الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراما الواقع أقوى من الخيال في «يورو 15»!

دراما الواقع أقوى من الخيال في «يورو 15»!
20 يونيو 2016 20:48
محمد حامد (دبي) لاعب كان أمل ورمز منتخب الوطن أصبح في غضون دقائق الخائن الأكبر، وعائلة سويسرية من أصول ألبانية، لديها ابن يلعب لمنتخب سويسرا، والآخر لمنتخب ألبانيا، فانشطر قلبها بين الشقيقين، ولاعب يبكي بحرقة أثناء النشيد الوطني بعد وفاة والده، و«فاقد بصر» يحرص على الحضور للمدرجات، مؤكداً أنه لا يرى سوى ألوان علم الوطن، ومشجع ويلزي يبكي بحرقة، بعد أن ضاعت فرصته الوحيدة للتفوق على الجار العملاق إنجلترا، وغيرها من المشاهد الإنسانية في «يورو 2016». وكعادتها تتجاوز تأثيرات «الساحرة» المستطيل الأخضر، لتصل إلى القلوب، وغالباً ما تكون المشاهد الأكثر تأثيراً وإنسانية قادمة من خارج الملعب، أو تحدث لأسباب لا تربطها علاقة مباشرة لكرة القدم، حينها تصبح دراما الواقع أقوى وأكثر تأثيراً من الخيال، لأنها تخترق القلوب عبر جسور من الصدق. عائلة تشاكا حدث تاريخي وإنساني لم يسبق له مثيل شهدته مباراة سويسرا وألبانيا، فقد لعب جرانيت تشاكا لسويسرا، بينما لعب شقيقه تاولانت تشاكا لألبانيا، وحضرت الأم لتشجيعهما، وسط مشاعر متناقضة وحيرة لافتة، فما كان منها، إلا أن ظهرت بقميص قسمته بين علم سويسرا وعلم ألبانيا، فالعائلة من أصول ألبانية دفعتها ظروف الحرب للهجرة إلى سويسرا، فاختار الابن الأول منتخب الوطن الجديد، أما الثاني فقرر أن يمثل منتخب الجذور. وعلى الرغم من ذلك، فقد انتقد البعض عائلة تشاكا، على اعتبار أن الانتماء لا يتجزأ، ومن ثم كان يتوجب على الأب رجب تشاكا أن يضمن وجود جرانيت وتاولانت في منتخب واحد، لا يهم إن كان ألبانياً أو سويسرياً، ولكن المهم تكون العائلة خلف وطن واحد. فاقد البصر لا يرى منذ ولادته، ولكنه قرر أن يشد الرحال من غرناطة إلى فرنسا لكي يقف خلف منتخب إسبانيا، وكتب على جسده «لا أرى لكنني أشعر»، إنه ميجيل ماتشادو «كفيف البصر» البالغ 19 عاماً، والذي أكد أنه يستمتع بالحضور للمدرجات وتشجيع منتخب بلاده، بل أكد المعنى الأعمق من ذلك حينما قال إنه لا يرى، ولكنه يشعر بألوان علم الوطن. وأصبح ميجيل هو تميمة الحظ لمنتخب إسبانيا الذي تأهل مبكراً للدور الثاني، بل إن فيثينتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني، وتقديراً منه لهذا المشجع قام بتوجيه رسالة خاصة له، قائلاً: نشكرك على وجودك خلفنا، وهي رسالة تؤكد أن الشخص الأهم في الكرة الإسبانية يقدر جيداً ما قام به المشجع. دموع سيرنا قبل أيام غادر داريو سيرنا عائداً إلى كرواتيا لحضور مراسم جنازة الأب، وعاد سريعاً إلى فرنسا للمشاركة في مباراة كرواتيا أمام التشيك، ووفقاً لما ذكره الاتحاد الكرواتي في حينه، فإن قائد المنتخب داريو سيرنا ترك زملاءه المشاركين في البطولة القارية، وعاد إلى كرواتيا لحضور جنازة والده اوزيير سيرنا. وقبل مباراة كرواتيا وجمهورية التشيك، وأثناء عزف النشيد الوطني الكرواتي ظهر سيرنا وهي يبكي بحرقة، فقد امتزج لديه حب الوطن بقسوة الظرف الذي يعيشه وهو رحيل الأب، وحظي المشهد باهتمام وسائل الإعلام العالمية، وسط تعاطف كبير مع سيرنا الذي أعلن أن المهمة الحالية هي الأخيرة له مع المنتخب الوطني، حيث من المقرر أن يعتزل عقب نهاية مشوار منتخب بلاده في البطولة. توران الخائن بعد أن كان الملايين من عشاق وأنصار المنتخب التركي يحلمون بأداء جيد وظهور مشرف في البطولة مع نجم «البارسا» أردا توران، فإذا بالمنتخب الإسباني يسحق المنتخب التركي بثلاثية، وبأداء استعراضي، ظهر معه الأتراك في أسوأ حالاتهم على الإطلاق، ما تسبب في موجة من الغضب العارم في المدرجات، وكان توران المستهدف الأول من صافرات الغضب والاستهجان. وعلى الرغم من محاولات الجميع، وعلى رأسهم أندريس إنييستا نجم إسبانيا ورفيق درب توران في صفوف البارسا الشد من أزره، إلا أن توران ظهر غاضباً محبطاً، وكأنه يقول إنه لا يمكنه تحمل المسؤولية بمفرده، وأعلن اللاعب عقب المباراة أن قميص المنتخب التركي سيظل شرفاً له مهما حدث، وشدد على أنه خاض أكثر من 90 مباراة دولية، والمباريات السيئة منها تعد على أصابع اليد الواحدة. دموع ويلزية عاش الآلاف من جماهير منتخب ويلز حلماً جميلاً بالفوز على المنتخب الإنجليزي، بعد أن تقدم جاريث بيل بهدف، وجاء هدف التعادل الذي سجله جيمي فاردي لتنخفض معه طموحات الجمهور الويلزي الذي بدا راضياً بالتعادل، ولكن المفاجأة القاسية حدثت في الدقيقة 92 حينما سجل دانيل ستوريدج هدف حسم المباراة للإنجليز. وانخرط الويلزيون في بكاء مرير، بعد أن ضاعت الفرصة التاريخية لتحقيق انتصار معنوي على الجار الكبير «إنجلترا»، ويبدو أن الشحن المعنوي الزائد قبل المباراة، والذي لعب فيه بيل دور المحرك الرئيس كان سبباً في الحماس الزائد لجماهير ويلز، ولكن الواقع فرض كلمته في نهاية المطاف بتفوق المنتخب الإنجليزي الأكثر قوة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©