهدف مواجهة الارتفاع الحاد الذي بلغته أسعار النفط العالمي من جهة، وللحيلولة دون ردة فعل سياسي غاضبة من الدول المصدرة للنفط من الجهة الأخرى· وأضاف الوزير النعيمي أيضاً أن بلاده تخطط لزيادة حجم احتياطيها من النفط، بحيث تتجاوز سعته حاجز الـ12,5 مليون برميل يومياً، حسبما هو مخطط له بحلول نهاية عام ،2009 وبذلك تكون المملكة قد أعادت النظر في خطط سابقة كانت قد أقرت عدم تجاوز ذلك الحد، ويذكر أن المملكة -التي تعد أكبر دولة منتجة للنفط عالمياً- قد أعلنت سلفاً عن زيادة متواضعة في إنتاجها اليومي، بلغ حجمها 300 ألف برميل يومياً في شهر يونيو الجاري، و200 ألف برميل يومياً في شهر يوليو المقبل· إلا أن هذه الزيادات لم يكن لها أثر يذكر في خفض الارتفاع الجنوني لسعر البرميل الخام، الذي وصل إلى 135 دولارا يوم الجمعة الماضي، على أنه لا يزال في رأي الساسة والمحللين الماليين أنه ما من حل سريع منظور لتزامن مجموع العوامل الاقتصادية المعقدة التي أسهمت جميعاً في رفع أسعار النفط العالمي على هذا النحو المطرد· من ذلك قال ''صمويل بودمان'' وزير الطاقة الأميركي: ''إننا نجد أنفسنا اليوم في قاع الحفرة التي ظللنا نحفرها لأنفسنا طوال الثلاثة عقود الماضية، واليوم فما من سبيل سريع للخروج منها في أي وقت في المستقبل القريب المنظور''· والملاحظ أن الارتفاع الجنوني لأسعار النفط، دفع بدوره إلى ارتفاع تكلفة المواد الغذائية والمواصلات، ما أشعل نيران الغضب والمظاهرات والاحتجاجات الشعبية في دول شتى تمتد من إسبانيا إلى إندونيسيا ومن النيبال إلى مصر، وبينما يزداد غضب الأميركيين من وصول سعر الجالون الواحد من الوقود إلى 4 دولارات، يلاحظ أن شركات الطيران قد رفعت من جانبها أسعار تذاكر رحلاتها، على أمل مواجهة ارتفاع تكلفة وقود الطائرات، وعلى صعيد آخر يبدي الساسة في كل من الدول المنتجة والمستهلكة للنفط قلقاً ومخاوف من أن يؤدي الارتفاع المستمر لأسعار الوقود إلى موجة كساد اقتصادي عالمي، لا تنجو من أضرارها وتأثيراتها المدمرة، الدول المنتجة ولا المستهلكة لهذه السلعة الدولية الاستراتيجية· يذكر أن للمشاركين في قمة جدة -بمن فيهم ''خي جينبنج'' نائب الرئيس الصيني- آراء جد متباينة حول مسببات الارتفاع الجنوني لأسعار النفط، فمن ناحيته قال العاهل السعودي الملك ''عبدالله'': إنه لا يمكن إلقاء اللائمة على المملكة العربية السعودية، في حين يتسبب المضاربون وارتفاع الضريبة المفروضة على الوقود في الدول المستهلكة، إضافة لارتفاع معدلات استهلاك النفط في الاقتصاديات النامية في ما يحدث· هذا ويعتقد كثير من المحللين أن لتصاعد أسعار النفط العالمي صلة بانخفاض قيمة الدولار، إضافة إلى تأثير الاضطرابات السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، حيث لا يزال مصير الاحتلال الأميركي للعراق مجهولاً، وحيث تسود لبنان حالة من عدم الاستقرار السياسي، إلى جانب تهديد إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لمنشآت تخصيب اليورانيوم في إيران· لكن ومهما تعددت الأسباب، فإن في اعتقاد الكثير من حكومات الدول الغربية، أن العامل الرئيسي وراء ارتفاع أسعار النفط، هو عجز حجم الإنتاج النفطي الحالي، عن تلبية الطلب المتصاعد على النفط عالمياً، لا سيما في كل من الاقتصادين الصيني والهندي الناميين بسرعة أكبر من غيرهما، ''ففي اعتقادنا أن ضيق السوق العالمية، هو العامل الرئيسي وراء الارتفاع المتصاعد لأسعار النفط خلال السنوات الخمس الماضية، وخاصة في الأشهر الأخيرة من العام الحالي''، ذلك هو ما قال به السيد ''بودمان'' وزير الطاقة الأميركي، وبما أن المملكة العربية السعودية تعد المنتج الرئيسي القادر على إحداث زيادة كبيرة في حجم إنتاجها النفطي، ما يؤدي إلى خفض الأسعار عالمياً، فقد تزايد عليها الإلحاح على أن تخطو هذه الخطوة المهمة· غير أن للمشاركين في القمة من مسؤولي منظمة ''أوبك'' التي تضم 13 دولة من كبرى الدول المنتجة والمصدرة للنفط، رأياً آخر في تفسير الأزمة الحالية، ويتلخص هذا الرأي في اعتقادهم بقدرة المعروض من المنتجات النفطية على تلبية الطلب، على رغم ضيق ومحدودية سعة العرض النفطي، ويؤكد هؤلاء ما ذهب إليه العاهل السعودي من قول: بأن لارتفاع أسعار النفط صلة بنشاط المستثمرين الماليين، الذين اتجهت أنظارهم الآن من أزمة القطاع العقاري الأميركي، إلى المضاربة في أسعار النفط المستقبلية، من ناحيتهم رفض المسؤولون الأميركيون المشاركون في القمة هذا التفسير، وتمسكوا بالتفسير الوارد آنفاً على لسان ''بودمان'' وزير الطاقة· كاريل ميرفي - جدة ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''كريستيان ساينس مونيتور''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©