الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المقهى الشعبي بالشارقة.. يحمل ذكريات الماضي

المقهى الشعبي بالشارقة.. يحمل ذكريات الماضي
10 مايو 2010 20:26
على ضفاف بحيرة خالد يقف شامخاً، ضارباً في قدمه عقوداً من الزمن، وعلى طول الشارع المحاذي تزدحم بجانبه مطاعم الوجبات السريعة والمحال التجارية بماركاتها العالمية، كل شيء من حوله يعج بمواصفات الحداثة والترفيه. في ظل الغلاء والتعقيد والتقليد تجمع بين المقهى والمطعم والمجلس الشعبي، يحكي قصص ألف ليلة وليلة، ويسجل أجمل المواقف ولحظات المتعة والترفية والتسلية في أجواء عائلية، وهو الذي يوفر ركناً خاصاً للعائلات، ويقدم جملة من الخدمات والامتيازات.هذا المقهى الشعبي المتربع على كورنيش بحيرة خالد، تفوح من بين جنباته وجدرانه رائحة الماضي، يستقبل مرتاديه بالقهوة والشاي والهريس والنخي، كل من يزور كورنيش بحيرة خالد بالشارقة لا بد له أن يقف بجانبه ليشتري ما يحلو له من أكلات شعبية محلية ومشروبات ساخنة بأسعار رمزية. ويعد المتنفس الوحيد لسكان الشارقة ويحمل روح التراث وذكريات الحاضر فما يزال كبار السن والشباب من المراهقين يتوافدون على زيارته من أجل الحوارات والترفيه والتنفيس عن الروح، فالشكل التقليدي القديم الذي تم بناؤه وفق الطريقة التقليدية بالجندل والمواد القديمة، والزينة التي تعلو السقف بأدوات من التراث القديم، يعتبر عند بعض زبائنه مكاناً لقضاء الوقت والاستمتاع بالشيشة وشاي الكرك. حسب رواية كبير السن سالم أحمد، الزائر الدائم للمقهى الشعبي فإنَّ «أجمل ما يميز هذا المقهى هو الطراز الشعبي المعتمد على السعف ومواد الجريد والشندل والحصى. ?كما زينت المداخل بأبواب قديمة، ولم يعد المكان حكراً على كبار السن، بل باتت ترتاده الكثير من الأسر الإماراتية، والمتزوجون والشباب، حتى أن البعض منهم يفضل الجلوس في المقهى لساعات طويلة من الليل من أجل التسامر وتناول الوجبات الشعبية اللذيذة التي تحمل نكهة إماراتية 100%». يضيف سالم: «المقهى الشعبي في الشارقة، الذي يزيد عمره على سبعين عاماً، يعتبر أول مقهى شعبي على مستوى الإمارة، وقد بدأ العمل منذ عام 1937 ولا يزال تحت إدارة وإشراف الحاج عبد العزيز محمد جاسم الذي يتجاوز عمره الثمانين عاماً، وكان حين إنشاء المقهى شاباً صغيراً، ولحسن حظه فقد عايش لحظات البداية على بساطتها مع أبيه وعمه وجده، وهو يقول إنَّ إنشاءه لم يكن من أجل الربح والتجارة، بل بهدف المحافظة على التراث الإماراتي وعلى اسم وعنوان عاشه الأجداد لسنوات طويلة، ورغم هذه السنين والتطور والحداثة الذي يحيط به من كل جانب ما زال محافظاً على كل شيء، نابضاً بروح التراث الأصيل».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©