الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحمادي: أسهم في الارتقاء بأداء المعلمين وأراقب المدارس

الحمادي: أسهم في الارتقاء بأداء المعلمين وأراقب المدارس
18 مارس 2013 20:20
فاطمة الحمادي، موجه تربوي لمادة التربية الفنية في منطقة أم القيوين التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم، تؤكد أن مهام الموجه التربوي تشمل عدداً كبيراً من الأمور الهادفة إلى الارتقاء بمستوى المعلم والنهوض به، وصولاً لتطوير العملية التعليمية برمتها، لتحقيق جملة من الأهداف للقائمين على مهنة التعليم، ورسم طريق الوصول إليها، ومدهم بالوسائل التي تعينهم على تحقيقها، فيما يصب في مصلحة الطالب والذي هو محور العملية التعليمية والتربوية. وللوقوف أكثر على ماهية عمل الموجه التربوي، التقت "الاتحاد" الحمادي في هذا الحوار. غدير عبد المجيد (أم القيوين) - عشقت التربوية فاطمة الحمادي الفنون منذ صغرها، وحباها الله بموهبة الرسم، فصقلتها في فترة الدراسة الجامعية خصوصا أنها درست التربية الفنية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، فأصبحت فنانة تشكيلية من جهة ومن جهة أخرى معلمة تدرس مادة التربية الفنية لعدة مراحل في مدارس الشارقة الحكومية والنموذجية. وبعد 15 عاما انتقلت الحمادي لتصبح موجهة لمادة التربية الفنية، محاولة الارتقاء بالمعلمين في هذا الحقل، وتغيير الصورة النمطية للموجهة والتي تصفه بالمفتش الذي يتصيد أخطاء المعلمين. اكتساب الخبرات عن سبب انتقالها من التعليم إلى التوجيه، تقول الحمادي “عملت معلمة لمادة التربية الفنية لمدة 15 سنة مضت، اكتسبت خلالها الكثير من الخبرات، وبرزت وأبرزت طالباتي الموهوبات عبر المشاركة في المعارض والمؤتمرات والمسابقات داخل الدولة وخارجها، ولأنني إنسانة طموحة وأحب المادة التي كنت أدرسها كثيرا رغبت في أن أطور من أسلوب تدريسها في المدارس، وأحقق بذلك رؤيتي التطويرية التي تشكلت عبر سنوات الخبرة الطويلة، ولن يتحقق ذلك إلا بالارتقاء بمستوى المعلمات والمعلمين الذين يدرسون المادة على حد سواء، ومن حسن حظي أنني وجدت فرصة لذلك، حيث رشحتني الموجهة الأولى للتربية الفنية في وزارة التربية والتعليم لأصبح موجهة تربوية لمادة التربية الفنية، وحتى أكون جديرة بذلك خضعت لامتحان تحديد مستوى، ومن ثم مقابلة، فمجموعة دورات وورش فنية تؤهلني للوظيفة الجديدة التي تسلمتها في عام 2010، حيث أصبحت موجهة تربوية لمادة التربية الفنية في منطقة أم القيوين التعليمية”. بعد أن دخلت الحمادي مجال التوجيه التربوي وجدت أنه يختلف تماما عن التدريس، فبعد أن كانت تتواصل مع الطالبات في غرفة الصف وتعلمهن أساسيات الفن، وكيفية استخدام الألوان والخامات لإنتاج الأعمال الفنية، باتت الآن تتعامل مع المعلمات وتصب جل اهتمامها عليهن من أجل تحقيق عدة أهداف توضحها قائلة “مهمتي الآن أصبحت تتعلق في وضع الخطط والاستراتيجيات للارتقاء بمستوى المعلمات والمعلمين، ليقوموا بدورهم على أكمل وجه في توجيه ورعاية الطلبة في مادة التربية الفنية، ومن أجل تحقيق ذلك أنظم وأقدم مجموعة من ورش التطوير المهني للمعلمين والمعلمات وأستضيف متخصصين في مجال التربية والفنون التشكيلية بغية إعانتي على عملية التدريب، الأمر الذي يصب في حقيقته في مصلحة الطلبة”. وتضيف “لأنني عضو في مجلس مادة التربية الفنية التابع للوزارة أنظم معارض للطلبة الموهوبين من مختلف المدارس لعرض نتاجاتهم سواء على مستوى مدارس المنطقة أو الوزارة، وأشركهم في المعارض والمسابقات الفنية المحلية والعالمية، بالإضافة إلى متابعة المعلمات الجدد عبر زيارتهن ميدانيا في المدارس وحضور حصص لهن وتوجيههن في ضوئها، وتنظيم ورش تدريبية ترفع من قدراتهن في مجال التعليم”. مهام جديدة تشير الحمادي إلى أنها تقوم بمهام أخرى جديدة استحدثتها الوزارة مؤخرا لجميع الموجهين من مختلف التخصصات، وتتعلق ببرنامج الرقابة على المدارس الحكومية، عبر تشكيل لجان من مجموعة من الموجهين مختلفي التخصصات لمتابعة العملية الإدارية والتربوية في المدارس، يقومون بزيارات ميدانية مكثفة إلى المدارس ويجرون دراسة تحليلية للكادر العامل فيها وللبيئة المدرسية ككل، ويقيمونها وفق عدة معايير للوقوف على نقاط الضعف والقوة، ومن ثم يضعون الخطط التحسينية، ويتابعون مدى تحقيقها خطوة بخطوة على مدار 3 سنوات متواصلة، وذلك بهدف دعم ومساندة المدارس على تحسين وتطوير مستواها