الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«سفن» للحوار مـع الآخــر

«سفن» للحوار مـع الآخــر
11 مايو 2017 13:25
لقد ساهمت السفن «المحامل» في التعارف والتقارب الإنساني في العالم بشكل عام وفي الخليج والدول العربية بشكل خاص. لكونها المحمل الوحيد في الطُرق البحرية التي تؤدي إلى دول الخليج وغيرها، وكانت هذه السفن تستخدم لحمل البضائع وللنجدة في الحروب وللوصول إلى العالم البعيد. وقد عرف الناس من خلالها علم الفلك لتأمين رحلاتهم من الرياح وموسم الأمطار والبرد، فضلاً عن معرفة مطالع النجوم والأهلة ودقة معرفة الاتجاهات والوصول إلى أبعد الحدود في العلم. ولقد كان لها أثر كبير على أبناء منطقة الخليج، فمن خلالها عرفوا العادات والتقاليد والمبادئ المختلفة للشعوب التي كانت بعيدة عنهم، فضلاً عن الأنواع المختلفة من الفنون والألحان والأهازيج والفنون الشعبية وحتى طريقة مسميات بعض الأواني، والملابس، وأنواع الغذاء وطريقة تشييد المنازل، وغيرها الكثير من الأشياء الشعبية المادية وغير المادية. وفي كل هذا التثاقف، كانت السفن هي السبب الرئيس والأساسي، وحلقة الوصل الكبرى بين شعوب المنطقة في الخليج من البر إلى البحر ومن البحر إلى البر. من جهة أخرى، ساهمت هذي المحامل، منذ القدم، في قيام أبناء الخليج منذ الحضارات القديمة في عملية التبادل الثقافي والتواصل مع الشعوب، وفي نشر الدين، بعد ذلك، من خلال المعاملة والأمانة والصدق والتسامح والكرم والعفو والاحترام بين البشر. كما ساهمت في ترويج المنتجات وتبادل الخبرات في فنون التصنيع والمواد التي يستخدمونها في نواحي الإبداعات الحرفية والمهن المتنوعة، وفي ازدهار نشاط الملاحة وتوطيد العلاقة التجارية والاجتماعية وتأثيرهم الحضاري لدول العالم على الرغم من اختلاف الدين والمعتقد والمذهب، وفي الانفتاح الذي يميز الشخصية الخليجية على مستوى الحوار الثقافي والتفاهم مع الآخر، فهذه صيغة حضارية للتعاون والتواصل مع الأمم مع الاحتفاظ بالهويات والخصوصيات الذاتية والاعتزاز بها. وقد كان الحوار سبباً في انتشار الدين والقيم الإنسانية النبيلة مع شعوب العالم والثقافة والتواصل الدائم، وهم على ظهور السفن في جوف البحار، رغم الظروف والطقوس الجوية في ذلك الوقت العصيب. ................................. * شاعر وباحث عُماني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©