إذا ما كانت هناك صعوبة في ترجمة الأشعار بحيث يكون نبضها وإيقاعها مثل نبض القصائد، وإيقاعها في اللغة الأجنبية، فإن ذلك يعود من ناحية إلى التطورات المتباينة للغات المختلفة كما يرى المرء في مثال نزار قباني، ويعود من ناحية ثانية إلى الأذواق الأدبية المختلفة، أي إلى عادات تناول الأطعمة الأدبية إن صح التعبير: فقصائد العرب متبّلة أكثر بكثير من قصائد الألمان. لكن ومثلما كثُرت الحوانيت العربية في ألمانيا لدرجة أن الألمان أصبحوا ينظرون بتقدير للمطبخ العربي، فإننا الآن نتمنى أن يُظهروا التقدير ذاته للشعر العربي، إن فن الطهي لا يكمن في تقديم أصناف الأطعمة غير المألوفة، إنما في جعل الشهية الألمانية تعتاد الطعم العربي على مهل عبر الاختيار الموفق للوجبات والتتبيل المتأني. لقد حاولت في مختاراتي أن أكون طاهياً على هذا المنوال، أما إذا كنت موفقاً في عملي فذلك أمر متروك للقراء وحدهم.
شتيفان فايدنر (ألمانيا)