التعليمي، وليس بغرض تصنيف المدرسة أو تصيد نقاط الخلل فيها. وفي سياق مواز، تؤكد الحمادي أنها تسعى منذ تسلمها لمهنتها الجديدة إلى تصحيح نظرة البعض إلى الموجه التربوي، الذين يعتبرونه مفتشا جاء ليتصيد أخطاء المعلمين والمعلمات، وإيضاح مهمته في التوجيه والتدريب والارتقاء بمستوى أداء المعلمين ومهاراتهم التدريسية، عبر الورش والدورات والتي تستقيها من خطة الوزارة أو من مشاهداتها الميدانية لاحتياجات المعلمين والمعلمات. وتلفت في حديثها إلى اختلاف واقع مادة التربية الفنية في المدارس قديما عما هو عليه الآن، حيث لم تكن في السابق مادة لها تلك الأهمية وذاك الأساس والكيان الذي أصبحت عليه حاليا، فلم يكن لها منهاج تدرس به، ويقتصر مفهومها على الرسم والألوان، أما الآن فأصبح لها منهاج يدرس في المدارس ، حيث عكفت الوزارة منذ 6 سنوات على إعداد منهاج كل سنة لمرحلة من المراحل، ما يعني أنه يوجد مناهج لتدريسها من الصف الأول ولغاية الصف السادس الأساسي ويجري العمل حاليا لإعداد المنهاج للمرحلة التي تليها وهكذا حتى يتم الانتهاء من إعداد مناهج لجميع الصفوف والمراحل خلال السنوات المقبلة ، وقد شاركت الحمادي شخصيا بإعداد منهاج التربية الفنية للصفين الرابع والخامس. قيمة واعتبار حول منهاج التربية الفنية، تقول الحمادي “بوجود منهاج للمادة صار لها قيمة واعتبار ودرجة علمية في شهادة الطالب الفصلية والسنوية كبقية المواد الدراسية، وأصبح لهذا المنهاج أهداف ونواتج تعلم تنعكس على شخصية الطالب الفنية والاجتماعية، ولا ترتكز مناهج التربية الفنية لمختلف المراحل على تعليم الرسم والألوان فقط بل يضاف لها التصوير والتصميم والتشكيل والتركيب والطباعة إلى جانب الثقافة الفنية. كما يؤخذ بعين الاعتبار عند تأليف مناهج التربية الفنية ضرورة تكاملها مع المناهج الخاصة بالمواد الدراسية الأخرى، إلى جانب أن مادة التربية الفنية أصبحت تدخل في جميع لجان المدرسة التي يشارك بها الطلبة مثل لجنة تجميل المبنى المدرسي، واللجان الثقافية والعلمية وغيرها”. وتصف الحمادي مهنتها كموجهة تربوية بأنها مهنة جميلة وممتعة على الرغم من انشغالها أحيانا عن مهامها الأساسية في تطبيق القرارات الإدارية التي استحدثتها الوزارة، كبرنامج الرقابة المدرسية الذي يستنزف الكثير من الوقت، وتعتبر عملها محفزا على الإبداع عبر اطلاعها الدائم على آخر المستجدات الفنية في العالم عبر شبكة الإنترنت سواء في الأفكار أو الخامات أو الأساليب التعليمية وغيرها وتستوحي منها أفكارا وورش تطويرية للمعلمين والمعلمات العاملين في الميدان، وتحرص على نشر أعمال الطلبة والمعلمين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالوزارة بهدف تشجيعهم وتبادل الخبرات مع غيرهم. وعن سر نجاح الموجه التربوي، تقول ضاحكة إن سر نجاحه في ابتسامته، وتعلل “من أجل أن ينجح الموجه التربوي في عمله لا بد أن يحسن التواصل مع المعلمين والمعلمات، ويشعرهم بأنه أخ لهم ويبني علاقة ودية معهم تكسر حاجز الخوف والجمود. كما لا بد من الابتسامة في وجوههم وحسن الانصات لهم، ومشاركتهم أفكارهم وإبداعاتهم وتشجيعهم على إطلاقها، ومساعدتهم على التغلب على مشاكلهم وهمومهم المتعلقة بالعمل، فأساس النجاح في أي مهنة هو الأخلاق الطيبة وحسن المعاملة، ومن الضروري أيضا أن يتحلى الموجه بالصبر على أخطاء المعلمين واحتوائهم والأخذ بأيديهم نحو تعديلها، إضافة إلى اطلاعه الدائم على المستجدات العالمية في مجال التربية والفنون لاكتساب الخبرات منها وبناء البرامج والدورات التي تنسجم معها”. مبادرة «الموهبة والتفوق» تشارك الموجهة التربوية والعضو في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية فاطمة الحمادي في مشروع “مبادرة الموهبة والتفوق”، الذي أطلقته إدارة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم، والذي يهدف إلى تقديم برامج بشأن الكشف والتعرف على الطلبة الموهوبين والمتفوقين وبرامج رعايتهم ومتابعتهم، ويعتمد المشروع على تطبيق خطة استراتيجية متكاملة لرعاية الموهوبين والمتميزين في الميدان التربوي. وتختم الحمادي حديثها برسالة تحفيزية إلى المعلمين والمعلمات مفادها أن يكونوا قدوة للطلبة يغرسون فيهم أهمية التعليم وقيم مجتمع الإمارات، وأن يبدعوا ويستخدموا أساليب تعليم مبتكرة وفعالة للارتقاء بأفكار وإبداعات الطلبة ومواكبة التطور”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©