الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسن عبدالفتاح: التشكيل الإسلامي سبق العالم لكننا أهملناه

حسن عبدالفتاح: التشكيل الإسلامي سبق العالم لكننا أهملناه
21 أغسطس 2009 23:27
يفخر الفنان التشكيلي حسن عبدالفتاح بأنه صاحب أعمال إبداعية تحمل هويته الإسلامية لأنه مقتنع بأن تلك الفنون سبقت المدارس الفنية الحديثة وخطت خطوات واسعة نحو القيم الفنية ومع هذا لا نعطي هذه الفنون قدرها الحقيقي. وهو يصر على مدار تجربته الفنية الممتدة منذ أكثر من أربعين عاما على تقديم أعمال إبداعية مليئة بالوحدات والزخارف والموتيفات الإسلامية• وقد شب حسن عبدالفتاح على حب الفنون الإسلامية بحكم نشأته في القاهرة التاريخية، حيث ولد وتربى في منطقة العباسية القريبة من آثار العمارة الإسلامية ومبانيها ومساجدها وتأثر بناسها وادرك العلاقات الدافئة بين الناس وتأثير المكان عليهم• ويقول إن هذا المكان يحمل طابعاً خاصاً في الشكل والمضمون ففيه تتجمع العبادات والجو الروحاني والعلاقات الحميمة والحرف التراثية، وكل هذا أدى إلى تكوين بذرة فنية لديه خاصة أنه كان دائم التردد على المساجد والتعمق في جمالياتها وفلسفاتها• وأضاف أنه لاحظ أن العمارة الإسلامية في القاهرة التاريخية مليئة بالمنحنيات وتحمل جماليات زخرفية على الأبواب والشبابيك وأسقفها مرتفعة لتعطي إحساساً بالحرية واحترام الخصوصية ومعظم المساجد بها رموز جمالية تؤكد الاتصال الروحي طوال الوقت حتى وحدات الارابيسك الموجودة على العمارة الإسلامية والشبابيك كانت تفتنه لجمالها فالتلاصق القائم بين وحدات الارابيسك في أشكال دائرية يوحي بذكر الله الى مالا نهاية وكل هذه العناصر جعلته يدرك أن الفن ليس مجرد اداة تزيين فقط وانما وراءه فلسفة عميقة تحقق معنى نفسيا وروحانيا• وقال إن الجو الذي فرضته القاهرة الإسلامية على روحه ونفسه جعله مصمماً على الالتحاق بكلية الفنون الجميلة ورغم أن الدراسة بالكلية كانت أكاديمية وأوروبية المنهج إلا انه بعد التخرج ظل مفتونا بالبيئة الشعبية والدينية التي عايشها وحاول أن يوظف المنهج الذي درسه واستفاد من كل القواعد الفنية ووظفها في أعمال تناسب البيئة المصرية الإسلامية بكل ما تحمله من حضارات وتراث لأنه مقتنع بأنه لا تناقض بين هذه الحضارات المتعددة فالقيمة الفنية فيها متوافقة والاختلاف يكمن في الفلسفة التي يحملها كل فن على حده• وقال إن أعماله الفنية مزجت بين هذه الفنون والجانب الشعبي المميز وتنوعت التجارب بمرور السنوات والخبرة وان كانت تجاربه التي استفاد فيها من العمارة الإسلامية هي الأبرز حضورا حيث وظف عناصر هذه العمارة من وحدات وموتيفات مثل القباب والارابيسك في أعماله بشكل غير مباشر وأضاف اليها البشر الموجودين في المكان• واضاف انه ركز في أعماله على إبراز اتصال أهل القاهرة الإسلامية بربهم من خلال توجههم الى السماء كما ركز على الحركة الديناميكية في علاقاتهم معا واستفاد ايضا من فن الخيامية الذي قدم عنه تجربة ابداعية مزج فيها بين العناصر الزخرفية النباتية والهندسية، كما استلهم الخط في بعض أعماله من خلال المزج بين الحروف والزخارف لتؤدي إلى معنى جمالي حتى ولو لم تكن مقروءة فضلا عن رسم عشرات اللوحات لمساجد ومناظر طبيعية يبرز من خلالها القيم الجمالية والروحانية لهذه الأماكن• وأكد أنه كان حريصا على الاستفادة والاستلهام من الفنون الشرقية والإسلامية -ولا يزال- لأنها فنون تعطي إلى مالا نهاية وتحمل هويتنا وشكلنا الحقيقي والتعمق في فلسفتها يجعلنا موقنين أن هذه الفنون سبقت الفنون الأوروبية على مستوى الشكل والمضمون ولهذا تحظى هذه الأعمال عند عرضها في الخارج بالتقدير لأنها تقدم رؤية جمالية ومفاهيم مختلفة عن المفاهيم السائدة هناك• وقال إننا كشرقيين متميزين في التراث الذي نملكه ويبدو ذلك واضحاً في العمارة والمساجد والبيوت والأبنية المحيطة بنا ولا يمكن الفرار منه وإذا كنا جادين في عمل فن حقيقي فعلينا أن نستفيد من هذا التراث الفخم الذي لا يقيد أي فنان، بل بالعكس يعطيه مفاهيم وحلولا جديدة تدفعه إلى تقديم أعمال متجددة الإبداع بشرط أن نكون واعين بهذا التراث ونستوعب أهدافه ونوظفه بشكل معاصر يضيف الى التجارب الابداعية الموجودة• وأضاف أنه لا يلجأ الى الأعمال المباشرة بل دائم البحث عن أفكار وأشكال جديدة تضيف لمسيرة الإبداع العربي الإسلامي وتساعده في ذلك خبراته المتراكمة وهضمه لكل الفنون الشرقية التي مرت علينا وأثرت فينا وتأثرنا بها ويدعو الى الاهتمام بهذه الفنون التراثية والعمل على تقديمها في الخارج بشكل مستمر ورعاية الفنانين الذين يعملون في هذا الاتجاه لأن هؤلاء الفنانين لا يجدون اي مساعدة أو عون في حين أن الفنانين في الخارج تقف خلفهم مؤسسات لمساعدتهم وتسويق أعمالهم ونحن في أشد الحاجة لتقديم أعمال فنية تعبر عن هويتنا وتراثنا الإسلامي لنثبت للعالم أننا أصحاب حضارة وفنون عظيمة•
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©