الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تزامن اضطراب الوظائف مع انقطاع الطمث يحير العلماء

تزامن اضطراب الوظائف مع انقطاع الطمث يحير العلماء
18 مارس 2012
تقول الكثير من النساء اللاتي تجاوزن مرحلة القدرة على الحمل والإنجاب إنه سبق لهن أن اشتكين من شعورهن بما يشبه غمامةً تغشى أذهانهن تزامناً مع انقطاع الطمث، بعضهن قُلن إنها غمامة آنية ظرفية، وأخريات قُلن إنها غمامة تلازمهن طيلة تلك الفترة الانتقالية التي تمر فيها المرأة بآخر دورة شهرية، أو تعيش أول شهر لها من دونها. فيما عبرت نساء عن خشيتهن من أن تكون مثل هذه الأعراض علامات على قابلية إصابتهن عند الشيخوخة بالخرف أو غيره. ما دفع العلماء والباحثين، والنساء أنفسهن، إلى البحث بشأن حقيقة هذه الشكاوى، وهذا النوع من الغمامات! لعل السؤال الذي تطرحه معظم النساء لن يكون حول حقيقة هذه الشكاوى، فهي لا شك كذلك لدى النساء اللاتي اشتكين منها وأبلغن عنها. لكن ما يرغبن في معرفته هو العوامل التي أسهمت في اعتقادهن بتراجع قدراتهن الذهنية، وما إذا كانت شكاواهن الإدراكية هذه قد تلقي بظلالها على وظائفهن الإدراكية وأنشطتهن اليومية ومستقبل صحتهن العقلية مستقبلاً، وما إذا كانت هذه المشكلة ستتلاشى وتزول لوحدها، أم أنها قابلة للحل عبر اتباع علاج ما، أو تغيير نمط عيش معين. في دراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من مجلة «سن الإياس»، بدأ باحثون من جامعة روكستير بنيويورك وإلينوى بشيكاجو بالبحث عن إيجاد أجوبة عن الأسئلة التي يطرحها النساء، وتركوا الكثير منها مفتوحةً وقابلةً للاستكشاف والاستغوار. ومن بين ما وجدوه أنه عندما تشتكي النساء البالغات سن انقطاع الطمث من مشاكل في الذاكرة، فإن ذلك يكون مسبوقاً بمعاناتهن من اضطرابات على مستوى مهارتين إدراكيتين، وهما الحفاظ على التركيز، وخصوصاً في المهام المعقدة المركبة والمتعبة، وكذا حفظ المعلومات القصــيرة الصــغيرة مثل رقم تلفون أو قائمة مشتريات لأقل من بضع دقائق. الانتباه المركب في لغة علم النفس العصبي، يُصطلح على المهارات العقلية التي تصيب النساء في مرحلة انقطاع الطمث بالانتباه المركب والذاكرة العاملة. وحتى في صفوف أولئك اللاتي يشتكين من مشاكل في الذاكرة، لم يجد الباحثون أي دليل عن وجود مشاكل على مستوى الذاكرة الشفهية المتمثلة في القدرة على تذكر أسماء الأماكن أو الأشياء. ووجد الباحثون في هذا السياق أن 67% من النساء المشاركات في الدراسة اللاتي مررن لتوهن من مرحلة الحيض إلى انقطاع الطمث أنهن عانين من فقدان طفيف في الذاكرة، بينما قالت 4 نساء من 10 إنهن يعتبرن مشاكل الذاكرة التي يعانين منها ذات خطورة معتدلة. ووجدت الدراسة أيضاً أن غالبية النساء اللواتي اشتكين من شعورهن بوجود غشاوة أو غمامة في ذاكرتهن تزامناً مع آخر دورة شهرية، أو أول سنة دون طمث هن أنفسهن اللاتي سبق لهن الإبلاغ عن الإصابة باضطرابات في النوم وأعراض الكآبة، أو المعاناة من أوجاع بدنية أخرى كالصداع وأوجاع البطن أو آلام الظهر. وقام الباحثون بإشراك 75 امرأةً تتراوح أعمارهن بين 40 و60 سنةً ممن أصبحت دوراتهم الشهرية متقلبةً، لكنهن جربن خروج الطمث السنة الماضية. وبالإضافة