السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسكري : العمليات المركزية في شرطة أبوظبي تستجيب لكل نداء «القلب النابض» عيون لا تغفل حتى وقت الإفطار

المسكري : العمليات المركزية في شرطة أبوظبي تستجيب لكل نداء «القلب النابض» عيون لا تغفل حتى وقت الإفطار
21 أغسطس 2009 23:25
ثمة من لا يتمكنون من الإفطار في ميعاده على الرغم من التزامهم الصيام في الشهر الفضيل، إنهم الجنود المجهولون الذين يسهرون على إفطارنا كي نتناوله ونحن نشعر بالأمان والهدوء. من هؤلاء الشرطة، وتحديداً العمليات المركزية، فمن منكم لا يعرف أن مجرد طلب الرقم 999 نكون قد خطونا خطوة، لا بل حققنا قفزة نحو حل مشاكلنا، وليست كلها جرمية أو جنائية، فالبعض منها مرضية فتأتينا سيارة الإسعاف وتوصلنا إلى أقرب مستشفى لمعاينة حالتنا وإنقاذنا.إنهم هؤلاء الجنود المجهولون الذين يلبون النداء حين ينطلق فيكون أجرهم مضاعفاً لأنهم لا يهتمون بالموائد الرمضانية العامرة وتكفيهم ثمرة واحدة من التمر وكوب من اللبن أو الحليب، ريثما يأتي من ينوب عنهم فيتسلم المهمة كي يتمكنوا من تناول إفطارهم مع زملائهم وبعيداً عن عائلاتهم. تحدث رئيس قسم العمليات المركزية في شرطة أبوظبي المقدم ناصر سليمان المسكري إلى «دنيا» مستغرباً أسئلتنا لأنه يعرف أن جنود وعناصر وإدارة العمليات المركزية هم دائماً متأهبون 24 على 24 ساعة ويقول المسكري «لذا يسمون القسم هنا بـ «القلب النابض»، ويتم العمل من خلال مناوبات بين عناصرهم الذين يتجاوز عددهم المئتين في مدينة أبوظبي، وثمة أعداد أخرى في العين والمنطقة الغربية، غير أن العمليات المركزية، كما يشير إليه، تقيّم الأوقات والأيام والأشهر، راصدة فترات الذروة، فأشهر الإجازات أكثر راحة وأقل مشاكل بسبب سفر عدد لا بأس به من المواطنين والمقيمين، غير أن هناك فترات للذروة تستوعبها العناصر كافة بتوجيهات من الإدارة، ومنها في شهر رمضان الفترة القصيرة التي تسبق موعد الإفطار، حيث تكثر حوادث السير لأن الناس يسرعون إلى الوصول إلى منازلهم وتكون طباعهم صعبة بعض الشيء للإرهاق الذي يصيبهم في الصيام.. لذا ثمة إجراءات وقائية بدأت فيها الشرطة عن طريق قسم الشرطة المجتمعية أثبتت فعاليتها كما رصدت نسب البلاغات المقدمة إلى العمليات المركزية. من هذه الإجراءات ما شهده الناس على الطرقات وقت الإفطار، حيث وجدوا الشرطة المجتمعية توزع التمر والحلويات على سائقي السيارات، فكانت لفتة جميلة ومفيدة في آن في هذا الشهر الفضيل. وهذا العام أيضاً توزع الشرطة المجتمعية التمور والحلوى على الطرقات، تشجيعاً للسائقين للتخفيف من السرعة وللتوعية حول معنى الصوم، فما الذي سيفيد رب العائلة إذا ما أسرع للوصول إلى منزله فتعرض لحادث من جراء تهوّره ولم يصل هو أو سواه إلى العائلة، مسبباً له ولسواه حادثة قد تكون مميتة. الاستجابة لكل نداء يسارع المقدم المسكري إلى التوضيح بأهمية التخفيف من السرعة ومن العصبية في معالجة المشاكل، موضحاً أن أساس عمل العمليات المركزية الاستجابة لكل نداء أو بلاغ، وهي تنقسم إلى جانب الإدارة، إلى قطاعين، قطاع يتلقى الاتصالات ويقوم بإنجاز البلاغات ويحوّلها إلى القطاع المعني بها وفقاً لطبيعتها، وقطاع يتحرك ميدانياً بناء على هذه البلاغات. قد يبدو مبنى العمليات المركزية هادئاً حين تدخله، لكنه خلية نحل في العمل، عمل لا يتوسل الثرثرة والصياح، لكنه يعالج الجراح في موضعها. ويشير المقدم المسكري إلى أن العمليات المركزية هي صلة وصل بين كل أقسام الشرطة من الجانب الداخلي، أما مع الخارج فهي صلة الوصل بين الناس وبين الشرطة والحكومة وكل الإدارات فيها، ومع أنها لا تتبع وزارة الداخلية إنما هي على تنسيق دائم وتواصل معها. ويقول المقدم المسكري: «تعتبر العمليات المركزية حلقة الوصل والوسيط، بحيث إنها على تواصل مع جميع الإدارات، نحن الوسيط بين الجمهور والإدارات الشرطية، وبين الدوائر الحكومية والإدارات الشرطية، وبين شركائنا الخارجيين وشركائنا الداخليين، بين القادة والأفراد أو الموارد، وكل هذا التواصل والتنسيق يتم من خلال غرفة العمليات، فحتى البلاغات الداخلية والتعليمات تنظم من خلالها وتنسق». ما الجديد؟ لا شيء جديداً لمن يعملون بصمت، وقد توسلنا الحديث معهم، مبررين طلبنا بتعريف الجمهور من الناس في أبوظبي، بمن يقوم بالسهر على فضّ مشاكلهم ومعالجتها بالقوانين المرعية في إمارة أبوظبي.. من يقوم حتى بإزالة الهمّ عن كاهلهم، بإرسال سيارة إسعاف إلى بابهم تتولى العناية بمرضاهم فتوصلهم إلى الأطباء المداومين في المستشفيات. تمرّ الأيام علينا إما بشكل عادي وإما بشكل تتخلّله بعض المشاكل، وثمة عين تسهر، وتبقى متيقظة في كل الأوقات من أجلنا، الاستعداد بالطبع يكون أكثر كثافة وتحضيراً في فترات الذروة، التي يلاحظ المقدم المسكري أنها تزداد في أوقات المدارس فالبلاغات الأكثر عدداً هي البلاغات ذات الطابع المروري «بلاغات المرور»، لذا تعمل الشرطة على توعية السكان للوقاية من حوادث المرور «تقيم شرطة المرور والشرطة المجتمعية بشكل دوري حملات توعوية للناس كي يخففوا من سرعتهم». تقييم متواصل يتابع عناصر العمليات المركزية «الميداني والمكتبي والإداري»، دورات تدريبية بشكل دوري لتحسين الأداء ولمواكبة كل تطور في العمل، وهي في عملية تقييم متواصلة، ومن العمليات المركزية تصدر الإحصاءات بعدد البلاغات وأنواعها وبناءً عليها تتم دراسة هذه البلاغات وتحليلها من قبل إدارات أخرى وبناء عليها يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة. نغادر العمليات المركزية في شرطة أبوظبي والهدوء يعمّ المكان، وهذا بعد أن نشهد في غرفة الاتصالات على الحركة، حركة صامتة، دقيقة، فعّالة.. جنوداً مجهولين يعملون طيلة الوقت ومن دون توقف كي ننعم بإفطارنا بسلام وهدوء، وقد تعوّد أفراد عائلات الشرطة على أن آباءهم أو أمهاتهم من عناصر الشرطة قد لا يتمكنون من تناول الإفطار معهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©