الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

ازدهار تجارة الكوكايين.. الوجه الثاني للسلام في كولومبيا

9 مايو 2017 15:26
تسعى كل دول العالم لتحقيق السلام سواء بين مكوناتها المجتمعية أو مع جيرانها، لكن أحيانا قد يكون للسلام أعراض جانبية خطيرة. فقد ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن اتفاق السلام -الذي أبرمته الحكومة الكولومبية مع حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) المتمردة العام الماضي- أدى إلى ازدهار زراعة نبات الكوكا الذي يستخدم في صناعة مخدر الكوكايين وليس القضاء عليها كما كان مأمولا. وساهم الاتفاق في إنهاء الصراع الذي استمر 52 عاما بين الحكومة والمتمردين اليساريين. لكن تقديرات تشير إلى أن نحو 460 فدانا مزروعة بالكوكا في كولومبيا وهي مساحة غير مسبوقة. ووفقا للحكومة الأميركية، فقد أنتجت كولومبيا 710 أطنان من الكوكايين العام الماضي ارتفاعا من 235 طنا في 2013. وكانت «فارك» تمول نفسها بقدر ما من تجارة المخدرات لكنها تخلت عن هذا النشاط بموجب اتفاق السلام. كما تعهدت بمساعدة مزارعي الكوكا في المناطق النائية التي كانت تخضع لسيطرتها على التحول إلى زراعة نباتات مشروعة ذات ربحية عالية مثل البن والموز والكاكاو. وبموجب الاتفاق، ستدفع الحكومة تعويضات مالية للمزارعين الذين سيتخلون طواعية عن زراعة الكوكا ويشاركون في برنامج عمره عامان للتحول إلى زراعة نباتات أخرى مفيدة. كما تعهدت بتنمية المناطق التي ستتخلص تماما من الزراعة غير المشروعة. لكن يبدو أن العوائد المادية لاتفاق السلام شكلت حافزا لعدد كبير من المزارعين لزراعة حقولهم بالكوكا في محاولة لجذب انتباه الحكومة. وقالت «واشنطن بوست» إن بعض المجتمعات الريفية، التي تعاني من الفقر وغياب الوجود الحكومي، أدركت أن السبيل الوحيد لجذب اهتمام الحكومة هو زراعة الكوكا. لذا، يُقْدِم الكثير من المزارعين على زراعة الكوكا أملا في الحصول على التعويضات المالية وتحقيق التنمية. ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الكولومبي لويس كارلوس فيليجاس قوله إن بلاده لم تشهد مثل هذا الازدهار في زراعة الكوكا من قبل. وأقر بأن السلام مع «فارك» صعّبَ من مكافحة المخدرات وليس العكس. وأضاف فيليجاس أنه لم يعد بمقدور الحكومة الاعتماد على العنف فقط في التصدي لزراعة وتجارة المخدرات لكن المشكلة تحولت إلى تحد اجتماعي. وتقول الحكومة إن استراتيجيتها لمعالجة المشكلة تحتاج لوقت حتى تؤتي ثمارها. وانعكست المشكلة على الولايات المتحدة التي أنفقت عشرة مليارات دولار على مدى 17 عاما لمكافحة المخدرات في كولومبيا. وتشير الأرقام إلى تزايد استهلاك الكوكايين في الولايات المتحدة بسبب تهريب كميات كبيرة من المخدر الكولومبي الرخيص. وذكرت «واشنطن بوست» أن مكافحة المخدرات ستكون محورا ملتهبا خلال المحادثات التي سيجريها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الكولومبي خوان مانويل سانتوس في واشنطن يوم 18 مايو الجاري. وتوقفت كولومبيا في 2015 عن رش حقول الكوكا من الجو بمبيدات الأعشاب خوفا من إصابة السكان بالسرطان. وأقرت المحكمة العليا الشهر الماضي هذا الحظر، لكن يطالب مسؤولون أميركيون باستمرار هذا الأسلوب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©