إلى مطالبة النساء المشاركات في الدراسة بتقييم التغيرات التي طرأت عليهن شخصياً على مستوى وظائفهن الإدراكية، أخضع الباحثون هؤلاء النساء لاختبارات متتالية مجهدة لمعرفة أداء وظائفهن بموضوعية. تساؤلات مفتوحة سجل الباحثون في هذه الدراسة أنه بالنسبة للنساء اللاتي تطول بهن الفترة الانتقالية ما بين آخر دورة شهرية والانقطاع النهائي للطمث، فإن لياقتهن العقلية ومزاجهن يكونان مترابطان بشكل وثيق. لكنهم لم يجدوا أجوبةً لأسئلة مهمة أخرى. ومن بينها: ? هل للغمامة العقلية علاقة بالتغير الكبير الذي تشهده المرأة على مستوى هرموناتها خلال انتقالها إلى مرحلة انقطاع الطمث (سن الإياس)؟ ومثل الكثير من الدراسات السابقة، أخذت هذه الدراسة قياساً لمستويات إفراز الهرمونات مرةً واحدةً ولم تجد نمطاً يربط تلك المستويات بتغيرات الذاكرة. ? هل الكآبة التي تشيع كثيراً لدى النساء في مرحلة انقطاع الطمث لها علاقة بتراجع القدرات العقلية؟ وهل يمكن أن يؤدي علاج اضطراب المزاج الذي تعاني منه المرأة في هذا السن إلى استعادتها مستوى أداء وظائفها الإدراكية السابق؟ وقد وجدت هذه الدراسة أن أعراض الكآبة كانت مؤشرات جيدة تنبئ بأن المكتئبة قد تعاني من اضطرابات في الذاكرة، لكنها لم تحدد ما إذا كانت المشاركات في الدراسة لديهن تاريخ عائلي للإصابة بالكآبة، أو ما إذا كُن تلقين علاجاً ما عن الكآبة في وقت سابق. ? إذا كانت مشاكل الذاكرة التي اشتكى منها هؤلاء النساء شيئاً جديداً يعانين منه، فهل يزول بتجاوزهن هذه المرحلة الانتقالية أم أنه يدوم بعدها؟ وهل يمكن أن تكون هذه المشكلات مؤشرات على احتمال إصابتهن بأمراض الخرف والشيخوخة أكثر من غيرهن من النساء اللاتي لا يُعانين من أية مشكلات إدراكية بعد انقطاع الطمث؟ ولم تأخذ هذه الدراسة أية قياسات مرجعية للمهارات العقلية للنساء المشاركات في الدراسة قبل انقطاع الطمث كما لم تتابع حالاتهن بعد مرورهن بمرحلة الانتقال إلى انقطاع الطمث. لكن دراسات أخرى كانت قد أشارت إلى أن معاناة النساء من تغيرات هرمونية خلال هذه الفترة الانتقالية الحرجة، وشكواهن من الإصابة بغمامة عقلية، قد تكون أعراضاً وعلامات مبكرةً عن مخاطر إصابتهن بمشاكل إدراكية خفيفة، أو الخرف عند الشيخوخة. ولم تكن عالمة الأعصاب النفسانية جولي دوماس من جامعة فيرمونت من منجزي هذه الدراسة، لكنها كانت قد أجرت دراسةً مماثلة عن انقطاع الطمث والأداء العقلي. وتقول إن النساء اللاتي يعانين من الكآبة واضطرابات النوم هن أكثر قابليةً للإصابة بمشاكل إدراكية في هذه الفترة الانتقالية. وتضيف دوماس «على الرغم من عدم وجود دليل علمي على أن علاج مشاكل الأرق والكآبة والقلق يؤدي إلى إزالة مسببات الشعور باضطراب أو تراجع الوظائف الإدراكية، فإنني أنصح النساء أن يُساعدن أنفسهن بتجويد نمط عيشهن والنوم ساعات كافية والابتعاد عن بواعث القلق حتى لا يُكابدن أية اضطرابات في الفترة التي تشهد فيها إفرازاتهن الهرمونية تغيراً كبيراً، وأن لا يترددن في اللجوء إلى الطبيب عند الرغبة في المساعدة أو التدخل الطبي، أو إلى الدعم النفسي والمعنوي». هشام أحناش عن «لوس أنجلوس تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©