السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إنهم يهينون الرجاء

11 ابريل 2018 21:42
ألم يكن كافياً أن تجور الأيام على نادي الرجاء الرياضي المغربي، حتى يظلمه ذوو القربى، ويخونه الأهل والأصحاب ويعبث الوصوليون بتاريخه الجميل وتحوله المزايدات والنرجسيات إلى مستنقع الأحزان. فكلما هم هذا النادي الذي يستمد عراقته من تاريخ تأسيسه 1949 ومن حجم الألقاب التي تحصل عليها وطنياً وإفريقياً وعربياً، بالخروج من أزمة، إلا وأمسكت بتلابيبه أزمة أخرى. مؤسف هذا الذي حول الرجاء من ناد يصدر الفرح والاحتفالية إلى ناد ينتج البؤس واليأس. قبل خمس سنوات وصل الرجاء الذي ينعته مناصروه برجاء الشعب، إلى نهائي كأس العالم للأندية في نسخته العاشرة التي أقيمت بالمغرب، وحصل على ما يكفي من الإشادة، بل إن خزانته سجلت وقتذاك إيرادات قياسية ناهزت عشرة ملايين دولار، ما جعل رئيس الخضر محمد بودريقة حينذاك، يعدد من المشاريع التنموية ملحاً على أن الرجاء لن تنزل موازنته السنوية من تلك اللحظة عن 15 مليون دولار، وهي موازنة قياسية بالنظر لما هو متداول في السوق المالية للنوادي المغربية. ولم تكن لتمضي سنة على ذاك الإنجاز غير المسبوق عربياً، حتى ضج مشهد الرجاء بصخب كبير، لاعبون يضربون لعدم حصولهم على مستحقاتهم، مدربون يقالون بلا أدنى وازع، ومستخدمون يهانون، وأمام قوة التيار سينسحب بودريقة مكرهاً من الرئاسة، تاركاً الأمر لسعيد حسبان الذي قبل بالتحدي الرهيب، ليفاجأ بعد أيام، بما وصفه طعنة الخديعة من الظهر، فالديون التي قدرها سلفه بثلاثة ملايين دولار قفزت لمستويات يشيب لها الشعر. سلك الرجاء في غياب كل التحصينات القانونية طريقاً وعرة، لم يصادف فيها سوى المواجع، وبرغم ما تردد على لسان حكماء النادي ومن قدماء رؤسائه من ترطيب للخواطر، فقد كانت الأزمة المالية أكبر من أن تحتويها كل الجمل الإنشائية التي نبرع فيها جميعاً، مع أن المشهد المضحك والمبكي، كان يحتاج لمواقف حازمة تطير رؤوس الأفاعي السامة وتطهر الفضاء من الأرواح الشريرة. وتحت ضغط الشارع الرجاوي المنادي بوقف النزيف، ستبرمج جمعيات عمومية استثنائية لإسدال الستارة على هذه الملهاة، إلا أنها كلها كانت تتعرض للإجهاز تحت ذرائع كثيرة، وبسبب ما تنامى من صراعات شخصية، ضحت بأنانيتها بمصلحة ناد يعتبر من أكبر مرجعيات كرة القدم بالمغرب. بعد ثلاث سنوات من إهدار الطاقات ومن الاقتتال على ناصية الشارع الرياضي، يصحو ضمير أبطال الأزمة ليعلنوا انسحابهم الواحد بعد الآخر من المشهد، ليبدأ رجاء الشعب معركة جديدة من أجل إذابة جليد الديون، ومن أجل تنصيع الصورة، ومن أجل مأسسة الحب والانتماء، لعله يحصل على القيادة التي يستحق، قيادة تكرمه وتسمو به، ولا تسلبه كرامته وتهينه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©